وصرح وحيد يزدانيان، مساء السبت، خلال برنامج تلفزيوني حول القمر الصناعي “ناهيد”: إلى جانب قمر “ناهيد”، هناك أقمار صناعية أخرى قيد التصميم والبناء ومستعدة للإطلاق، ونأمل أن نحمل أحدها اسم المرأة الإيرانية تقديراً لدورها. وأضاف: قمر ناهيد الصناعي هو مشروع بدأ تصميمه وتصنيعه سنة 2016-2015، ويُعتبر أول قمر اتصالاتي عملي للبلاد، وله عدة وظائف محددة، أبرزها نقل المكالمات الهاتفية عبر الأقمار الصناعية، مما يتيح إمكانية الاتصال بين نقطتين على الأرض عبر القمر الصناعي، بدلاً من الاعتماد الحالي على الألياف البصرية والموجات الراديوية.
وأوضح يزدانيان: يمتلك القمر الصناعي ناهيد مهامًا جانبية أخرى مثل التحليل الطيفي في الفضاء، ويشكل خطوة مهمة نحو تحقيق تكنولوجيا الأقمار الصناعية في المدار الجغرافي الثابت، وتعمل هذه الأقمار على ارتفاع 36 ألف كيلومتر من الأرض وتركّز بشكل رئيسي على بث الصوت والصورة. وحاليًا، يتم إجراء الاختبارات في المدارات المنخفضة LEO؛ لكن خططنا المستقبلية تتجه نحو تصنيع أقمار المدار الجغرافي الثابت.
وأكّد قائلاً: النقطة المهمة حول هذا القمر الصناعي هي أن تصميمه وتصنيعه تم بالكامل داخل البلاد وبواسطة الكوادر المحلية المتمكّنة، كما أن الغالبية العظمى من الفريق الذي قام بهذا التصميم والتصنيع هم من النساء، حيث تشكّل عالماتنا وخبيراتنا نماذج متميزة للكفاءات النسائية.
وحول الاستثمار في مجال الأقمار الصناعية وتأثيرها على الحياة اليومية للأفراد، أوضح يزدانيان قائلاً: إذا نظرنا إلى موضوع الأقمار الصناعية بشكل عام، قد يبدو للوهلة الأولى مجرد مسألة تتعلق بالهيبة الوطنية ورمزًا للتقدم العلمي؛ لكن في الواقع، يشكل الفضاء والأقمار الصناعية نظامًا اقتصاديًا حيويًا يؤثر مباشرةً على معيشة وحياة المواطنين. وأضاف: لن ننشغل حتى بموضوعات الاستكشاف الفضائي والسفر إلى الكواكب التي يتم تناولها في وسائل الإعلام، لأن التطبيقات العملية واليومية للأقمار الصناعية أكثر واقعية وملموسة بكثير. وتابع: من خلال تكنولوجيا الفضاء، يمكننا تحسين إدارة الموارد الطبيعية، تعزيز أنظمة الاتصالات، تطوير خدمات الملاحة، ودعم أنظمة الإنذار المبكر للكوارث، وكلها جوانب تؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة اليومية للمواطنين وتسهّل سبل عيشهم.
وقال رئيس معهد الفضاء: لدينا ثلاث فئات رئيسية من الأقمار الصناعية: أقمار الاتصالات، الملاحة، والاستشعار عن بُعد. وهذه الفئات الثلاث تتفاعل مباشرة مع حياة المواطنين. على سبيل المثال، توفر أقمار الاتصالات التغطية للمناطق التي لا تصلها إشارات أرضية أو كوابل الألياف الضوئية، فالمناطق الوعرة والجبلية والنائية يتم ربطها بشبكات الاتصالات عبر هذه الأقمار. كما تضمن الاتصالات عبر الأقمار الصناعية استمرارية التواصل في أوقات الأزمات مثل الفيضانات والزلازل والحرائق عندما تنقطع الشبكات الأرضية. بالإضافة إلى ذلك، يتم نقل الصوت والصورة عبر الأقمار الصناعية.
