في الأثناء، أدان مسؤولون أمميون ومؤسسات معنية بحقوق الصحفيين، الاثنين، اغتيال الاحتلال مراسلين في قطاع غزة باستهداف خيمة لهم. بدورها، أعربت العلاقات الإعلامية في حزب الله لبنان عن إدانتها “الجريمة الوحشية البشعة التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق الصحفيين في قطاع غزة والتي أدت إلى استشهاد ستة صحفيين، بعد قصف مباشر ومتعمد طال خيمتهم في محيط مستشفى الشفاء في غزة”. كما نعت فصائل المقاومة الفلسطينية الشهداء الذين ارتقوا في الغارة على خيمة الصحفيين قرب مستشفى الشفاء، وهم: مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصوران إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، ومساعد المصور محمد نوفل.
*الإعلام في مرمى الإرهاب الصهيوني
أفادت وسائل إعلام في غزة بارتقاء الصحافيين أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصورين إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة ومساعد المصور محمد نوفل، ومحمد الخالدي وإصابة الصحافي محمد صبح.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أن مسيّرة صهيونية استهدفت خيمة الصحافيين أمام مجمع الشفاء، في مدينة غزة، ما أدى إلى إصابة عدد من الإعلاميين العاملين في القطاع. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن “الاحتلال اغتال 6 صحافيين بعد استهداف خيمتهم في محيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة، شمالي القطاع”.
وبهذا الاستهداف، ارتفع عدد الشهداء الصحافيين الذين استهدفهم الاحتلال خلال الإبادة الجماعية إلى 237، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.
*الاحتلال يقر بجريمته
وأقرّ جيش الاحتلال باستهداف الصحفيين مباشرة، وذكر في بيان رسمي أنه “هاجم قبل قليل أنس الشريف في منطقة مدينة غزة”، زاعمًا أن الشهيد كان “متنكرًا في زي صحفي لقناة الجزيرة” وأنه “قائد خلية في حركة حماس خطط لإطلاق صواريخ على مواطني الاحتلال وقواته”. وأضاف البيان أن “وثائق استخباراتية عُثر عليها في القطاع تؤكد انتماءه العسكري لحماس”، على حد زعمه.
ولم يتوقف المراسلان منذ بدء الحرب عن تغطية القصف الصهيوني المستمر على غزة منذ 22 شهرًا، حيث كان الشريف من أوائل المراسلين الذين ينتقلون إلى مواقع القصف، خاصة في المناطق الشمالية، فيما كان قريقع يؤدي الدور نفسه في مناطق أخرى.
*حزب الله: الاغتيال يهدف لإبعاد الإعلام عن دوره
في السياق، أعربت العلاقات الإعلامية في حزب الله عن إدانتها “الجريمة الوحشية البشعة التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق الصحفيين في قطاع غزة والتي أدت إلى استشهاد ستة صحفيين (خمسة شهداء من قناة الجزيرة وشهيد من منصة ساحات)، بعد قصف مباشر ومتعمد طال خيمتهم في محيط مستشفى الشفاء في غزة”، معتبرة إياها “جريمة حرب مكتملة الأركان، وتكشف وحشية هذا الكيان وإجرامه وانعدامه الأخلاقي والإنساني”.
وقالت: إن “هذا الاغتيال الممنهج للصحفيين بعد أن اتخذ العدو الصهيوني قرارًا باحتلال كامل قطاع غزة، يأتي بهدف إبعاد الإعلام عند دوره في كشف ما يقوم به الكيان الصهيوني وما سيقوم به من جرائم ومجازر وإبادة جماعية وتجويع للناس تمهيدًا لفرض التهجير القسري على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
هذا وتقدمت العلاقات الإعلامية “بأحر التعازي إلى عوائل الشهداء، وإلى إدارة قناة الجزيرة وكوادرها، وإلى كل الإعلاميين والصحفيين الأحرار في فلسطين والعالم العربي والإسلامي، الذين ما زالوا يؤمنون بالدور الكبير للإعلام الذي يدافع عن المظلومين في وجه طغاة العالم”.
*الأورومتوسطي: اغتيال الصحفيين تمهيد لمجزرة كبرى
كما أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان جريمة اغتيال الاحتلال الصهيوني لخمسة صحفيين من طاقم قناة الجزيرة في غزة، بينهم المراسلان أنس الشريف ومحمد قريقع، بعد استهداف طائرة مسيرة خيمة للصحفيين قرب مجمع الشفاء الطبي.
