حذر الدكتور علي أکبر مؤمن، أخصائي طب أعصاب الأطفال في جامعة جندی شاپور الطبية بااهواز، من أن الاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية مثل الهواتف والأجهزة اللوحية يُعدّ من “العدو الصامت” لتطور الأطفال، لأنه يقلل من تفاعلهم مع محيطهم، ويؤثر سلبًا على مهاراتهم اللغوية والاجتماعية.
وأكد في تصريحات صحفية أن التشخيص المبكر لاضطرابات النمو يُعدّ عاملاً حاسمًا في منع المضاعفات، مشيرًا إلى أن “العمر الذهبي” من الولادة حتى سن الخامسة هو الفرصة الذهبية للتدخل الفعّال.
وأوضح أن التطور لا يقتصر على النمو الجسدي (الطول، الوزن)، بل يشمل اكتساب المهارات الحركية (مثل الجلوس والمشي)، واللغوية (مثل نطق “ماما”، “بابا”)، والاجتماعية (مثل التواصل البصري واللعب مع الأقران)، وأن تأخر الطفل في أي من هذه المجالات يستدعي الفحص الطبي.
وأشار إلى أن العوامل الوراثية، وظروف الحمل (مثل سوء التغذية أو التعرض للسموم)، وحوادث ما بعد الولادة (كالغرق أو الصعق الكهربائي)، قد تؤدي إلى اضطرابات تطورية مثل الشلل الدماغي أو التوحد.
ودعا إلى الاستفادة من استبيانات التقييم التطوري (ASQ) التي تُجرى من عمر شهرين إلى 5 سنوات، والتي تساعد في رصد التأخيرات مبكرًا، مؤكدًا أن “التشخيص المبكر والعلاج الفوري” هو الشعار الذي يجب أن يتبعه الجميع.
ووجه رسالة للآباء: “لا تشغلوا أبناءكم بالشاشات، بل خصصوا لهم وقتًا للعب والتفاعل. فمستقبل طفلكم يُبنى بحضوركم، وليس بجهاز رقمي.”