وفي كلمته خلال الجلسة العلنية لمجلس الشورى الإسلامي، اليوم الثلاثاء، صرح رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف:” إقامة مجالس العزاء الحاشدة والهادفة خلال شهري محرم الحرام وصفر المظفر، والمشاركة المليونية في مسيرة الأربعين، أظهرت مجددا الارتباط التاريخي للشعب الإيراني بنهج ومدرسة سيد الشهداء (ع)، وكذلك محبته العميقة لأهل البيت (ع) مؤكدا، نحن أمة الإمام الحسين (ع) وسنبقى حسينيين إلى الأبد”.
و بمناسبة حلول أسبوع الحكومة، استذكر قاليباف شهداء الخدمة الخالدين؛ الشهيد رجائي، باهنر، وآية الله رئيسي، مضيفا “إن إشادة قائد الثورة الحكيمة مرارا بالوحدة والتلاحم القائم بين السلطات، وتأكيده على الحفاظ على هذه الوحدة المقدسة في البلاد، تمثل ختما جديدا على التعاون الوثيق بين البرلمان الثاني عشر والحكومة في سبيل حل أزمات الوطن”.
وأكد على أن الحفاظ على وحدة الحكومة والشعب ووحدة مسؤولي النظام، هي التوصية الأكيدة والصريحة من القيادة لجميع المسؤولين، والتي تتمثل بأنه إذا قدّم كل فرد مصلحة إيران العزيزة والإسلام والثورة على المصالح الشخصية أو الفئوية، فعليه أن يكون سندا للحكومة، ويعدّ نجاحها نجاحا له.
كما ثمّن رئيس مجلس الشورى الاسلامي جهود رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان واصفا إياه بالرجل الدؤوب والمتابع، مضيفا أنه سيتم استثمار جميع الطاقات المؤسسية والاجتماعية للبرلمان من أجل دعم الحكومة في حل مشكلات الشعب وأداء المسؤوليات الجسيمة.
الشعب الإيراني بدعمه للقوات المسلحة ومسؤولي البلاد وجّه أعظم ضربة لمخططات العدو
هذا وأشار قالیباف في كلمته إلى أوضاع البلاد بعد الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوما، قائلا: من الواضح للجميع أنّ الحرب المفروضة والدفاع المقدس الذي جسّد صلابة نواة الـ 90 مليون إيراني، وإفشال العدو في بلوغ أهدافه، تركت آثارا كبيرة على أوضاع البلاد في مختلف المجالات. وفهم هذه الأوضاع بشكل دقيق واتخاذ الإجراءات الصحيحة في الوقت المناسب واجب على كل إيراني، لكن تكليفنا نحن المسؤولين أثقل بكثير من الآخرين.
وأوضح رئيس مجلس الشورى أنّ الشعب الإيراني، من خلال دعمه الشامل للقوات المسلحة والمسؤولين السياسيين في البلاد، وجّه أعظم ضربة لمخططات العدو، وأفشل مؤامراته لتقسيم إيران العزيزة. وأضاف: لقد أدّى الشعب بقراره التاريخي واجبه، وحان دورنا نحن المسؤولين أن ننهض بمسؤولياتنا تجاه هذا الشعب النبيل.
التكليف الوطني للحكومة هو اتخاذ القرار النهائي لحل مشكلات الشعب
وتابع قائلا: ان النواب في دوائرهم الانتخابية، ومن خلال اتصالهم المباشر بالناس، يلمسون عن قرب مشاكل المواطنين، فغلاء بعض السلع الأساسية، وانقطاع الكهرباء، وشحّ المياه ضيّقت سبل العيش على الناس، والعدو يسعى إلى استغلال هذه الأزمات لتعويض إخفاقاته في تحقيق أهدافه المشؤومة.
وأكد قالیباف: اليوم يقع على عاتق الحكومة تكليف وطني يفرض عليها أن تحسم بجدية القرارات المتعلقة بالبرامج القائمة لحل هذه المشكلات، وأن تعرضها بوضوح أمام الشعب، لتبيّن خطتها الدقيقة والعملية في معالجة هذه الأزمات، والجدول الزمني المحدد لإنجاز ذلك.
وأضاف رئيس السلطة التشريعية: يجب أن يطمئن الشعب إلى أنّ المسؤولين لديهم برنامج واضح لحل مشكلاتهم، وأنّنا نسعى بجدية لتنفيذه. وعندما يكون لدى الشعب صورة دقيقة عن المستقبل، فإنّه سيتعاون بدافع أقوى مع المسؤولين من أجل إنجاح هذه البرامج.
