و خلال مشاركته في المؤتمر الصحفي الاسبوعي للمتحدث باسم وزارة الخارجية الذي عُقد اليوم، وضمن الاحتفال بيوم الصحفي في ايران (8 اب/اغسطس) قال وزير الخارجية الايراني: “أنا سعيد للغاية لأنني حظيت بفرصة التواجد بينكم أيها الأعزاء. كما أرحب بعائلة الشهيد الاعلامي نيما رجببور الكريمة الذين شرفونا اليوم بحضورهم هذا الحفل ومنحونا هذا الفخر”.
وتابع عراقجي قائلا: “قبل كل شيء، أرى من واجبي أن أستذكر جميع الشهداء الأبرار؛ شهداء الثورة الإسلامية، وشهداء الدفاع المقدس، وكل من استشهد منذ البداية وحتى اليوم دفاعا عن هذه الأرض، وخاصة شهداء الصحافة، وشهداء الحرب الأخيرة الظالمة والعدوانية التي استمرت 12 يوما.
واضاف: هذه الحرب، وبلا شك، ستبقى إحدى المحطات البارزة والراسخة في تاريخ إيران المعاصر؛ حرب شنها الكيان الصهيوني المجرم بدعم ومساندة القوى الكبرى وعدد من الجهات الأخرى، في عدوان صارخ ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على أمل أن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم في هجوم مباغت وخلال فترة قصيرة”.
ومضى مؤكدا على ان الشعب الإيراني أثبت مرة أخرى أنه أعمق جذورا وأصلب عودا من أن تقتلع جذوره مثل هذه الرياح والعواصف. مضيفا ان هذا الشعب يمتد بجذوره إلى تاريخ يمتد لآلاف السنين؛ حيث ان هذه الجذور تزداد ترسخا يوما بعد يوم في تربة هذه الأرض بفضل التضحيات والثبات والإيمان.
الصحفيون الإيرانيون ادّوا مهامهم بكل شجاعة
واشار عراقجي الى ان الصحفيين والإعلاميين لعبوا دورا مميزا وبالغ الأهمية، حيث انه كان هناك العديد من المشاهد التي لا تُنسى لتواجدهم المهني والمتفاني في هذا الميدان.موضحا ان العديد من المراقبين الدوليين قد قارن هذا التواجد بأداء صحفيين في مناطق أخرى من العالم، أولئك الذين يفضلون مغادرة الساحة عند أول إشارة للخطر.
واضاف : الا ان الصحفيين الإيرانيين، سواء في ميدان المعركة أو خلف مكاتبهم وفي غرف التحرير، وقفوا بشجاعة، ووثقوا لحظة بلحظة مجريات الأحداث، وأصبحوا هم أنفسهم جزءا من هذا الصمود والمقاومة و التاريخ الخالد.
وتابع وزير الخارجية الايراني ، قائلا: على هذا الطريق ايضا قدّموا شهداء ستظل أسماؤهم خالدة في ذاكرة الشعب الإيراني. ومن بين هؤلاء الشهداء، الشهيد نيما رجب بور، الذي تحضر عائلته الكريمة بيننا اليوم، ما يشكل مصدر فخر لنا جميعا.
الدبلوماسية والإعلام مجالان متكاملان ومتلازمان في جميع الميادين
كما ذكرعراقجي ان يوم الصحفي في إيران، تم انتخابه بالتزامن مع ذكرى استشهاد مراسل وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية “ارنا”، الشهيد “محمود صارمي” في مزار شريف بافغانستان برفقة 8 من موظفي قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 1998، وذلك تخليدا لذكرى هذا الشهید وموظفي قنصلية الجمهورية الاسلامية الايرانية الذين استشهدوا معه.
ورأى وزير الخارجية الايراني ان هذه الحادثة المؤلمة شكلت نقطة تحوّل في تقاطع مجالَي الدبلوماسية والإعلام، مؤكدا على ان ميداني الدبلوماسية والإعلام مجالان متكاملان ومتلازمان.موضحا انه في حادثة مزار شريف، وقف الصحفي والدبلوماسي جنبا إلى جنب، واستُشهدا في سبيل أداء رسالتهما.
