في تقويم بلادنا، يُقترن يوم غد الأربعاء 30 أغسطس بإسم زنجان ويوم إحياء ذكرى الشيخ شهاب الدين السهروردي (شيخ الإشراق). هذا اليوم وهذه التسمية فرصة ثمينة لتعريف زنجان وإمكانات ومقومات هذه المحافظة.
إلى جانب كل الجماليات التي تتمتع بها كل محافظة من محافظات بلادنا، فإن محافظة زنجان أيضًا تتميز بخصائص فريدة من نوعها، وهذه الخصائص هي التي تجذب العديد من السياح والزوار المحليين والاجانب إلى هذه المحافظة التاريخية والمليئة بالعجائب.
زنجان هي مدينة الحماس والوعي الحسيني، مدينة غوّاصي البحر الشجعان، مدينة شيخ الإشراق، والمدينة العالمية للفن المعدني. يعود تاريخ مدينة زنجان إلى أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد. كانت هذه المحافظة ذات أهمية كبيرة منذ العصور القديمة، وبسبب وقوعها على هامش طريق الحرير، فقد شهدت العديد من التنقلات من مختلف الأشخاص، من عامة الناس إلى النبلاء والملوك، تضم محافظة زنجان العديد من المعالم الأثرية والطبيعية وفيما يلي بعض هذه المعالم:
مسجد حسينية أعظم زنجان
يعد مسجد حسينية أعظم زنجان من أشهر الأماكن السياحية في زنجان، تعود شهرة حسينية أعظم بشكل رئيسي إلى مراسم العزاء في اليوم الثامن من محرم للإمام العباس بن علي (عليه السلام). يجذب الحماس الحسيني لهذا الموكب العزائي سنوياً العديد من المسلمين من جميع أنحاء إيران والعالم إلى مدينة زنجان.
وفقاً للوثائق الموجودة في الحسينية، فإن عمر هذا المسجد يبلغ مئة عام، وقد تم وقفه من قبل الحاج ميرزا محمد نقي والحاج ميرزا بابائي. يعود بناء المسجد إلى العصر الصفوي، تبلغ مساحة حسينية أعظم 12 ألف متر مربع، وتضم عدة أروقة، ومكتبة.
يُعد مسجد حسينية أعظم من أكبر المراكز الدينية في العالم الشيعي، ويقع في جنوب مدينة زنجان في شارع فردوسي. يُعتبر مسجد حسينية أعظم من الأماكن المقدسة والروحية في محافظة زنجان، ويستضيف سنويًا العديد من الزوار من مختلف أنحاء إيران والعالم الذين يسافرون إلى هذه المدينة. اكتسب مسجد حسينية أعظم زنجان شهرته وصيته العالمي بفضل مراسمه وموكبه وروعة تنظيمه، يجذب سنوياً أعداداً كبيرة من المسلمين والمعزين لأبي عبد الله الحسين (ع) من مختلف المناطق وحتى من المسلمين غير الإيرانيين. حالياً، يعرف جميع الإيرانيين والعالم مدينة زنجان بلقب عاصمة الحماس والوعي الحسيني، ولهذا السبب، أصبح المسجد أحد المراكز الثقافية والدينية المؤثرة في محافظة زنجان.
مسجد جامع.. هندسة معمارية فريدة
تُعد المساجد من بين المعالم السياحية التي تبهر كل من يراها بهندستها المعمارية الفريدة. يُعرف مسجد جامع في زنجان باسم مسجد السيد، وهو عمل فني وديني بُني في عهد القاجاريين. يُعتبر مسجد جامع في زنجان واحداً من أكبر وأجمل المدارس الدينية في إيران، ولهذا السبب تم تسجيله في قائمة الآثار الوطنية الإيرانية.
أول ما يلفت الانتباه عند دخول المسجد هو الأواوين الأربعة التي تقع بشكل متناظر على جوانب المسجد الأربعة. يمنح صحن المسجد الكبير مع الغرف والشبستانات جمالاً خاصاً للمسجد. على الرغم من أن المسجد قد تم ترميمه، إلا أن الزخارف الخزفية في الرواق الجنوبي ما زالت تحتفظ بأصالتها.
إن وقوع مسجد الجامع في النسيج القديم لمدينة زنجان جعل زيارته سهلة. كما توجد عدة معالم سياحية أخرى بالقرب من هذا المسجد.
القبة السلطانية
القبة السلطانية هي إحدى مواقع التراث العالمي في إيران، وقد بُنيت في عهد الإيلخانيين وتُعد من الأماكن السياحية في زنجان. تم إنشاء هذه القبة بأمر من السلطان محمد خدابنده.
توجد تحت بناء القبة السلطانية ممرات تحت الأرض يعتقد الكثيرون أنها بُنيت لإقامة الطقوس الدينية. وتُعد القبة السلطانية أكبر قبة تاريخية في إيران وأكبر قبة من الطوب في العالم. ومن حيث الارتفاع، تحتل هذه القبة المرتبة الثالثة في العالم.
في الماضي، كانت القبة السلطانية تُستخدم أيضاً كساعة شمسية. وتوجد على جدران هذا البناء آيات من القرآن الكريم وكلمات «الله» و«محمد(ص)» و«علي(ع)» ؛ فقد بُنيت القبة السلطانية من طبقتين، وهذا هو السبب في أن مرور السنين لم يؤثر على سلامة البناء.
كهوف كتله خور
تُعد كهوف كتله خور من أغرب المعالم الطبيعية في غرب إيران. ولا يزال جزء كبير من هذه الكهوف في طور الاكتشاف، بينما تم فتح جزء صغير منها أمام الزوار والسياح. كهوف كتله خور ليست معروفة بقدر كهف علي صدر في همدان، لكنها تملك نفس القيمة والأهمية. تقع كتله خور على بُعد 150 كيلومتراً جنوب زنجان وبالقرب من مدينة كرماب.
شلال شارشار
يُعد شلال شارشار واحدًا من أجمل المعالم الطبيعية في زنجان، ويقع في شمال شرق مدينة زنجان في منطقة تهم وبين الصخور الجبلية. يُعتبر هذا الشلال من أهم مناطق الترفيه في زنجان ومقصدًا لمحبي رياضة تسلق الجبال.
بحيرة بَري (خندقلو)
تقع بحيرة جميلة بمساحة ٥٤٠ مترا مربعا بالقرب من ماهنشان. هذه البحيرة طبيعية تمامًا ولا تمتلئ إلا بمياه الأمطار والثلوج، وتقع في سهل أخضر، وقد أصبحت واحدة من المعالم السياحية في زنجان. خاصة في فصل الربيع، تمتلئ البحيرة بالمياه وتصبح السهول المحيطة بها مغطاة بالأزهار الربيعية بفضلها.
عمارة ومتحف دارايي
تقع عمارة دارايي في النسيج التاريخي لمدينة زنجان في منطقة سبزه ميدان. وهي من بقايا أواخر العصر القاجاري وبداية حكم رضا خان، وتحولت تقريباً في أواخر الحرب العالمية الثانية من قبل السلطة الحاكمة إلى أماكن ومبانٍ حكومية، تم بناء هذا المبنى على ثلاثة طوابق وبخصائص معمارية مثل النوافذ العديدة، الشرفات، والتناسق في الطوابق. وقد تم تسجيل هذا المبنى في قائمة الآثار الوطنية.