وأشار إلى أن البرنامج السابع للتنمية يُعدّ خريطة طريق تنفيذية للبلاد، موضحا انه رغم وجود انتقادات جدية أحيانا لبعض أداء الأجهزة التنفيذية الا ان هناك برامج عملية يمكن بالاعتماد عليها لتقليص الكثير من الأزمات في فترة قصيرة وبشكل ملموس.
أيّ صوت يثير الانقسام في البلاد يضرّ بوحدة الشعب وتلاحمه
اعتبر قالیباف أنّ أهم عامل في هزيمة العدو خلال الحرب ذات الـ 12 يوما هو وحدة الشعب الإيراني وتلاحمه في مواجهة الأعداء، مؤكّدا على أن وحدة الكلمة هي الركيزة الأساسية لردع العدو. وقال: كل صوت يوحي بوجود انقسام داخل النواة الصلبة ذات الـ 90 مليون نسمة، إنما يوجّه ضربة إلى هذا الانسجام، ويُعد مخالفة للتكليف الوطني وتوصيات قائد الثورة.
ورأى رئيس السلطة التشريعية أن الذين يطرحون مسألة عدم كفاية رئيس الجمهورية، وكذلك الذين يصدرون بيانات واهية تضر بوحدة الكلمة، إنما يلعبون في ملعب العدو. ولا شك أنّ البيان الصادر باسم مجموعة ما، من حيث الإضرار بالانسجام الوطني، لا يمكن مقارنته بمجرد تصريحات فردية.
واستطرد موجّها حديثه إلى مختلف شرائح الشعب قائلا: من هنا أدعو جميع النخب السياسية والعلمية، والتيارات الاجتماعية، والعناصر الإعلامية إلى تحمّل المسؤولية الكاملة في مواجهة المواقف والممارسات المفرقة الصادرة عن التيارات القريبة منهم، وعدم التساهل أو المحاباة. كما أشكر كل من التزم بهذا الواجب الوطني حتى الآن. وجدير بالذكر أن أصحاب هذه الأفكار تأثيرهم محدود على الرأي العام، والشعب الإيراني لا يعير هذه الأصوات الانقسامية أي اهتمام، وسيُحبط مجددا آمال أعداء إيران.
تعزيز القدرات الدفاعية لإيران بسرعة وجدية
وشدّد قالیباف على أنّ تعزيز البنية الدفاعية لإيران في ظل الظروف الراهنة يمثل أولوية قصوى وضرورة عاجلة، قائلا: بوصفي أحد الملمّين بجهود القوات المسلحة، أؤكد للشعب الإيراني أن العمل جار بسرعة وجدية لتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد. فبفضل التجربة الثمينة المستخلصة من الحرب الـ 12 يوما، جرى تحديد الكثير من نقاط الضعف ومعالجتها، ومع تعزيز نقاط القوة القائمة، باتت قواتنا العسكرية على أتمّ الاستعداد لتوجيه ردٍ أقوى من ذي قبل على أي اعتداء محتمل ضد إيران العزيزة. الأمر الذي يجعل العدو يحجم عن اتخاذ قرار عدواني جديد إذا لم يقع مجددا في خطأ حساباته.
وأضاف: لقد وضعت قواتنا المسلحة خططا دقيقة تحول دون تمكين العدو من ارتكاب خطأ في حساباته، ومن أبرزها المناورة الصاروخية ” الاقتدار المستدام” التي نفذتها القوة البحرية للجيش الإيراني، والتي حملت رسالة واضحة إلى العدو بأنّ أي حرب مقبلة لن تشهد ضبط نفس، بل ستشهد توسيعا لرقعة المعركة الى ساحات جديدة، بما فيها المجالات الاقتصادية والسياسية، في حال أقدم العدو على أي اعتداء.
وفي ختام كلمته، أشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي إلى النجاحات التي حققتها فرق الأولمبياد العلمي الإيرانية في المسابقات العالمية، خصوصا الإنجاز البارز لفريق الأولمبياد الإيراني في علم الفلك والفيزياء الفلكية بحصوله للعام الثاني على التوالي على الميدالية الذهبية العالمية، إضافة إلى خمس ميداليات ذهبية أخرى. وقال: أبارك هذه الإنجازات للأعضاء والمدربين النخبة في فرق الأولمبياد، ونفخر بكم يا أبناء إيران الأوفياء الذين رفعتم اسم وطننا العزيز الى قمم التفوق العلمي العالمي على المستوى الطلابي.