وأكمل يزدانيان: من ناحية أخرى، تلعب أقمار الاستشعار عن بُعد دوراً محورياً في إدارة الموارد الوطنية، فعلى سبيل المثال، يتم مراقبة المساحات المزروعة للمحاصيل الزراعية مثل القمح والشعير والبطاطا باستخدام الصور الفضائية. وهذه البيانات تساعد صانعي القرار في تحديد الكميات المطلوبة من المحاصيل وحجم الواردات اللازمة لهذا العام. وأوضح: كما يتيح استخدام الأقمار الصناعية إدارة الموارد المائية، ومراقبة حالات الجفاف أو زيادة المصادر المائية، وحتى تتبع العواصف الترابية ومنشئها، مما يساهم في تحسين إدارة الظروف البيئية. وأضاف: أما أقمار الملاحة، فهي توفر البنية التحتية لحركة النقل بين المدن، وأنظمة توجيه القطارات والطائرات والمركبات، حيث تعتمد حياتنا اليومية عليها بشكل كامل. وبالتالي، فإن للأقمار الصناعية تأثيراً واسعاً ومباشراً على معيشة المواطنين، وهي تُستخدم بنفس الطريقة حول العالم.
* وضع إيران في مجال العلوم الفضائية
وأشار رئيس معهد الفضاء إلى أن تنقسم دول العالم في المجال الفضائي إلى ثلاث مجموعات رئيسية. المجموعة الأولى تضم الدول التي بدأت الأنشطة الفضائية منذ حوالي 70-80 عاماً مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، وهي دول رائدة ومرموقة في هذا المجال. أما المجموعة الثانية فتشمل الدول التي لديها برامج فضائية وتعمل على تطوير هذا القطاع. بينما تقتصر المجموعة الثالثة على الدول التي تستخدم فقط الخدمات الفضائية المقدمة من دول أخرى.
وأضاف يزدانيان: يمكننا الجزم بأن إيران تنتمي إلى المجموعة الثانية وتحتل مكانة مرموقة بين الدول التي لديها برامج فضائية جادة. وعادةً ما يحتل ترتيبنا العالمي المرتبة ما بين السادسة والثامنة.
وأضاف قائلاً: لقد نجحنا في توطين قدرات تصميم وتصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية بالكامل. وقد يتساءل الرأي العام في بعض الأحيان: هل نقوم حقاً ببناء أقمار صناعية؟ الإجابة نعم؛ إنها صناعة سلمية متقدمة بالكامل تقوم بها معاهد الأبحاث الفضائية الإيرانية والشركات المعرفية والجامعات.
وأكد يزدانيان: أما فيما يخص حاملات الأقمار الصناعية، فإن هذا المجال شهد أيضاً تطورات ملحوظة. والصواريخ التي تضع الأقمار في المدار تمثل إنجازات مهمة لنا، وهي منفصلة عن الأقمار نفسها؛ لكن كلا القطاعين شهدا نمواً جيداً في بلدنا. على سبيل المثال، تم تصميم وتصنيع القمر الصناعي ناهيد بالكامل داخل البلاد، مما يعكس القدرات العلمية والتقنية للدولة.
وأكد قائلاً: إن الصناعة الفضائية الإيرانية تواصل تقدمها بقوة، وينصب اهتمامنا الرئيسي على تعزيز الجانب التطبيقي للأقمار الصناعية لخدمة معيشة المواطنين. وبالفعل بدأ استخدام الأقمار الصناعية في مجالات متنوعة، وفي القريب العاجل سنشهد أخباراً سارة ومشاريع جديدة ستترك أثراً مباشراً وملموساً على حياة الناس.
واختتم يزداني حديثه قائلاً: نحن نخطو خطوات متقدمة يومياً، وسنعلن قريباً عن أخبار مفرحة حول التشغيل العملي للأقمار الصناعية وتقديم الخدمات الفضائية للمواطنين.