وصرّحت ليلا باغبان، التي سافرت إلى نيروبي، برفقة وزير الجهاد الزراعي للمشاركة في اللجنة المشتركة بين إيران وكينيا: في الربع الأول من العام الجاري، شهدنا نموًا ملحوظًا في التجارة مع القارة الأفريقية، خاصة كينيا، وبلغت صادراتنا 85 مليون دولار، ونأمل أن ترتفع بنهاية العام.
وأضافت: لدينا حاليًا حوالي مليار دولار من الصادرات إلى مختلف دول القارة الأفريقية، والتي تجاوزت المليار دولار في بعض السنوات وانخفضت قليلاً في سنوات أخرى.
وأعلنت باغبان أن حجم الصادرات الإيرانية إلى القارة الأفريقية بلغ 850 مليون دولار العام الماضي، وقالت: شهدنا في الربع الأول من هذا العام نموًا ملحوظًا بنسبة 85% في الصادرات الإيرانية إلى القارة الأفريقية، حيث بلغت 260 مليون دولار في جميع أنحاء القارة.
وأضافت: بعد انقطاع دام 11 عامًا، تُعقد الآن اللجنة المشتركة السابعة للتعاون بين إيران وكينيا في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
تُعقد هذه اللجنة تحت إشراف وزارة الجهاد الزراعي بصفتها أمينًا عليها، ويحضر الاجتماع وفد رفيع المستوى من وزارة الجهاد الزراعي، إلى جانب جهات حكومية ومؤسسات أخرى وممثلين عن القطاع الخاص.
إيران جسر يربط شرق أفريقيا وآسيا الوسطى
هذا وبدأت اللجنة المشتركة الإيرانية – الكينية أعمالها في نيروبي، يوم الإثنين الماضي، برئاسة وزير الجهاد الزراعي الإيراني غلام رضا نوري قزلجه، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية الكيني موساليا مودوادي.
وأكد وزير الجهاد الزراعي الإيراني على الموقع الجغرافي الاستراتيجي لجمهورية كينيا في شرق إفريقيا، وذكر أن القدرات الاقتصادية للبلاد وفرت أساسًا مناسبًا لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.
وأكد أن القطاع الزراعي قطاع مهم في الاقتصاد الإيراني، وقال: إن إيران من أهم منتجي ومصدري الفستق والزعفران والتمر في العالم.
وفي إشارة إلى نجاحات إيران في زراعة البيوت المحمية والزراعة الموفرة للمياه في السنوات الأخيرة، قال نوري قزلجه: نحن على استعداد لمشاركة ونقل تقدمنا وخبراتنا إلى نشطاء القطاع الزراعي والحيواني في كينيا.
وأضاف: بإمكان كينيا أن تجعل من إيران بوابةً لأسواق آسيا الوسطى؛ ونحن مهتمون بتعزيز تعاوننا ونقل خبراتنا التقنية في مختلف المجالات إلى كينيا.
وفي إشارة إلى استراتيجيات تطوير العلاقات الاقتصادية بين إيران وكينيا، قال وزير الجهاد الزراعي: إن تشكيل لجنة مشتركة بين إيران وكينيا لمتابعة التفاهمات والوثائق الموقعة، وإقامة المعارض المشتركة، وتعزيز التعاون المصرفي وحل المشكلات القائمة، والتخطيط طويل الأمد لتحويل إيران إلى جسر كينيا للتواصل مع القوقاز وآسيا الوسطى، وتعزيز شراكات القطاع الخاص بين الجانبين، من بين سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين إيران وكينيا.
وأضاف: إن تطوير التعاون الاقتصادي مع كينيا مدرج على جدول أعمال اللجنة المشتركة بين البلدين، ويهدف البلدان إلى الوصول إلى حجم تجارة يبلغ مليار دولار.
وتابع: إننا لا نسعى مع كينيا إلى تحقيق أهداف اقتصادية فحسب، بل نسعى أيضاً إلى توسيع التعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات، ونأمل أن تكون هذه القمة بداية لتطوير العلاقات بين البلدين في كافة المجالات.
من جانبه، أشار رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكيني إلى أهمية تطوير العلاقات التجارية بين البلدين، قائلاً: لقد زادت صادرات الشاي الكيني من أكثر من 3000 طن في عام 2003 إلى أكثر من 13000 طن في عام 2024، وهو نمو غير مسبوق.
وأضاف موساليا مودافي: إن الحكومة الكينية حريصة على إزالة بعض القيود المفروضة على صادرات الشاي إلى إيران وتمهيد الطريق لزيادة صادرات هذا المنتج إلى السوق الإيرانية.
وتابع: لقد توصلنا إلى اتفاق لتشكيل لجنة مشتركة بين إيران وكينيا لمراجعة وحل المشاكل القائمة في غضون 60 يومًا بالتعاون مع ممثلي الجانبين، وسيحضر هذه اللجنة وزير دولة وممثل خاص من كينيا.
