وأكد آرمان خالقي، في حديث مع مراسل وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء “إرنا”، حول إجراءات الحكومة خلال الحرب المفروضة التي شنّها الكيان الصهيوني على الشعب الإيراني: تمكّن البنك المركزي خلال الحرب الـ12 يوماً من تنفيذ برنامج دقيق لإدارة تقلبات سوق الصرف ومنع حدوث أزمة. ومع بدء الحرب، ظهرت حاجة ملحّة لتأمين السلع الأساسية للبلاد، حيث كان لابد من إدخال البضائع العالقة عند الحدود والجمارك إلى الأسواق بسرعة أكبر، كما تطلب الأمر تسهيل إجراءات تسجيل الطلبيات. وأضاف: في مثل هذه الظروف، كانت مهمة الحكومة والبنك المركزي الأساسية هي طمأنة المواطنين بتوفر السلع الضرورية بكميات كافية.
وقال العضو في غرفة تجارة إيران: لقد كانت قرارات رئيس الجمهورية والتعاون الوثيق مع البنك المركزي في هذا الصدد حاسمة للغاية، وحتى قبل بدء الحرب، كانت هناك قيود واضحة على الصرف الأجنبي؛ لكن الأداء السريع والحكيم للبنك المركزي في تخصيص العملات الأجنبية خلال أيام الحرب ساعد في السيطرة على الأجواء النفسية في المجتمع ومنع الشائعات حول نقص السلع.
* الحضور الميداني للمسؤولين يُرسل رسالة طمأنة للناس
ووصف خالقي الحضور السريع والميداني لرئيس الجمهورية ومحافظ البنك المركزي خلال الأيام الأولى للحرب بأنه “إجراء يعزز الثقة”، قائلاً: في لحظات خوف وقلق المجتمع من المستقبل، شكّل ظهور رئيس الحكومة والقيادات الاقتصادية العليا -بمن فيهم محافظ البنك المركزي- في الساحة رسالة واضحة للرأي العام عن السيطرة الكاملة على الأوضاع، والجاهزية التامة لإدارة الأزمة.
وأضاف هذا الخبير الاقتصادي: الحرب الهجينة الأخيرة لم تكن مقتصرة على الجبهة المادية فحسب، بل امتدت إلى الفضاء السيبراني والنفسي وحتى الرقمي. وفي هذا المشهد، كان المواطنون يتساءلون عن مكان المسؤولين والقرارات المتخذة. كما أن حضور رئيس البنك المركزي في بعض فروع البنوك ومكاتب الصرافة، وذلك في اليوم الأول نفسه، ساهم بشكل كبير في تخفيف المخاوف الشعبية، وتعزيز الثقة بالمؤسسات.
* دور الذهب في مواجهة العقوبات ودعم العملة الوطنية
وأكّد الأمين العام لـ”بيت الصناعة والتعدين والتجارة” على أهمية الذهب في الإدارة الاقتصادية للبلاد، قائلاً: في ظل العقوبات، يلعب الذهب دوراً حاسماً في المقايضة واستيراد السلع الأساسية وإتمام المعاملات الأجنبية، وعندما تكون التحويلات النقدية التقليدية غير متاحة، يصبح الذهب بديلاً قيماً لتلبية احتياجات البلاد. وأضاف: زيادة الاحتياطيات الذهبية لا تمتلك أهمية اقتصادية فحسب، بل تشكل أيضاً استثماراً بين الأجيال في ظل التضخم المزمن وانخفاض قيمة العملة الوطنية، ويجب الحفاظ على هذه الاحتياطيات على المدى الطويل، ويمكن للبنك المركزي استخدام أدوات مثل سك العملات الذهبية لامتصاص جزء من السيولة والتحكم فيها.
وأعرب خالقي عن إعجابه باستجابة المواطنين خلال حرب الـ12 يوماً، قائلاً: في ظل الظروف التي كانت تشهد احتمالات نقص وخلل في سلاسل التوريد، أظهر الشعب تعاوناً كبيراً.
* إلزامية الرؤية المستقبلية في الاقتصاد
واختتم خالقي حديثه بالتأكيد: لا ينبغي اعتبار تجربة حرب الـ12 يوماً مجرد حدث عابر، بل يجب تحليلها بدقة وتحويلها إلى أساس للتخطيط المستقبلي، وعلينا استخلاص الدروس من هذه الأزمة، وتحديد نقاط القوة والضعف، ودراستها على المستوى العلمي والتخصصي. لقد أظهر المواطنون استعدادهم للتعاون مع الظروف، وعلى المسؤولين استثمار هذه الثقة بشكل صحيح.