وأشار المرصد إلى أن الجريمة جاءت بعد تحريض رئيس وزراء الاحتلال على وسائل الإعلام وإعلانه المضي في السيطرة على غزة، معتبراً أن ذلك يعكس استهتار الاحتلال بالقوانين الدولية ونتائج الإفلات من العقاب.
وأكد المرصد أن استهداف الصحفيين يهدف إلى فرض تعتيم إعلامي على جرائم الحرب، محذرًا من تصعيد خطير قبل عملية عسكرية واسعة في القطاع. ولفت إلى أن الحرب المستمرة منذ 22 شهرًا أسفرت عن استشهاد أكثر من 230 صحفيًا، في أكبر حصيلة من نوعها في النزاعات الحديثة، فضلًا عن تدمير مقار إعلامية واستهداف الصحفيين في منازلهم.
*مسؤولون أمميون ومؤسسات معنية بحقوق الصحفيين
إلى ذلك، أدان مسؤولون أمميون ومؤسسات معنية بحقوق الصحفيين استهداف خيمة للصحفيين بمحيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة شمال القطاع.
وشدد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة على أنه في غزة وفي كل مكان يجب أن يتمكن العاملون في الإعلام من أداء عملهم بحرية دون استهداف. وأضاف أن الأمم المتحدة تنظر في استهداف فريق الجزيرة في شمال قطاع غزة، مشيرا إلى أنها لطالما كانت واضحة تماما في إدانة جميع عمليات قتل الصحفيين.
بدوره، وصف الأمين العام المساعد للاتحاد الوطني للصحفيين ببريطانيا اغتيال صحفيي الجزيرة بالأمر الصادم، معتبرا أن ذلك استهداف صهيوني واضح لقناة الجزيرة. وشدد على أن استهداف الصحفيين عمل مروع آخر في الحرب على الصحافة في قطاع غزة.
هذا وأدانت مقررة الأمم المتحدة آيرين خان اغتيال مراسلي الجزيرة، مطالبة بمحاسبة كيان العدو الصهيوني.
وقال المحامي عبدالمجيد مراري، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة “أفدي” لحقوق الإنسان، وعضو فريق محامي ضحايا الاحتلال الصهيوني أمام المحكمة الجنائية الدولية، إن اغتيال الصحفي أنس الشريف جريمة حرب.
من جهتها، أعربت لجنة حماية الصحفيين عن صدمتها لاغتيال أنس الشريف ومحمد قريقع ومصوريهما على يد العدو في غزة.
وقالت اللجنة في بيان إن طاقم الجزيرة استشهدوا في هجوم على خيمة يستخدمها الصحفيون في مدينة غزة.
من جانبه، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن اغتيال الاحتلال 5 صحفيين في مدينة غزة بينهم الشريف وقريقع، “هو تمهيد لخطة الاحتلال الإجرامية للتغطية على المذابح الوحشية الماضية والقادمة التي نفّذها وينوي تنفيذها في القطاع”.
*لجان المقاومة تنعي الشهداء
من جهتها، نعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الشهداء الذين ارتقوا في الغارة على خيمة الصحفيين قرب مستشفى الشفاء، وهم: مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصوران إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، ومساعد المصور محمد نوفل.
وقالت الحركة، في بيانها، إن الشهيد أنس الشريف كان مثالًا للصحفي الحر، الذي وثّق جريمة التجويع وكشف للعالم مشاهد المجاعة التي يفرضها الاحتلال على أهل غزة. وأضافت: أن تهديدات متكررة كانت قد صدرت عن الناطقين العسكريين لجيش الاحتلال ضد عدد من الصحفيين الفلسطينيين، ومنهم الشهيدان الشريف وقريقع، بهدف ثنيهم عن أداء واجبهم في نقل الحقيقة وصور الإبادة الوحشية في القطاع، لترجمة هذه التهديدات لاحقًا بعملية اغتيال تؤكد السلوك الفاشي لهذا الكيان الإرهابي.
*الجهاد الإسلامي: جريمة حرب واستعداد لجرائم قادمة
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن استهداف جيش الاحتلال لخيمة الصحفيين عند مدخل مستشفى الشفاء، بشكل متعمد، مساء الأحد، هو جريمة حرب شنيعة تُرتكب أمام مرأى العالم، ودليل إضافي على انعدام أدنى القيم الأخلاقية والإنسانية لدى جيش الاحتلال، الذي وصفته بأنه الأكثر وحشية وإجرامًا في العالم.
