ومع تطوير بنية النقل بسكك الحديد، اكتسبت مسارات التصدير الإيرانية إلى الدول المجاورة حياة جديدة. وفي هذا الصدد، برزت أفغانستان كواحدة من الوجهات الرئيسية للصادرات الإيرانية غير النفطية، حيث أصبحت محط أنظار بشكل ملحوظ هذه الأيام.
وتشير تقارير عديدة من مناطق مختلفة لسكك الحديد في البلاد إلى أن عدة أنواع من البضائع المخصصة للتصدير قد أرسلت خلال الأسابيع الماضية عبر شبكة سكك حديد الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى أفغانستان.
ففي محافظة يزد (وسط إيران)، شُحنت أول دفعة من السيراميك والبلاط بسعة كبيرة تصل إلى 70 ألف طن من مصانع ميبد إلى أفغانستان. هذه الخطوة، التي تمت بالتنسيق بين تجار أفغان ومسؤولي سكك حديد يزد، تُعد خطوة مهمة نحو تطوير الصادرات غير النفطية واستغلال القدرات المحلية.
وفي أصفهان، دخل تصدير الألواح المعدنية من مجمع فولاد مباركة حيز التنفيذ، حيث أرسلت لأول مرة 21 عربة ذات جوانب قصيرة من محطة حسن آباد إلى محطة روزنك في أفغانستان. هذه العملية لا تمثل فقط خطوة كبيرة في تطوير صادرات الصلب، بل ستساهم بشكل مباشر في خفض تكاليف سلسلة التوريد.
وفي شرق إيران، لعب خط سكك الحديد الشرقي دوراً مهماً في تنمية التجارة مع أفغانستان. فعقد في محطة سكك حديد تربت حيدريه اجتماع بحضور كبار مسؤولي سكك الحديد والتجار لبحث وحل التحديات في نقل الصادرات إلى أفغانستان، مع التركيز على زيادة معدل دوران العربات وتحسين العمليات التشغيلية على المحور الشرقي.
وفي ميناء بندرعباس (جنوب إيران)، تم تحميل الشحنة السابعة من السكر للتصدير بوزن 1040 طناً ضمن 20 عربة و40 حاوية مقاس 20 قدماً متجهة إلى أفغانستان. ومنذ بداية هذه العملية حتى الآن، نُقل أكثر من 4800 طن من السكر من ميناء الشهيد رجائي في بندرعباس إلى محطة شمتيغ في أفغانستان عبر سكك الحديد؛
إضافة إلى ذلك، بدأ تصدير الإسمنت لأول مرة من محطة شاهرود، حيث أرسلت أول شحنة من الإسمنت المعبأ عبر حدود شمتيغ إلى أفغانستان. واستمرار هذا المسار سيحول تصدير الإسمنت إلى أحد مصادر الشحن الجديدة على خط سكك الحديد الشرقي.
وعقدت اجتماعات مهمة مع فولاد مباركة والمسؤولين الأفغان لتفعيل حدود شمتيغ لنقل المواد الخام وتصدير المنتجات الصلبية.
مشروع مستقبلي
وذكر رئيس مجلس إدارة سكك الحديد الإيرانية، جبار علي ذاكري، بعد مشاركته في مؤتمر الاتحاد الدولي لسكك الحديدية (UIC) في بكين: أن هناك اقتراحاً ببناء خط سكك حديد قياسي (بعرض 1435 ملم) من كاشغر في الصين إلى أفغانستان، والذي سيحول إيران في حال تنفيذه إلى جسر حيوي في الممر الشرقي-الغربي.
وفي العام الماضي، ذكر الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في كلمة له على حساب مجموعة بريكس: أن الصين بدأت ببناء طريق عبر أفغانستان للوصول إلى إيران وغرب آسيا.
وسيؤدي استمرار هذا المسار إلى تحول إيران إلى أحد اللاعبين الرئيسيين في النقل الإقليمي بآسيا الوسطى والجنوبية، حيث تتقدم الصادرات على سكة التطور.