وأصدر جيش الاحتلال أوامر لميناء غزة وحي الرمال الجنوبي، وقصف برج الطيبة في المدينة بعد نحو ساعة من إعلانه العزم على استهدافه، مما أدى إلى استشهاد وإصابة مدنيين، في ظل عدم وجود أماكن آمنة للنزوح إليها.
يأتي ذلك وسط تواصل الإدانات الدولية للهجوم الصهيوني على الدوحة والذي هدف إلى اغتيال قادة بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكنه لم ينجح في ذلك.
*الاحتلال يرتكب مجزرة بحق نازحين في غزة
قصفت قوات الاحتلال الصهيوني – الأربعاء- برجا سكنيا وارتكبت مجزرة بحق نازحين غربي مدينة غزة ، في حين استشهد 5 فلسطينيين جراء المجاعة المستفحلة بالقطاع.
وقال مصدر في مستشفى الشفاء إن شخصين استشهدا وأصيب آخرون إثر استهداف برج طيبة مقابل ميناء غزة.
وجاءت الغارة بعد أن أصدر جيش الاحتلال الصهيوني في وقت سابق الأربعاء إنذارا بإخلاء ميناء غزة وحي الرمال الجنوبي، خصوصا برج طيبة والخيام المجاورة.
وقال جيش الاحتلال -في بيان- إنه سيهاجم مبنى برج طيبة بزعم وجود بنى تحتية لحركة حماس داخله أو بجواره.
وكانت الطائرات الصهيونية دمرت في الأيام القليلية الماضية عدة أبراج سكنية في مدينة غزة، وذلك في إطار خطة تستهدف تهجير سكان المدينة نحو الجنوب.
وليلة الثلاثاء، أنذر المتحدث باسم جيش الاحتلال جميع سكان مدينة غزة والموجودين في كل أحيائها من المدينة القديمة والتفاح شرقًا وحتى البحر غربا بإخلائها والانتقال فورا نحو منطقة المواصي الساحلية عبر شارع الرشيد.
ووصف المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني البقاء في المناطق التي ذكرها في مدينة غزة بالخطير جدا.
وتمتد منطقة المواصي مسافة 12 كيلومترا من دير البلح في وسط القطاع حتى رفح جنوبا، وقد صنفتها حكومة الاحتلال سابقا “منطقة إنسانيية” لكنها استهدفتها مرارا وارتكبت فيها مجازر.
في حين أكدت منظمات دولية أن تهجير نحو مليون فلسطيني من مدينة غزة غير ممكن لأن المناطق الواقعة جنوبا لا يمكنها استيعاب المزيد من النازحين.
*مجزرة بحث نازحين
وفي تطورات ميدانية أخرى، أفاد مصدر في مستشفى الشفاء باستشهاد 15 شخصا وإصابة آخرين إثر قصف طائرات الاحتلال خيام النازحين في منطقة الشاليهات غربي مدينة غزة.
وفي وقت مبكر الأربعاء، استشهد 3 فلسطينيين من عائلة واحدة جراء غارة نفذتها طائرات الاحتلال خيمة على مفترق المالية غربي مدينة غزة أيضا.
كما استشهد شخص وأصيب آخرون في غارة أخرى على حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، وبالتزامن فجرت قوات الاحتلال مدرعة مفخخة بين المنازل بالحي.
واستهدفت مسيّرة صهيونية خيمة في محيط المستشفى المعمداني ميدان فلسطين بمدينة غزة مما أسفر عن شهيد ومصابين.
كذلك أفاد مصدر في مستشفى الشفاء باستشهاد شخص وإصابة آخرين في قصف صهيوني على شارع الرشيد الساحلي غربي مدينة غزة.
ويأتي القصف في وقت كان يشهد فيه شارع الرشيد حركة نزوح من مناطق في مدينة غزة باتجاه الجنوب.
وتواصلت الغارات بوتيرة مرتفعة وسط تهديدات صهيونية بتدمير مدينة غزة في حال لم تقبل المقاومة الفلسطينية بشروط حكومة الاحتلال ل
وفي وسط القطاع، استشهد طفل وأصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال خيمة نازحين في محيط كلية التقنية بمدينة دير البلح.
وفي محيط ما يعرف بمحور نتساريم غير بعيد عن مخيم النصيرات، أطلقت قوات الاحتلال النار على حشد من المجوّعين أثناء محاولتهم الحصول على الطعام قرب نقطة للتحكم بالمساعدات مما أسفر عن إصابات، وفق لمصدر طبي في مستشفى العودة.