ونعت الحركة شهداء الحقيقة: أنس الشريف، ومحمد قريقع، وإبراهيم ظاهر، ومؤمن عليوة، ومحمد نوفل، وتقدمت من ذويهم وزملائهم بأحر التعازي، سائلة الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل.
*الجبهة الشعبية: الاحتلال يعتبر الحقيقة عدواً مباشراً له
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نعت بدورها شهداء قناة الجزيرة، مؤكدة أن استهدافهم جريمة حرب مكتملة الأركان، وأن الاحتلال لا يعرف للإنسانية أو القانون أي معنى.
أما لجان المقاومة في فلسطين فقد نعت الشهيدين أنس الشريف ومحمد قريقع، مؤكدة أنهما كانا مثالًا للشجاعة والتضحية والكلمة الحرة، ونقلا للعالم حقيقة المحرقة الصهيونية.
وقالت اللجان إن اغتيالهما ينسف أكاذيب الاحتلال ويدلل على حقيقة منعه للصحفيين الدوليين من دخول غزة، مشيرة إلى أن الشهيدين أوصلا صوت غزة حتى بعد رحيلهما، وأثبتا أن العدو لا يفرّق بين صغير وكبير.
*جريمة الإبادة الصهيونية في غزة تتواصل
في غضون ذلك، واصلت قوات العدو الصهيوني حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، لليوم الـ675 على التوالي، عبر القصف الجوي والمدفعي، وقتل المجوّعين والنازحين، بدعم سياسي وعسكري أمريكي، وصمت دولي، وخذلان غير مسبوق من المجتمع الدولي والدول العربية. وعن آخر التطورات في القطاع، معنا مراسل المنار عماد عيد.
وفي السياق، أفادت مصادر فلسطينية عن استشهاد 10 مواطنين بنيران جيش الاحتلال وغاراته في مناطق عدة بالقطاع منذ فجر الاثنين، وتابعت: “ارتقى 7 شهداء في استهداف مسيّرة للاحتلال فجر الاثنين منزلاً في مدينة خان يونس”، وأضافت: “كما استشهد 3 مواطنين هم: مصعب أبو هربيد وزوجته وطفلهما، بعدما قصفت طائرات الاحتلال فجر الاثنين خيمة تؤوي نازحين في شارع اللبابيدي بمدينة غزة”.
ويوم الأحد، استُشهد 52 مواطنًا، بينهم 26 من المجوّعين الباحثين عن طعام، في قصف صهيوني استهدف مناطق متفرقة في القطاع.
*مجزرة شمال القطاع
كما استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، الإثنين، في غارات صهيونية على غزة، في حين أعلن جيش الاحتلال الصهيوني إصابة أحد جنوده بنيران قناص شمال القطاع.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد عائلة مكونة من 8 أفراد (أب وأم و6 من أطفالهم) في قصف طائرات الاحتلال الصهيوني على حي الزيتون بمدينة غزة.
وشيع الفلسطينيون في قطاع غزة 6 صحفيين اغتالهم الاحتلال الصهيوني، بينهم مراسلا الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع والمصوران إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، بعد استهداف مباشر لخيمتهم في محيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الصهيوني، صباح الاثنين، إصابة أحد جنوده بنيران قناص شمال قطاع غزة.
وأضاف أن الجندي كان يخدم في اللواء المدرع 401، وتم إجلاؤه لتلقي العلاج.
*الاحتلال يقتحم نابلس والخليل
من جهة أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني صباح الاثنين عدة مناطق في مدينتي نابلس والخليل في الضفة الغربية، في حين أغلق جيش الاحتلال تجمعا بدويا فلسطينيا غرب رام الله. واقتحمت قوات الاحتلال شارع 10 ومخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس، وشرعت بعمليات دهم وتفتيش للمنازل شمال الضفة الغربية المحتلة، كما اقتحمت بلدة بيت أمر ودهمت منزلا في الظاهرية بمدينة الخليل.
*اعتداءات المستوطنين
من جهتها، قالت منظمة البيدر إن مستوطنين أقاموا، مساء الأحد، بؤرة استيطانية جديدة في قرية شلال العوجا، شمال مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية، حيث جلبوا أدوات لبناء منشآت على الأرض، واحتلوا منشأة من الحديد معدة للسكن لإحدى العائلات الفلسطينية المُهجّرة.