والتقى لاريجاني في بغداد بكبار المسؤولين العراقيين، حيث أجرى مباحثات مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حول آخر التطورات في المنطقة والعالم، لاسيما التطورات في غزة؛ بالإضافة إلى آخر آفاق التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين.
وأكد رئيس الوزراء العراقي، خلال اللقاء، “سعي بغداد الحثيث إلى تطوير العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتعزيز الشراكات المثمرة في مختلف الصعد والمجالات، وبما يصب في مصلحة الشعبين العراقي والإيراني”، مجدداً “الإشارة إلى موقف العراق المبدئي والثابت إزاء رفض العدوان الصهيوني على إيران، وكل ما يؤدي إلى تصعيد الصراعات على المستوى الإقليمي والدولي، وتأييد العراق للحوار بين طهران وواشنطن”.
*توقيع مذكرة تفاهم أمنية بين إيران والعراق
ورعى السوداني، الإثنين، أيضاً توقيع مذكرة تفاهم أمنية مشتركة بين الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ومستشار الأمن القومي العراقي، تتعلق بالتنسيق الأمني للحدود المشتركة بين البلدين.
من جانبه، نقل لاريجاني “تحيات رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان إلى السوداني”، مؤكداً “حرص إيران على تنمية وإدامة العلاقات في مختلف المجالات، وخاصة الربط السككي بين البلدين لنقل المسافرين، والربط مع طريق التنمية والممرّات الكبرى التي تشهدها المنطقة”.
كما التقى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي مع الرئيس العراقي، عبداللطيف رشيد في بغداد، وأجرى مشاورات معه حول القضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما الأوضاع في المنطقة، والعدوان الصهيوني على ايران.
*بغداد تمنع أي خرق هدفه التجاوز على دول الجوار
كما التقى علي لاريجاني، مع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، وبحث معه التعاون والتنسيق المشترك بين العراق وإيران، لاسيما في المجال الأمني.
وأكد الأعرجي، خلال خلال لقائه لاريجاني، أن الحكومة تمنع أي خرق هدفه التجاوز على دول الجوار. ورحب الأعرجي بلاريجاني والوفد المرافق له، حيث جرى بحث تعزيز العلاقات التأريخية بين البلدين والشعبين الجارين وسبل تطويرها الى آفاق أبعد ومجالات أوسع.
وثمّن لاريجاني “الدور الكبير للشعب العراقي بما يقدمه من خدمة لزوار الإمام الحسين(ع)”، واصفاً “الشعب العراقي بالشجاع والكريم”. وأكد أن “طريق كربلاء المقدسة يشهد اليوم على كرم العراقيين”.
وشهد اللقاء أيضاً، بحث تنفيذ الاتفاق الأمني الموقع بين البلدين، كما ناقشا الوضع الأمني في المنطقة وما يحصل من جرائم تجويع وقتل للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشدّدين على “أهمية تحرك المجتمع الدولي، لإيقاف هذه الجرائم”. وأكد الأعرجي أن “الحكومة العراقية تعمل وبشكل جاد لمنع أي خرق أمني هدفه التجاوز على أي من دول الجوار”.
من جانبه، أشاد لاريجاني “بالحكومة العراقية وسياستها الخارجية المتزنة وما ترتب من ذلك على أمن واستقرار العراق والمنطقة”.
*أهداف الزيارة
وكان قد صرّح لاريجاني قُبيل مغادرته طهران يوم أمس، أن توقيع الاتفاقية الأمنية الثنائية بين إيران والعراق الهدف الأهم لهذه الزيارة. وفيما يتعلق بجولاته الإقليمية، قال: “تنقسم هذه الزيارة إلى شقين، أولهما العراق. العراق بلد صديق لنا، ولدينا معه علاقات تجارية وثيقة ورفيعة المستوى. التعاون بين البلدين في مستوى ممتاز، ومثال على ذلك زيارة الأربعين، ونشكر الحكومة العراقية مقدمًا على تعاونها الجيد مع زوار الأربعين”. وأضاف لاريجاني: لقد أعددنا اتفاقية أمنية مع العراق، وهذه نقطة مهمة. إن رؤية إيران ونهجها في علاقاتها مع جيرانها هو أن أمن الإيرانيين هو الأساس، وفي الوقت نفسه، تولي اهتمامًا خاصًا لأمن جيرانها، على عكس بعض الدول التي لا تهتم إلا بأمنها وتسحق الآخرين. وكان قد أعلن لاريجاني انه سيتم توقيع هذه الاتفاقية خلال هذه الزيارة.
*استقلال لبنان مهم لإيران
وأضاف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: الشطر الثاني يتعلق بزيارة لبنان، ولبنان دولة مهمة جدًا في المنطقة ومؤثرة في غرب آسيا. تربطنا علاقات طويلة الأمد مع الشعب اللبناني. وأوضح: هناك جذور حضارية مشتركة بين إيران ولبنان، ولهذا السبب فإن تعاوننا مع الحكومة اللبنانية له تاريخ ونطاق واسع. نتشاور مع بعضنا البعض حول مختلف القضايا الإقليمية. لذلك، في هذه الظروف الخاصة، سنتحدث مع المسؤولين اللبنانيين.
وقال لاريجاني أيضًا ردًا على سؤال عما إذا كانت هذه الزيارات تحمل رسالة: هناك رسائل سننقلها.
وأخيرًا، قال: مواقفنا في لبنان واضحة، ورأينا أن الوحدة الوطنية قضية مهمة يجب الحفاظ عليها. استقلال لبنان مهم لنا دائما. وتُعد زيادة العلاقات التجارية بين البلدين قضية مهمة. وصرّح لاريجاني مُؤكّداً أن أمن إيران مرتبط بأمن جيرانها.