وتعتبر استعراضاً عالمياً لقوة المسلمين في مواجهة المستكبرين

مسيرة الأربعين.. تجربة عميقة في بناء الذات وترسيخ الإيمان لدى الزائرين

عندما يحين وقت العشق لسيد الشهداء(ع)، يهب الجميع صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً، من المدن والقرى، من جميع ارجاء العالم للمشاركة في عزاء الإمام الحسين(ع) ليتمكنوا من اتخاذ خطوة في هذا الطريق.

مسيرة الأربعين تتجاوز كونها زيارة دينية، فهي فرصة لقياس الإيمان ونقاء النية لدى الناس، ففي هذا الطريق المليء بالتحديات تُقاس درجة الحب والإخلاص والإيمان لدى الزائرين.

 

عندما يحين وقت العشق لسيد الشهداء(ع)، يهب الجميع صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً، من المدن والقرى، من جميع ارجاء العالم للمشاركة في عزاء الإمام الحسين(ع) ليتمكنوا من اتخاذ خطوة في هذا الطريق.

 

ومن أجمل مظاهر الإخلاص في مسيرة الأربعين، تقديم المساعدة للزائرين دون منّة أو انتظار مقابل، حيث يقدّم الزائرون الطعام والماء لبعضهم البعض بكل سرور، ويساعدون بعضهم البعض، وهذه التصرفات تمثل رمزاً للإيثار والتفاني الخالص دون أي توقع، وهي نابعة من الإخلاص، والإيمان، والمحبة، والعشق لشهداء كربلاء(ع) سهّلت كل مشكلة وصعوبة أمام مسيرة زوار الإمام الحسين(ع)، لأن قلوبهم تحلّق في المسيرة المعنوية للأربعين، وأصبح هذا التجمع المليوني العظيم رمزاً لوحدة المسلمين وقوتهم واتحادهم في العالم، وهو استعراض عالمي لقوة المسلمين في مواجهة المستكبرين في العالم اليوم.

 

أهالي سيستان وبلوشستان يقدمون خدمة للزوار بحماس لا يوصف

 

تزامناً مع حلول أيام الأربعين الحسيني ومسير الحشود الكبيرة من الزوار نحو كربلاء المقدسة، فإن أهالي سيستان وبلوشستان  يقومون بخدمة الزوار وبحماس لا يوصف، يسيرون في هذا الطريق النوراني ويحملون في قلوبهم أمنية ظهور منقذ البشرية الامام المهدي(عج) وزوال الكيان الصهيوني.

 

سيستان وبلوشستان، المحافظة التي لطالما عُرفت بأنها عاصمة الوحدة الإسلامية في إيران، تعيش هذه الأيام أجواءً مختلفة. من كل أنحاء هذه المحافظة الواسعة، انطلق عشاق الإمام الحسين(ع) في طريق الحب ليشاركوا في ملحمة الأربعين الحسيني.

وتقدم الطرق البرية والجوية خدماتها إلى الزوار جنباً إلى جنب ، حتى يتمكن عشاق الإمام الحسين(ع) من الوصول إلى وجهتهم النهائية براحة وأمان أكبر. إن هذا الحماس الأربعيني يُعد رمزاً للتضامن والإخلاص والبصيرة لدى شعب يرفع راية الولاية ومناهضة الظلم في جميع الظروف.

 

وبناءً على ذلك، فإن مسيرة الأربعين ليست مجرد رحلة للزيارة، بل هي تجربة عميقة في بناء الذات والعشق. ففي كل خطوة من هذا الطريق، يمكن رؤية مظاهر الإيمان الخالص والحماس الحسيني. الزوار، بعيداً عن كل التعلقات الدنيوية، يذهبون إلى مدينة كربلاء المقدسة بهدف مشترك واحد هو تلبية نداء «لبيك يا حسين».

 

مواكب سيستان وبلوشستان مستقرة وفعالة أيضاً في العراق

وقال مسؤول لجنة الأربعين الشعبية في سيستان وبلوشستان في هذا الصدد: إن المواكب الشعبية في سيستان وبلوشستان خلال أيام الأربعين لن تكون نشطة فقط في المحافظة، بل ستكون مستقرة وفعالة أيضاً في العراق وتقدم الخدمات للزوار.

وأضاف رضا بختياري: سيشارك ١٣ موكباً شعبياً من سيستان وبلوشستان في العراق لتقديم الخدمات لزوار الأربعين.

 

تشغيل قطار استثنائي للأربعين من زاهدان إلى خرمشهر

وقال معاون الشؤون السياسية والاجتماعية لمحافظة سيستان وبلوشستان، في مراسم توديع زوار الأربعين في محطة قطار زاهدان، معلناً عن تشغيل قطار استثنائي للأربعين الحسيني من زاهدان إلى خرمشهر، إن هذه الخطوة تعتبر رمزاً للتضامن الوطني واهتمام المسؤولين بتسهيل سفر زوار الإمام الحسين(ع)، خاصة في المحافظات الحدودية.

 

وقال علیرضا شهرکي: إن الإجراءات المتخذة لتسهيل سفر زوار الأربعين تمت بدقة وانسجام، من أجل راحة الناس ، وتم إدراج زيادة عدد بيوت الضيافة ضمن خطة العمل.

 

وأشار إلى البعد المعنوي لمحطة خرمشهر بالنسبة للشعب الإيراني، وقال: خرمشهر في أذهان الناس تذكرهم بثماني سنوات من الدفاع المقدس، وذكريات الشهداء وبطولاتهم الخالدة، واليوم أصبحت هذه النقطة مرة أخرى بوابة للانطلاق إلى أرض الأربعين كربلاء المقدسة.

 

وتابع شهركي: في مراسم الأربعين لهذا العام، سنشهد مشهداً رائعاً من المجد والاقتدار ووحدة إيران الإسلامية، وهي وحدة متجذرة في محبة أهل البيت(ع)، والقيادة، ودعاء الناس .

 

وقال القائم بأعمال سكك حديد جنوب شرق البلاد: انطلق أول قطار خاص بزوار الأربعين بجهود وتخطيط سكك حديد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودعم مسؤولي سيستان وبلوشستان، من محطة زاهدان باتجاه خرمشهر.

 

وأضاف محمد مهدي زارعي: مع اقتراب أربعين الإمام الحسين(ع) والحركة العظيمة لعشاق أبي عبد الله الحسين(ع) نحو كربلاء المقدسة، وفر هذا القطار الذي يضم 10 عربات للركاب إمكانية نقل 400 من زوار الأربعين الحسيني من سيستان وبلوشستان.

 

وأعرب عن شكره لجهود مسؤولي سكك حديد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في توفير هذه الفرصة لإيفاد زوار الأربعين، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني، وخاصة سيستان وبلوشستان، كانوا دائماً في طليعة التجمع العظيم للأربعين، لذا فإن توفير تسهيلات النقل لهم يُعد خطوة مهمة في تكريم هذا الحدث العظيم ومساعدة عشاق الإمام الحسين(ع) على المشاركة. وأوضح زارعي: إن أربعين الإمام الحسين(ع) هو أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم، حيث يصل ملايين المسلمين وأحرار العالم سيراً على الأقدام أو بوسائل النقل إلى كربلاء المقدسة ليُعَبّروا عن ولائهم لأهل البيت(ع) في ذكرى يوم الأربعين لاستشهاد الإمام الحسين(ع) وأصحابه الأوفياء ، وهذه الحركة العظيمة رمز للوحدة والتلاحم والصمود في وجه الظلم.

المصدر: الوفاق