ويشارك في احتفال نهاية الحرب العالمية الثانية في بكين

رئيس الجمهورية: علينا الوقوف أمام بلطجة معارضي العلاقات الإيرانية-الصينية

الوفاق- وصل رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان، الذي سافر إلى الصين بدعوة من نظيره الصيني لحضور القمة الخامسة والعشرين لمنظمة شنغهاي للتعاون وشنغهاي بلس، يوم الاربعاء إلى طهران.

وألقى رئيس الجمهورية كلمة في قمتي شنغهاي وشنغهاي بلس، كما أجرى محادثات مع نظرائه، خلال هذه الزیارة مع رؤساء الصين وروسيا وتركيا وطاجيكستان ورئيس وزراء باكستان والأمين العام للأمم المتحدة.

 

وشارك الرئيس بزشكيان في الجزء الأخير من زيارته إلى الصين، في مراسم الاحتفال بالذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية والتي رافقها عرض عسكري للقوات المسلحة الصينية.

 

وحضر الرئيس “مسعود بزشکیان” العرض العسكري للقوات المسلحة الصينية، أمس الأربعاء، إلى جانب قادة أكثر من 25 دولة أخرى والذي أقيم بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية. کما شهد المراسم عرض أحدث المعدات والأسلحة للجيش الصيني.

 

ولدى وصوله الى طهران، قال رئيس الجمهورية: كان لدينا حوارات مثمرة مع رؤساء ومسؤولي الدول المشاركة في اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون، حيث كان لدينا حوارات بنّاءة مع كل من الرئيس الطاجيكي ورئيس وزراء باكستان والرئيس الروسي ايضاً حيث تناقشنا لمدّة أربعة ساعات حول مختلف القضايا من ضمن الملفات الاقتصادية والسياسية والعلمية وبحثنا أيضاً الملف النووي، كما إلتقيت مع الرئيس الصيني وبحثنا مختلف القضايا وسبل تعزيز التعاون الثنائي، علاوة على اللقاء مع الرئيس التركي.

 

وأضاف رئيس الجمهورية موضحاً: أصدر وزراء خارجية كل من ايران وروسيا والصين بياناً رافضاً لقرار الترويكا الأوروبية حول تفعيل آلية الزناد، وتم إرسال نسخة منه الى كل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

 

* البشرية متعطشة للعدالة والإنصاف واحترام القانون

 

وقال رئیس الجمهوریة خلال اللقاء مع العضو الدائم في الحزب الشيوعي الصيني “هوانغ هو”، مساء أمس الأول، بأنه يجب علينا الوقوف أمام بلطجة الدول التي لا ترغب في علاقات ودية بين ایران والصین. وأشار إلى أهمية التعاون متعدد الأطراف، واعتبر منظمة شنغهاي للتعاون أداة فعالة لمواجهة الأحادية.

 

وقال: إن البشرية متعطشة للعدالة والإنصاف واحترام القانون وتعتمد الحضارة العالمية على التاريخ والثقافة العریقة لدول مثل إيران والصين، وفي ضوء هذه الحضارات، يمكن للأمم أن تعيش حياة رغيدة وسلیمة ولقد اجتمعنا معا من أجل سيادة القانون، والتفاعل، والاحترام المتبادل بين الدول والشعوب.

 

وأضاف الرئیس بزشکیان، أن قائد الثورة الإسلامیة أکد تطوير العلاقات مع الصين، ووجّهنا بمتابعة هذا الأمر وآمل أن يتم تنفيذ الاتفاقيات بين البلدين بسرعة مع تشكيل فريق عمل مشترك.

وأشار إلى القضايا التي أُثيرت في لقائه مع الرئيس الصيني وقال: تقرر متابعة القضايا المهمة التي طرحت في هذا الاجتماع وإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لتنفيذ الاتفاقيات وتطبيقها عمليا.

 

من جانبه أعرب “هوانغ هو” خلال هذا اللقاء عن تقديره للتقييم الإيجابي للرئيس الإيراني بشأن اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون الأخير في تيانجين. وقال: نحن مستعدون لتطبیق تفاهماتكم مع السيد “شي جين بينغ” وكما دعمت الصين إيران في الماضي، فإنها ستقف الآن إلى جانبها في القضايا المتعلقة بالسيادة والمصالح الوطنية.

