الوفاق/ القضية الفلسطينية حاضرة في أعمال الفنانين دائماً، المقاومة ليست دائماً بالسلاح والنار، الفنان يقاوم بريشته وألوانه، والكاتب يقاوم بالورقة والقلم.
نرى أن هناك لوحات فنية تناولت جوانب مختلفة من الحياة الفلسطينية ومسيرة النضال الوطني، والتركيز عادة على قضايا تتعلق بالقدس المحتلة، وحق العودة، وتحرير الأسرى، ودعم المقاومة ضد الإحتلال الصهيوني، وفي الحقيقة الألوان في هذه اللوحات، هي بقوة الرصاص.
للمقاومة وجوه كثيرة
الفن لغة عالمية وتترك أثراً عميقاً في القناعات والأفكار، وعندما ننظر إلى هذه اللوحات، نرى أن بمثل هذه الأعمال يمكننا أن نحدث تغييراً في الرأي العام العالمي، ونرفع من مستوى الدعم لحقوق الفلسطينيين وقضيتهم العادلة.
دراسة هذه اللوحات تساعدنا على اكتساب المعارف، والتعرف على ثقافات فنية مختلفة، والإقتراب من طريقة تفكير الفنانين العرب والأجانب وكيف ينظرون لفلسطين؟ وكيف يعالجون قضاياها المختلفة؟
مثلاً عندما ننظر الى لوحة أظهرت عجوزاً فلسطينياً يرتدي الكوفية والزي التقليدي ويمسك بيد حفيده وهما يطلان على قبة الصخرة المشرفة، إنها رسالة واضحة أن الفلسطينيين يتوارثون “راية النضال” جيلاً بعد جيل، والنصر سيكون حليفهم في نهاية المطاف، أو في لوحة أخرى نرى فارس فلسطيني ملّثم بالكوفية ويمتطي جواداً وهو يدخل بوابات القدس ملوحاً بالعلم الفلسطيني، هذا كلّه يؤكد على انتصار الفلسطينيين وعودتهم الى أرضهم، في الحقيقة مشاركة عدد كبير من الفنانين العرب والمسلمين والأجانب لرسم اللوحات عن فلسطين، تعتبر رسالة دعم وإسناد للمقاومة الفلسطينية.
إن اختيار المقاومة موضوعاً للرسومات واللوحات الفنية توحي بأهمية الفنون بوصفها جبهة نضالية تدعّم الحقوق الفلسطينية إلى جانب المقاومة بأشكالها كافة.
وعندما تجسد الأعمال الفنية معاناة الشعب الفلسطيني على مدى عقود طويلة تحت نير الاحتلال، فهي محاولة لترسيخ حضور الفنون التشكيلية في مشروع المقاومة كأداة مهمة ملتزمة بقضايا الأمة وعلى رأس أولوياتها فلسطين.
كما أن للفن التشكيلي دورا هاما في دعم القضية الفلسطينية، والفنانون التشكيليون أيضاً لهم دور هام في نقل ورسم الواقع الفلسطيني، وكشف جرائم الإحتلال الصهيوني، هذا إضافة الى الجداريات التي تحدثنا عنها عدة مرّات، حيث توجد في مختلف أنحاء العالم وخاصة دول محور المقاومة.