بإنتاجها 70 نوعًا من هذه الأدوية وتغطية احتياجات 6500 مركزاً للطب النووي

إيران ضمن أفضل ثلاث دول بالعالم في إنتاج الأدوية المشعة

الوفاق/ إيران، بإنتاجها 70 نوعًا من الأدوية المشعة وتغطية احتياجات أكثر من 6500 مركز للطب النووي، عززت مكانتها كواحدة من أفضل ثلاث دول في العالم في هذا المجال؛ وبفضل التصدير إلى 15 دولة، حققت أرباحًا تقدر بـ70 مليون دولار في عام 2025.

ومن أكثر المراحل تحديًا في مكافحة السرطان هو الكشف المبكر عنه، وفي المراحل الأولية لتكوين الورم، تبدو الأنسجة طبيعية تمامًا في المظهر، بينما تحدث تغيرات كبيرة على مستوى التمثيل الغذائي الخلوي، ولا تستطيع طرق التشخيص التقليدية مثل الموجات فوق الصوتية والأشعة السينية اكتشاف هذه التغيرات، حيث تقتصر هذه الطرق على فحص شكل الأنسجة وحجمها فقط.

 

هنا تبرز أهمية تقنيات التصوير النووي، بما في ذلك الطب النووي، في هذه الطرق، يتم حقن كمية صغيرة جدًا من مادة مشعة “نظير مشع” في الجسم، وتتيح هذه المادة لأجهزة التصوير مراقبة نشاط الخلايا بدقة عالية.

 

على سبيل المثال، نظرًا لأن الخلايا السرطانية تستهلك كمية أكبر من الجلوكوز مقارنة بالخلايا السليمة، فإن الجزيئات المشابهة للجلوكوز والمُعلمة بالنظائر المشعة يتم امتصاصها بشكل أكبر بواسطة هذه الخلايا، مما يجعلها تظهر كنقاط أكثر سطوعًا في الصور.

هذه القدرة تتيح الكشف المبكر عن الأورام، حتى في المراحل الأولية جدًا، وتحديد النقائل الخفية، وهو ما يمكن تحقيقه بوقت أبكر بكثير مقارنة بطرق مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية.

 

ولا تقتصر التكنولوجيا النووية على التشخيص فحسب، بل تقدم أيضًا حلولًا مبتكرة للعلاج. يُعد العلاج الإشعاعي التقليدي، الذي يُسلط الإشعاع على الورم من الخارج، طريقة معروفة؛ لكنه غالبًا ما يتسبب في إتلاف الأنسجة السليمة المحيطة بالورم.

 

وفي المقابل، أحدث العلاج الإشعاعي المستهدف – بالاعتماد على تقنية البيوتكنولوجي – ثورة في مجال العلاج. وفي هذه الطريقة، يتم تعليم أجسام مضادة معينة قادرة على الارتباط بالخلايا السرطانية بنظائر مشعة مستهدفة، وهذا المركب يرتبط مباشرة بالخلايا السرطانية ويقضي على خلايا الورم دون الإضرار بالأنسجة السليمة المحيطة.

 

 

* إيران رائدة في إنتاج الأدوية المشعة

 

في عام 2024، بلغت قيمة سوق الأدوية المشعة عالميًا 8/6 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 14 مليار دولار بحلول عام 2034، وقد خطت إيران خطوات كبيرة في هذا المجال.

 

وقبل عام 2009، كانت إيران تستورد نسبة كبيرة من الأدوية المشعة؛ لكن بالتعاون مع منظمة الطاقة الذرية، بدأ مشروع إنتاج الأدوية المشعة محليًا.

 

واليوم، تحتل إيران مكانة بين أفضل ثلاث دول في العالم في إنتاج الأدوية المشعة، حيث تنتج حوالي 70 نوعًا من هذه الأدوية. وهذا الإنجاز يُغطي احتياجات 230 مركزًا علاجيًا و6500 مركزًا للطب النووي في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى التصدير إلى 15 دولة حول العالم، مما حقق عائدات بلغت حوالي 70 مليون دولار في عام 2024.

 

ومع ذلك، لا تزال إيران تستورد بعض النظائر الخام من دول مثل روسيا بتكلفة تتراوح بين 100 – 300 ألف دولار سنويًا، مما يُظهر الحاجة إلى مزيد من التطوير في هذا المجال.

 

 

* دور التقنية النووية في ضمان الصحة

 

تلعب التقنيات النووية دورًا محوريًا في ضمان الصحة والرفاه المجتمعي، حيث أصبحت العقوبات والقيود المفروضة على إيران في هذا المجال تهديدًا مباشرًا لصحة المواطنين.

 

ويمثل الدمج الذكي بين التكنولوجيا النووية والبيوتكنولوجي والعلوم الطبية حجر أساس في التشخيص والعلاج الحديث، لذا فإن الدعم الاستراتيجي والمستمر لهذا القطاع يشكل مسارًا حيويًا للتقدم وضمان مستقبل الرعاية الصحية في البلاد.

 

 

المصدر: الوفاق