أُقيم حفل تكريم الأستاذ محمود الأستاذ فرشجيان، الفنان الإيراني البارز في فن المنمنمات، مساء الإثنين 25 أغسطس في قاعة “وحدت” بطهران، بحضور عدد من الوزراء والشخصيات الثقافية والفنية، من بينهم وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي سيد عباس صالحي، و وزير التراث الثقافي والسياحة سيد رضا صالحي أميري، ومحمد جواد ظريف وزير الخارجية الأسبق، ونادرة رضائي نائبة وزير الثقافة للشؤون الفنية، وعليرضا إسماعيلي، أمين أكاديمية الفنون، وأحمد مسجدجامعي، وحجة الإسلام خسروبناه، أمين المجلس الأعلى للثورة الثقافية، إلى جانب نخبة من الفنانين والمثقفين، بالإضافة إلى أسرة الراحل الأستاذ فرشجيان.
بدأت المراسم بتلاوة آيات من القرآن الكريم وعزف النشيد الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية. ثم عُرض مقطع فيديو قصير يتضمن مقتطفات من كلمات الأستاذ فرشجيان أمام طلاب أجانب، ومشاهد من دروسه، وتعبيره عن محبته للشعب الإيراني وأهل البيت عليهم السلام.
الفن الذي يفهمه الجميع
كان أول المتحدثين الدكتور بهمن نامور مطلق، الرئيس السابق لأكاديمية الفنون وجامعة الأستاذ فرشجيان، الذي وصف الإنسان بأنه كائن يصنع المفاهيم، وقال إن الأستاذ فرشجيان ظاهرة فنية نادرة لا تتكرر إلا بعد قرون. وأكد أن أعماله تجمع بين الوحدة والتنوع، وتخاطب النخبة والعامة على حد سواء. كما أشار إلى أمنيتين لم تتحققا للراحل: إعادة منهج التعليم التقليدي في مدرسة الفنون الجميلة بأصفهان، وترسيخ نموذج الأستاذ-التلميذ في جامعته الخاصة، وهو ما لم يُنفذ رغم جهوده.
الفن الذي يُرى بالقلب
وصف حجة الإسلام خسروبناه، أمين المجلس الأعلى للثورة الثقافية، الأستاذ فرشجيان بأنه من نوابغ الحضارة، قائلا إن غيابه خسارة كبيرة. وأكد أن فنه يُمثل تجلياً للإيمان في الإبداع، وأنه لا يُشاهد بالعين فقط بل يُدرك بالقلب.
واعتبر حجة الإسلام خسروبناه أن فن الأستاذ فرشجيان يتجاوز حدود الجماليات البصرية، ليصبح نموذجاً حضارياً للفنان المسلم في العصر الحديث، ومرآةً لحوكمة ثقافية ترتكز على الأصالة والمعرفة. وأكد أن لوحات مثل “عاشوراء” و”ضامن الغزال” ليست مجرد أعمال فنية، بل رسائل روحية تعبّر عن حب عميق لأهل البيت(ع)، وتجسيد حيّ للعرفان الإسلامي.
وفي إطار الحفاظ على هذا الإرث، دعا إلى تأسيس كراسٍ بحثية دولية لحكمة الفن في الجامعات العالمية، بهدف دراسة الفن الإيراني-الإسلامي من منظور فلسفي وعلمي. كما اقترح إنشاء “خزانة وطنية ذكية” لحفظ أعمال الأستاذ فرشجيان رقمياً وتحليلها، حمايةً لها من التحريف، وتكريساً لقيمتها الثقافية.
الروح التي بقيت وفية لإيران
في ختام الحفل، تحدث محمد رضا فرشجيان، ابن شقيق الفنان، مؤكداً أن الراحل عاش 45 عاماً في أمريكا دون أن يحمل جواز سفر أمريكي، بل ظل يحمل جوازه الإيراني فقط، تعبيراً عن وفائه لوطنه. كما أُعلن عن إعادة افتتاح متحف الأستاذ فرشجيان في مجمع سعدآباد الثقافي والتاريخي ابتداءً من اليوم الثلاثاء 26 أغسطس، ليكون محطة دائمة لعشاق فنه.