وتابع : بالطبع، كان الصحفيون أذكى منا لأنهم سجلوا هذا اليوم باسمهم، بينما لا يزال “يوم الدبلوماسي” بلا موقع في التقويم الرسمي، وهو أمر ينبغي التفكير فيه. لكن في الواقع، لا يوجد فرق بيننا؛ فالصحفي والدبلوماسي في كل الميادين رفيقان وسندان في خندق واحد.
من يقدّم الرواية الأولى، غالبا ما يكون هو المنتصر في ميدان السرد
واستطرد قائلا: لقد قلت دائما إن عمل الصحفيين قد يكون أصعب من عملنا نحن. فنحن ندخل الاجتماعات الرسمية، بينما ينتظر الصحفيون لساعات خلف الأبواب، على أمل أن يتمكنوا بعد انتهاء الاجتماع من إجراء مقابلة أو نشر خبر. كم من مرة قررنا أنا أو زملائي عدم الحديث، واضطررنا للمرور بجانب الصحفيين دون إجابة، وكانت لحظات صعبة حقا بالنسبة لي، لأنني كنت أعلم كم صبروا من أجل تلك اللحظة.
هذا وبيّن عراقجي ان عمل الصحفي هو رواية الحقيقة الميدانية، قائلا:كلكم تعلمون جيدا أنه في زماننا هذا، تكون حرب الروايات أحيانا أصعب وأكثر حسما من الحرب العسكرية نفسها. ففي كثير من الاحيان، لا يهم من انتصر عسكريا؛ بل الأهم هو من انتصر في حرب الروايات. وهذه رسالة عظيمة تقع على عاتق الصحفيين: تقديم رواية صحيحة، واقعية، وفي الوقت المناسب.
هذا واكد عراقجي مجددا ان من يقدّم الرواية الأولى، غالبا ما يكون هو المنتصر في ميدان السرد، موضحا : هذه مسؤوليتكم. ونحن ندرك هذه الحقيقة، ونعترف بها، ونقدّر بكل صدق جهودكم، وتضحياتكم، وأهمية رسالتكم.
تقدير وزير الخارجية للإذاعة والتلفزيون الإيراني
وفي ختام كلمته، قال وزير الخارجية: أتمنى لكم جميعا التوفيق في هذا المجال بالغ الأهمية، شديد الصعوبة والتعقيد. كما أود أن أعبر عن شكري الصادق للصحفيين الأجانب الحاضرين في هذا المؤتمر، لمشاركتهم في هذه الندوة الصحفية وحضورهم في وزارة الخارجية.
واضاف: أجدد شكري لعائلة الشهيد رجب بور الكريمة، فحضورهم في هذا الحفل شرف لنا وتذكير بالقيم السامية للتضحية والفداء. كما أتوجه بالشكر إلى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التي قدمت جهودا مشكورة خلال الحرب غير العادلة التي استمرت 12 يوما، حيث تحملت القصف، وقدمت الشهداء، ومع ذلك لم تتوقف قنواتها للحظة واحدة. هذا الصمود في الخط الأمامي للإعلام يستحق كل الاحترام والتكريم.
وتابع: نحن نُقدّر زملاءنا في الاذاعة والتلفزيون الايراني من صحفيين ومديرين، الذين حافظوا على الإعلام الوطني حيا ونابضا في أصعب الظروف، تحت وابل القنابل والصواريخ، ولم يسمحوا للعدو بتحقيق أهدافه. في اليوم الذي استهدفوا فيه صوت الجمهورية الإسلامية وقصفوا مقر هيئة الاذاعة والتلفزيون الايراني، كانوا يظنون أن صوت الشعب سيُسكت، لكن ذلك الصوت لم يُسكت ولو للحظة واحدة. بل على العكس، تم توثيق مشاهد أصبحت مصدر فخر واعتزاز لكل إيراني. هذا الصمود هو ثروة عظيمة لأمتنا.