من صفات المنافقین في القرآن هي مخالفة أومر الله سبحانه وتعالى، والرياء، وازدواجية القول، وافساد العلاقات بين الناس، والحلف بكثرة، والشعور بالحسرة والغم والهم كما أن مظهر المنافقين يخالف تماماً ما في داخلهم.
كلما أظهر الباحثون عن الحقيقة والأشخاص الشرفاء الطريق الصحيح والحقيقي للناس، فإن مصالح المنافقين معرضة للخطر؛ في مثل هذه الحالة يبدو أنهم يقبلون هذه التطورات والتغييرات، لكنهم يسعون في قلوبهم إلى إحداث انحراف في هذا التدفق. السلوك الذي یصفه القرآن بـ “المنافق”.
وسورة “المنافقون” هي السورة الثالثة والستون ضمن الجزء الثامن والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المدنية، والسورة الـ105 من حيث ترتيب نزول السور علي النبي محمد(ص).
واسم هذه السورة مأخوذ من الآية الأولى فيها، وتتحدث عن صفات المنافقين وسلوكهم، وتوصي المؤمنين بالحذر من خطر النفاق، كما توصيهم أيضاً بالإنفاق في سبيل الله.
واحتوت سورة “المنافقون” على مضامين عديدة، لكن المحور الأصلي لها هو صفات المنافقين وبعض الأمور الاخرى المرتبطة بهم. وقد جاء في ذيل السورة بعض الآيات التي حملت مواعظ ونصائح للمسلمين في مجالات مختلفة، و يمكن تلخيص تلك الآيات في أربعة أمور:
1- صفات المنافقين و تتضمّن نقاطاً مهمّة وحسّاسةً.
2- تحذير المؤمنين من خطط المنافقين و وجوب الانتباه إلى ذلك ورصده بشكل دقيق.
3- حثّ المؤمنين على عدم الاستغراق في الدنيا وزخرفها والانشغال بذلك عن ذكر اللّه.
4- حثّ المسلمين على الإنفاق في سبيل اللّه، و الانتفاع من الأحوال قبل الموت و قبل اشتعال الحسرة في نفوسهم.
وقد كان التعرف على المنافقين مهمة للغاية منذ بداية انتشار الإسلام، لأن كلماتهم وسلوكهم تسبب في اختلافات بين المسلمين. وتذكر هذه السورة المبارکة صفات المنافقين وتؤكد على ضرورة معرفتهم وإبعاد المسلمين عنهم.
وأولى علامات النفاق هي الازدواجية بين الظاهر والباطن حيث يعترف المنافقون بالإيمان بألسنتهم، لكنهم لايؤمنون بقلوبهم. ومن علاماتهم الأخرى أنهم يلجأون إلى الحلف على أقوالهم واستخدامه لتحقيق أهدافهم.
لكن في الواقع، أسلوبهم هذا وسيلة لمنع الناس من الوصول إلى الحقيقة.
ومظهر المنافق الخارجي يخالف تماماً ما في داخله: فهو من الخارج حسن الهندام، قوي البيان، طليق اللسان، بينما إذا تحدث انهارت الصورة الحسنة كلها.