وأردف مودافي قائلاً: نتوقع حل العديد من المشاكل القائمة، خاصة في مجال الشاي، في غضون 60 يومًا. وأضاف: إن إزالة هذه العقبات أمر بالغ الأهمية للمزارعين الكينيين، وآمل أن تُحل هذه المشكلة في أقل من 60 يومًا.
وتابع: نشجع رجال الأعمال والتجار الكينيين على الاستفادة من الإمكانات والقدرات الفريدة الموجودة في إيران، ويمكن للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين أن تكون عاملاً هامًا في تعزيز التقارب وتطوير التعاون الثنائي.
كينيا بوابة إيران إلى شرق أفريقيا
إلى ذلك، وصف وزير الجهاد الزراعي كينيا بأنها بوابة إيران إلى شرق أفريقيا، مؤكدًا أن إيران جسر يربط الأسواق بين الشرق والغرب.
وقال نوري قزلجه، الذي زار كينيا على رأس وفد اقتصادي إيراني رفيع المستوى، خلال اجتماعه مع وزير التجارة والاستثمار الكيني: بالنظر إلى الخلفية التاريخية والعلاقات الطويلة بين البلدين، فإن المستوى الحالي للتبادلات التجارية غير مُرضٍ، ويجب توسيعه.
وأشار وزير الجهاد الزراعي إلى الموقع الاستراتيجي لكينيا في المنطقة الأفريقية، قائلاً: كينيا، باعتبارها بوابة شرق أفريقيا، تُتيح لإيران الوصول إلى عدد سكان يزيد عن 350 مليون نسمة. لذلك، لا تقتصر نظرتنا إلى كينيا على هذا البلد فحسب، بل نعتبرها بوابةً لسوق شرق أفريقيا الشاسعة.
وأشار إلى الموقع الجيوسياسي المتميز لإيران، قائلاً: يمكن لإيران أن تكون جسراً فعالاً لكينيا للوصول إلى أسواق الشرق والغرب؛ وبالنظر إلى القدرات اللوجستية والصناعية للبلدين، يمكن أن تصل العلاقات التجارية بين إيران وكينيا إلى مليارات الدولارات.
وفي إشارة إلى حضور وفد من 100 ناشط اقتصادي إيراني في هذه الرحلة، قال نوري قزلجه: يشارك في هذه الرحلة ممثلون عن شركات إيرانية كبرى في مجالات الأدوية والصناعة والزراعة والتكنولوجيا، وهذا الحضور المكثف يعكس أهمية كينيا في استراتيجية تطوير العلاقات الاقتصادية الإيرانية في القارة الأفريقية.
كما أعلن وزير الجهاد الزراعي استعداد إيران لإزالة العوائق التجارية بين البلدين بسرعة، مضيفًا: نسعى إلى جذب شركات التكنولوجيا الإيرانية للاستثمار في القطاع الزراعي في كينيا وتصدير المنتجات المشتركة إلى السوق الإيرانية.
وأضاف: يمكن للجانب الآخر أن يمهد الطريق للناشطين الاقتصاديين الإيرانيين من خلال حل القضايا المصرفية والمقاصة.
وأعرب نوري قزلجه عن أمله في أن يؤدي إزالة العوائق إلى ارتفاع مستوى التجارة بين البلدين من الرقم غير الرسمي الحالي الذي يزيد عن 300 مليون دولار إلى أكثر من مليار دولار في المستقبل القريب.
من جانبه، أعرب وزير التجارة والاستثمار الكيني عن تقديره لحضور الوفد الاقتصادي الإيراني في كينيا في الاجتماع، وقال: إن حضور الوفد الإيراني المكون من 100 عضو يُظهر الأهمية الخاصة لكينيا بالنسبة لإيران، وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا.
ودعا رجال الأعمال والمستثمرين الإيرانيين إلى الاستثمار في السوق الكينية، واقترح على الشركات الإيرانية الاستثمار في صناعة الشاي الكينية، “لأنها بذلك لا تخدم سوقنا المحلية فحسب، بل تُصدر الشاي الكيني أيضًا إلى منطقة غرب آسيا ودول أخرى”.
وفي إشارة إلى الإمكانات الزراعية لبلاده، صرّح وزير التجارة والاستثمار الكيني قائلاً: تمتلك كينيا أراضي خصبة كثيرة للزراعة العابرة للحدود، ويمكنها تحقيق ربحية عالية بثقة في أقل من خمس سنوات.
لذلك، نحن على استعداد لتوفير هذه الأراضي للمستثمرين الإيرانيين في شكل شراكات طويلة الأمد تمتد لـ30 عامًا. كما أشار إلى استعداد كينيا للتعاون مع إيران في مجال البناء، وأضاف: يتمتع الإيرانيون بخبرة وقدرة كبيرتين في مجال البناء، ويمكنهم المشاركة في مشاريعنا التنموية.