بتحميل المنصة البحرية الثانية للمرحلة الحادية عشرة من حقل بارس الجنوبي في الخليج الفارسي، والتي تُعَدُّ رمزاً جديداً للاكتفاء الذاتي في صناعة النفط والغاز، من المقرر تحقيق استخراج 28 مليون متر مكعب يومياً من الغاز من هذا الحقل، وزيادة حصة إيران في الحقل المشترك مع قطر.
حدث يمكن اعتباره أحد أهم الخطوات على طريق تطوير هذه المرحلة الاستراتيجية.
هذه المنصة العملاقة التي يبلغ وزنها 2257 طناً وارتفاعها 76 متراً، تصل مع المعدات المساندة إلى أكثر من 4063 طناً، ومن المقرر أن تلعب دوراً محورياً في زيادة إنتاج إيران من الغاز من الحقل المشترك مع قطر.
الأبعاد والتصميم
تمّ تصميم المنصة البحرية رباعية القواعد SPD11A بخمسة مستويات، وتتمتع بقدرة حفر 15 بئراً. أبعادها في قسم السطح 20 في 24 متراً، وفي قاع البحر 33 في 38 متراً.
تجهيز هذه المنصة بأنبوبين رئيسيين بأقطار 32 و5/4 بوصة لنقل السوائل، وأنبوب غاطس (كيسون) بقطر 36 بوصة.
التكلفة والزمن
تمّ بناء هذه المنصة البحرية بتكلفة بلغت حوالي 8/13 مليون يورو و840 ألف ساعة عمل بدون حادث، على مدى 15 شهراً. أدى استخدام مواد جديدة إلى تقليل وزن الهيكل بنسبة 10٪ مع زيادة متانته في نفس الوقت.
القدرات الفريدة
كما تمّ خلال عملية البناء تنفيذ أكثر من 200/13 متر من اللحام المتخصص، وهو ما يعادل الدوران حول ملعب كرة قدم 35 مرة؛ إحصائية تعكس ضخامة المشروع بدقة.
وفقاً لخطة شركة بتروبارس، سيتم تثبيت المنصة البحرية خلال الأسبوع المقبل.
وإذا كانت الظروف الجوية مؤاتية، ستتحرك في أوائل شهر مهر (سبتمبر-أكتوبر) نحو موقع التثبيت في القسم A من المرحلة 11.
سيستغرق تركيبها في البحر 45 يوماً، وستبدأ عمليات الحفر للآبار الستة الأولى في شتاء هذا العام.
تشير التقديرات إلى أن حفر هذه الآبار سيستغرق حوالي 24 شهراً، وسيتم تحقيق أول استخراج من المنصة في خريف 2027. في هذه المرحلة، ستصل القدرة النهائية للإستخراج اليومي إلى 28 مليون متر مكعب.
الأهمية الاستراتيجية للمشروع
يمكن دراسة الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع من عدة أبعاد:
أولاً: مع التشغيل الكامل لهذه المنصة، ستزداد قدرة إيران على الاستخراج من الحقل المشترك، وسترتفع حصة البلاد من موارد حقل بارس الجنوبي.
ثانياً: تمّ تنفيذ جميع مراحل التصميم والبناء والتركيب للمنصة البحرية دون مشاركة شركات أجنبية، فقط بواسطة متخصصين محليين، وهذا يمثل رمزاً واضحاً للاكتفاء الذاتي والقدرة الوطنية في ظل ظروف الحظر.
بعد تركيب المنصة البحرية، سيتم تثبيت برج الحفر في الموقع، وستبدأ عمليات الحفر في القسم 11B.
كل بئر من هذه الآبار لديه قدرة على إنتاج 80 – 100 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً، والمجموع الكلي للآبار الستة يمكن أن يضيف 500 – 600 مليون قدم مكعب إلى الإنتاج اليومي للبلاد.
الآن وقد وصل بناء سطح المنصة إلى تقدم 20٪ ومن المقرر اكتماله بحلول خريف 2027، فإن تحميل المنصة البحرية الثانية للمرحلة 11 هو أكثر من مجرد إنجاز صناعي.
يعتبر هذا الحدث دليلاً على القدرة الهندسية الإيرانية في تنفيذ المشاريع البحرية المعقدة، وخطوة مهمة نحو تحقيق بحري، وتعزيز السيادة على الطاقة في الخليج الفارسي.
أخيراً، لهذا النجاح رسالة واضحة للمجتمع الدولي: إجراءات الحظر فشلت في وقف مسيرة تطوير صناعة النفط والغاز في إيران.