 

وأعرب عن تقديره لدعم إيران لمبادرة الحوكمة العالمية، وقال: لقد دعمت الصين مصداقية الأمم المتحدة والنظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وترفض البلطجة وتتمتع الصين وإيران بوجهات نظر مشتركة في هذا الصدد وهذا التقارب يُسهل تطوير التعاون.

 

*تنفيذ الاتفاقيات الموقّعة

 

كما دعا رئيس الجمهورية رجال الأعمال الإيرانيين الناشطين في مختلف المجالات الاقتصادية، إلى المساهمة في تنفيذ مذكرات التفاهم الموقعة بين طهران وبكين خلال زيارته الحالية إلى جمهورية الصين الشعبية.

 

جاء ذلك خلال اللقاء الذي جرى، الثلاثاء، بين الرئيس “بزشكيان” مع جمع من الرعايا الايرانيين المقيمين في الصين.

 

ونوه رئيس الجمهورية إلى أهمية التواصل والتفاعل بين الشعوب، وتأثير ذلك على ازدهار البلدان؛ قائلا : يجب أن تربطنا أواصر مع الشعوب الأخرى وتتوفر لدينا معلومات حول سير التقدم والتطور في العالم.

 

وأوضح، أن بلطجة الكيان الصهيوني في المنطقة تعود إلى الدعم التكنولوجي والعسكري الذي يتلقاه من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين؛ محذرا من أن عدم التواصل بين الشعوب يؤدي إلى الجهل والنزاع، وأن التفاعل والتبادل الفكري يتيح فهم الواقع وتطوير القدرات الوطنية.

 

وخلص الرئيس بزشكيان الى التأكيد على تعزيز العلاقات بين إيران والصين؛ لافتا الى أن البلدين هما وريثتا حضارتين عظيمتين ويجب أن يستفيدا من إرثهما الثقافي والعلمي هذا من اجل تحقيق التقدم، وداعيا الجميع إلى استثمار الاتفاقيات والدبلوماسية لنيل التنمية الشاملة والمستدامة في البلاد.

 

*الدبلوماسية الإيرانية النشطة في قمة شنغهاي

 

من جانبه، صرح كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية، أن رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان بذل جهودًا دبلوماسية نشطة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في الصين، وقدم خلال إلقائه خطابين منفصلين في قمتي شنغهاي وشنغهاي بلس، مبادرات لجعل المنظمة أكثر نشاطًا وفعالية.

 

وشرح كاظم غريب آبادي أهم القضايا المتعلقة بالقمة والاجتماعات في منشور على منصة التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقًا)، جاء فيه: مقترحات رئيس الجمهورية في قمة شنغهاي: إنشاء لجنة لبناء السلام مكونة من وزراء خارجية الدول الأعضاء لدراسة مختلف الأزمات التي تهدد السلام والأمن الإقليميين وتقديم مقترحات عملية لإدارة الأزمات؛ مبادرة “الحسابات والتسويات الخاصة لمنظمة شنغهاي للتعاون” كآلية عملية لتعزيز التعاون المالي للحد من آثار العقوبات غير القانونية على التفاعلات الاقتصادية بين الأعضاء.

 

*العلاقات مع إيران أولوية دائمة في السياسة الخارجية الصينية

 

الى ذلك، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، ماو نينغ، أهمية العلاقات مع إيران في السياسة الخارجية الصينية تجاه الشرق الأوسط، وذلك في إشارة إلى لقاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين.

 

وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في منشور على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقًا): “لقد اجتازت العلاقات الصينية الإيرانية اختبار التغيرات العالمية بنجاح، وحافظت على نمو مستقر وصحي”.

 

كما صرّحت بأنّ الصين مستعدة للعمل مع إيران لتعزيز الصداقة وتعميق الثقة المتبادلة وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، مشيرًة إلى أنّ بكين ستواصل دعم العدالة وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط والسعي لإيجاد حلٍّ للقضية النووية الإيرانية يأخذ في الاعتبار المخاوف المشروعة لجميع الأطراف.

 

المصدر: الوفاق/وكالات