صرّح ناصر أبو شريف، رئيس مكتب حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في طهران، تعليقًا على الهجوم الصهيوني العدواني على قادة حركة حماس في الدوحة: “إن الرد الميداني لقوى المقاومة على إسرائيل سيكون إجراءً مدروسًا في إطار قواعد الاشتباك لفرض تكاليف متبادلة، دون تصعيد الحرب أو تحميل الدولة الوسيطة أعباءً”.
وشن الكيان الصهيوني، يوم الثلاثاء غارة جوية على سكنى عدد من قادة حركة حماس في الدوحة، واعلن في بيان مسؤوليته عنها.
وفي مقابلة مع “ارنا” قال ناصر أبو شريف، رئيس مكتب حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في طهران: ندين هجوم الدوحة ونعتبره انتهاكًا صارخًا لسيادة قطر والقانون الدولي، وإضعافًا لعملية الوساطة. مطلبنا هو إجراء تحقيق شفاف، وتحمل المسؤولية السياسية والقانونية، ودعم دور قطر كوسيط.
واضاف: هذا الهجوم محاولة لكسر مناخ الوساطة وفرض شروط بالقوة، من خلال حرمان القادة الفلسطينيين من الشعور بالأمن، حتى في عاصمة الدولة الوسيطة. إن الضربة الإسرائيلية رسالة سياسية ابتزازية تُحقق مكاسب دعائية قصيرة المدى للكيان الصهيوني في الداخل، وتُكلفه ثمنًا دبلوماسيًا باهظًا في الخارج، يشمل موجة من الإدانات، وخلق المتاعب للوسيط، وابطاء مسار وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. والنتيجة العملية هي تصعيد منطقي للمواقف التفاوضية حتى تُقدم ضمانات واضحة لسلامة الوسطاء وسلامة قنوات الحوار.
وعن دور اميركا قال أبو شريف: من الواضح الآن أن واشنطن كانت على علم مسبق بالهجوم. تقول إسرائيل إن العملية نُفذت بشكل مستقل؛ لكن وجود معرفة مسبقة يجعل الولايات المتحدة شريكًا للكيان الصهيوني، على الأقل على المستوى السياسي، من خلال تحملها تكلفة الدفاع عن إسرائيل في المؤسسات الدولية. نطالب بتفسير رسمي من الولايات المتحدة حول نطاق وحدود هذه المعلومات، بالإضافة إلى وقف أي سلوك يُقوّض الوساطة أو ينتهك سيادة الدول الوسيطة.
وحول رد قوى المقاومة على هذا الهجوم وما هي تبعاته على الطرف الآخر، قال: يشمل الرد السياسي لقوى المقاومة تشديد الشروط، وربما تعليقًا تكتيكيًا للمحادثات، ريثما تُعلن نتائج تحقيق الدوحة وتُقدّم ضمانات أمنية واضحة لقطر والمراكز المرتبطة بالوساطة.
واضاف: كما ستسعى قوى المقاومة إلى توسيع نطاق الإدانة في المحافل الدولية لانتهاك سيادة دولة ثالثة.
واوضح: سيكون رد قوى المقاومة الميداني خطوةً مدروسةً ضمن إطار قواعد الاشتباك لفرض تكاليف متبادلة، دون تصعيد الحرب أو إثقال كاهل الدولة الوسيطة، مع الحفاظ عند الحاجة على خياراتٍ لا يمكن اقتفاء اثرها بسهولة.
وقال ابو شريف: إن تزايد العزلة السياسية، وتآكل سردية “الدفاع عن النفس” في مواجهة انتهاكات سيادة الدولة الوسيطة، ومفارقة الردع في مواجهة تزايد الضعف واحتمالية نشوب صراع متعدد الجبهات، والتآكل السياسي والاقتصادي المطول مع تأخير تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، كلها تداعيات محتملة للهجوم الإسرائيلي على حماس. إن أي ضربة إسرائيلية ستزيد من تكلفة التبرير بالنسبة لواشنطن، مما سيؤدي إلى فرض قيود أكثر صرامة على أي عمليات عبر الحدود من شأنها تقويض عملية الوساطة.