توثيق الحدث عبر التاريخ الشفهي

الناشرون في قلب المعركة.. سرد الحرب المفروضة كفعل مقاومة ثقافية

تكتسب «الرواية الشعبية» أهمية خاصة، إذ تُعدّ امتداداً لصوت الناس الذين كانوا في قلب الحدث، إلى جانب القوات المسلحة.

في خضم الحرب الصهيونية المفروضة المركّبة التي شهدتها إيران مؤخراً على مدى 12 يوماً، لم تكن المواجهة مقتصرة على الجبهات العسكرية فحسب، بل امتدت إلى ساحة السرد، حيث برز دور الناشرين كناشطين ثقافيين في صياغة الرواية الوطنية وتثبيت الذاكرة الجمعية. فالحرب لم تكن فقط بالرصاص، بل بالكلمات أيضاً.
الناشرون، من خلال توثيق الحدث عبر التاريخ الشفهي، وشهادات المقاتلين والمواطنين، يسهمون في إنتاج محتوى يعكس الحقيقة، ويقاوم النسيان والتحريف. فالرواية ليست مجرد سرد، بل هي فعل مقاومة، ووسيلة لإثبات الوجود في وجه محاولات الطمس والتشويه.
في هذا السياق، تكتسب «الرواية الشعبية» أهمية خاصة، إذ تُعدّ امتداداً لصوت الناس الذين كانوا في قلب الحدث، إلى جانب القوات المسلحة. العلاقة العضوية بين الشعب والجيش، كما وصفها البيان التحليلي، تشبه علاقة السمكة بالماء؛ لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر. ومن هنا، فإن تجاهل رواية الناس يُعدّ إغفالاً لجزء جوهري من الحقيقة.
الناشرون اليوم أمام مسؤولية تاريخية وهي: أن يُنتجوا كتباً لا تكتفي بتوثيق الوقائع، بل تُعيد تشكيلها في سرديات متماسكة، تُعبّر عن الوجدان الجمعي، وتُسهم في بناء سرد وطني مقاوم. فالرواية، كما يقول النص، هي ما يُبقي الحدث حياً؛ وإذا لم تُروَ، فكأنها لم تحدث.
المصدر: الوفاق