في اعتداء صهيوني مركّب بغارتين جويتين على مجمع طبّي بالقطاع

بينهم 4 صحفيين..عشرات الشهداء في خان يونس

في اليوم الـ689 من حرب الإبادة على غزة، واصلت قوات الاحتلال قصف الأحياء السكنية ونقاط توزيع المساعدات، كما استهدفت مجمعاً طبياً مما أسفر عن استشهاد عدد من الفلسطينيين. وأفادت وسائل إعلام باستشهاد 4 صحفيين، وإصابة آخرين إثر قصف صهيوني لمجمع ناصر الطبي في خان يونس (جنوب قطاع غزة).

وقد ذكرت مصادر طبية في مستشفيات القطاع المنكوب أن 44 فلسطينياً استشهدوا بينهم 4 صحفيين جراء القصف الصهيوني على القطاع منذ فجر الإثنين. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع إن عدد شهداء التجويع الممنهج للاحتلال ارتفع إلى 289 شهيداً.

 

*مجزرة دامية

 

ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني، صباح الإثنين (25 آب/ أغسطس 2025)، مجزرة دامية في اعتداء مركّب بغارتين جويتين بفارق عدة دقائق على مبنى الاستقبال والطوارئ في مجمع ناصر الطبي، في مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة، أسفر عن 44 شهيدًا، بينهم 4 صحفيين و4 مسعفين.

 

في التفاصيل، أفادت المعلومات بأن مُسيّرة لقوات الاحتلال الصهيوني استهدفت الطابق الرابع من مبنى الاستقبال والطوارئ في مجمع ناصر الطبي في خان يونس بطائرة مفخخة، ما أدى إلى استشهاد مصور وكالة رويترز حسام المصري ومواطن آخر على الأقل.

 

وأضافت المعلومات أنه بعد عدة دقائق، وإثر تجمع عدد من المواطنين والمسعفين والصحفيين في المكان للإنقاذ والتصوير، قصفت قوات الاحتلال المتجمعين وهم ينتشلون الشهداء والمصابين، ما أدى إلى ارتقاء المزيد من الشهداء وإصابة العديد. وأكدت مصادر المعلومات استشهاد 20 مواطنًا وإصابة 10 آخرين، في حصيلة أولية، معظمهم من الصحفيين والمسعفين.

 

وأفادت مصادر طبية بأن عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود حالات خطيرة بين المصابين، مشيرة إلى استمرار عمليات البحث وسط ظروف ميدانية معقدة وخطرة.

 

*ارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين

 

ووثّقت مشاهد حية، بثتها وسائل إعلام محلية لحظة الاستهداف الثاني، وسط تحذيرات متكررة من المنظمات الإنسانية والطبية من الانهيار التام للقطاع الصحي، بفعل العدوان المتواصل على المرافق الطبية في غزة.

 

وعُرف من الشهداء الصحفيون: حسام المصري مصور رويترز، محمد سلامة مصور الجزيرة، مريم أبو دقة مراسلة اندبندنت عربية وAP، ومعاذ أبو طه من شبكة NBC الأميركية.

 

وحصيلة الشهداء الصحفيين ارتفعت إلى 244 شهيدًا صحفيًا؛ منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

 

وأدان المكتب الإعلامي الحكومي جريمة القصف، مبينًا أن الزملاء الصحفيين استشهدوا عندما ارتكب الاحتلال الصهيوني جريمة مروّعة بقصف مجموعة من الصحفيين كانوا في مهمة تغطية صحفية في مستشفى ناصر في محافظة خان يونس (جنوب قطاع غزة)، وراح ضحية هذه الجريمة العديد من الشهداء.

 

ودعا المكتب، في بيان، الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب والأجسام الصحفية كلها، في دول العالم جميعها، إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة.

 

وحمّل الاتحاد، في بيان له، الاحتلال الصهيوني والإدارة الأميركية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا؛ المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجرائم النَّكراء الوحشية.

 

وطالب المكتب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي، في دول العالم كلها، إلى إدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة. كما طالبهم بممارسة الضغط، بشكل جدي وفاعل، لوقف جريمة الإبادة الجماعية ولحماية الصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم.

 

* مجزرة مجمع ناصر الطبي دليل على وحشية الاحتلال

 

من جهتها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن استهداف مجمع ناصر الطبي يعكس “وحشية الاحتلال وساديته المطلقة”، مشيرة إلى استهداف المرضى والمدنيين ثم طواقم الإسعاف والدفاع المدني والصحفيين مباشرة على الهواء.

 

وحمّلت الجبهة الاحتلال وداعميه، وعلى رأسهم الإدارة الأميركية، “المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة المنظمة”، مؤكدة أن “دماء الشهداء ستبقى لعنة تلاحق المتخاذلين والصامتين”.

 

وتشن قوات الاحتلال الصهيوني بدعم أمريكي مطلق حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، خلفت حتى الآن – وفق وزارة الصحة- إلى 62,686 شهيدًا و157,951 إصابة، وأكثر من 10 آلاف مفقود، ومجاعة أودت بحياة العشرات، فيما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف نزوح قسري وسط دمار شامل.

 

وحولت قوات الاحتلال الأطفال إلى أهداف مستباحة فقتلت منهم 19 ألفًا منهم 18 ألفًا وصلوا إلى مستشفيات غزة، بعدما استهدفوا بالقصف الجوي أو المدفعي أو بنيران قناصة الاحتلال، فيما استشهدت 14500 امرأة أيضًا، بما يؤكد أن الفئات الهشة كانت الأكثر استهدافا من الاحتلال.

 

*قوات الاحتلال تقتحم بلدة سلواد

 

من جانب آخر، أفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال الصهيوني اقتحمت بلدة سلواد (شمال شرق مدينة رام الله) وسط الضفة الغربية، وذلك بالتزامن مع اقتحام نحو 500 مستوطن المسجد الأقصى -الاثنين- تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال.

 

كما شنّت قوات الاحتلال، فجر الاثنين، حملة اقتحامات ومداهمات واسعة في مدن وبلدات الضفة الغربية، تخللتها اعتقالات ومداهمة منازل سكنية. ففي قلقيلية شمالي الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال حي كفر سابا بالمدينة، كما دهمت منازل في بلدة عزون شرقي المحافظة حيث اعتقلت شابة، بالتزامن مع اقتحام بلدة الزاوية غربي سلفيت.

 

أما في الخليل جنوبي الضفة، فقد اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت أمر شمالي المحافظة، ومدينة يطا جنوباً، ونفذت مداهمات وتفتيشاً في عدد من المنازل.

 

 

وفي نابلس شمال الضفة، نفذت القوات اقتحاماً للمدينة ولمخيم بلاطة شرقيها، وشنّت عمليات تفتيش موسعة.

 

 

المصدر: الوفاق/ وكالات