إيدن هازارد، الجناح البلجيكي الساحر، كان واحدًا من ألمع نجوم البريميرليج مع تشيلسي، وأحد أكثر اللاعبين إمتاعًا وإثارة في العقد الأخير. لكن انتقاله إلى ريال مدريد، والذي كان يُفترض أن يكون التتويج لمسيرته، تحول إلى واحدة من أكثر الصفقات المثيرة للجدل في التاريخ الحديث، ليس بسبب قيمتها المرتفعة فقط، بل بسبب الانهيار المفاجئ في مستواه، وتكرار الإصابات، حتى أصبح ظلًا باهتًا للاعب الذي عرفه العالم.
الفصل الأول: البدايات المشرقة في تشيلسي
وصل هازارد إلى ستامفورد بريدج في صيف 2012 قادمًا من ليل الفرنسي، وسط منافسة شرسة من كبار أوروبا. منذ أول لمسة له في الدوري الإنجليزي، كان واضحًا أن البلوز حصلوا على موهبة استثنائية.
بلمساته السحرية، وانطلاقاته المدمرة، ومراوغاته التي تحبس الأنفاس، صنع هازارد لنفسه مكانة خاصة بين جماهير تشيلسي، ليس فقط بفضل مهاراته، بل بفضل حسّه الحاسم في المباريات الكبرى.
حقق مع تشيلسي 6 ألقاب كبرى، من بينها الدوري الإنجليزي مرتين (2015 و2017)، والدوري الأوروبي مرتين، إضافة إلى كأس الرابطة وكأس الاتحاد الإنجليزي.
لكن الإنجاز الأبرز كان موسم 2014-2015، حين قاد الفريق لتحقيق لقب البريميرليج تحت قيادة جوزيه مورينيو، وفاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري. كان حينها مرشحًا دائمًا في النقاشات حول أفضل لاعب في العالم بعد ميسي ورونالدو.
الفصل الثاني: حلم البرنابيو
لطالما كان هازارد صريحًا بشأن إعجابه بريال مدريد، وخاصة بزين الدين زيدان، مثله الأعلى. ومع رحيل كريستيانو رونالدو عن النادي الملكي في 2018، بدأ الحديث يزداد عن حاجة الفريق لصفقة ضخمة تعوض رحيل الأسطورة البرتغالية.
في صيف 2019، وبعد مفاوضات طويلة، أعلن ريال مدريد تعاقده مع هازارد مقابل نحو 100 مليون يورو (قد تصل إلى 146 مليون مع الإضافات)، ليصبح أغلى صفقة في تاريخ النادي حينها.
كان المشهد مثاليًا: لاعب في قمة نضجه، نادٍ يبحث عن نجم أول، ومدرب كان يومًا ما قدوة له. الجماهير كانت تنتظر نسخة تشيلسي في مدريد، وربما أفضل، وسط توقعات بأن البلجيكي سيكون حجر الأساس لمشروع جديد في البرنابيو.
الفصل الثالث: البداية التي لم تأتِ
لكن الحلم بدأ يتصدع بسرعة غير متوقعة. لم يكد هازارد يبدأ رحلته في مدريد حتى تعرض لإصابة في الكاحل خلال الأشهر الأولى من الموسم.
كانت هذه الإصابة الأولى في سلسلة طويلة من المشاكل البدنية التي طاردته لاحقًا، من عضلية إلى عظمية، ومن انتكاسات مفاجئة إلى غيابات مطوّلة.
لم يتمكن من دخول نسق المباريات، ولا من الوصول إلى لياقته الكاملة. ومع كل عودة، كان الأداء أقل مما تتوقعه جماهير مدريد، ومع كل إصابة جديدة، كان الأمل في استعادته يتضاءل.
خلال أربعة مواسم، لعب هازارد 76 مباراة فقط في جميع المسابقات، سجل فيها 7 أهداف وصنع 12، وهي أرقام لا تليق حتى بلاعب بديل، فما بالك بصفقة كان من المفترض أن تقود المشروع الرياضي.