ومنذ تولي ما تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” التحكم بتدفق المساعدات، استشهد نحو 2400 فلسطيني وأصيب آخرون بنيران قوات الاحتلال والمتعاقدين الأجانب مع الشركة الأميركية.
*ضحايا المجاعة
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الصحة في غزة الأربعاء استشهاد 5 أشخاص، بينهم طفل، نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة.
وقالت الوزارة إن عدد الشهداء نتيجة سوء التغذية ارتفع إلى 404 بينهم 141 طفلا.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن مجمع ناصر الطبي استشهاد مسن من سكان جنوب قطاع غزة نتيجة سوء التغذية.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت قبل 3 أسابيع تفشي المجاعة في مدينة غزة، وحذرت من أنها ستمتد إلى دير البلح وخان يونس في حال عدم دخول المساعدات بشكل سريع.
وأكدت منظمات دولية أن الوضع لم يتحسن في غزة من إعلان المجاعة فيها رسميا، إذ لم تدخل سوى كميات ضئيلة من المساعدات والمستلزمات التي تستخدم لمكافحة سوء التغذية.
*اشتباكات عنيفة بالضفة
بالتزامن قالت مصادر محلية إن جيش الاحتلال الصهيوني حاصر صباح الأربعاء منزلا في مدينة جنين مما أدى لاندلاع اشتباكات مسلحة، في وقت نفذت فيه قوات الاحتلال عمليات هدم لمنازل مقاومين في عدة مناطق بالضفة الغربية المحتلة.
وأفادت وسائل إعلام صهيونية باندلاع اشتباكات عنيفة عقب محاصرة المنزل في حي المراح بجنين.
من جهتها، قالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال الصهيونية طلبت من الموجودين داخل المنزل تسليم أنفسهم.
وأضافت المصادر أن جيش الاحتلال استقدم تعزيزات إضافية إلى المنطقة، مشيرة إلى أنه استخدم فلسطينيا درعا بشريا.
وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن طفلا أصيب بالرصاص الحي خلال الاشتباكات المسلحة.
كما بثت وسائل إعلام فلسطينية صورا تظهر اعتقال فلسطينيين في حي المراح.
وشهدت جنين ومخيمها منذ مطلع العام الجاري عمليات اغتيال عديدة لمقاومين في إطار عدوان غير مسبوق أسفر عن عشرات الشهداء ودمار واسع.
وتأتي الاشتباكات في جنين بعد يومين من عملية إطلاق النار التي نفذها شابان فلسطينيان شمال القدس المحتلة وأسفرت عن مقتل 6 صهاينة.
ونفذت قوات الاحتلال صباح الأربعاء وليلة الثلاثاء اقتحامات شملت مدينة قلقيلية وبلدات ومخيم بلاطة في نابلس.
كما شملت الاقتحامات مدينة الخليل وبلدات تقع حولها بينها بيت أمر والظاهرية.
*هدم منازل وعقوبات
في غضون ذلك، قال جيش الاحتلال الصهيوني إنه هدم صباح الأربعاء منزل منفذي عملية إطلاق النار في مفترق محولا بغور الأردن.
ووقعت العملية قبل عام وأسفرت عن هلاك جندي صهيوني، وتبنتها كتائب القسام.
كما هدمت قوات الاحتلال منزل الشهيد أحمد أبو عرة في بلدة عقابا بمحافظة طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
واستشهد أبو عرة ورفيقه رأفت دواسي في غارة جوية استهدفت مركبتهم وسط مدينة جنين في أغسطس/آب 2024، بزعم مساهمتهما في تشكيل خلايا مسلحة وتطوير وتصنيع عبوات ناسفة وتنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف صهيونية.
وفي طولكرم التي تقع بدورها شمالي الضفة، نسفت قوات الاحتلال منزل الأسيرين الشقيقين عبد الله وعبد الرحمن ظافر في بلدة كفر عبوش.
في غضون ذلك، قال وزير الحرب الصهيوني يسرائيل كاتس إنه أصدر تعليمات بفرض عقوبات مدنية على أقارب منفذَيْ هجوم القدس المحتلة الإثنين وسكان القرى التي خرجا منها.
على صعيد آخر، أفادت مصادر فلسطينية بإصابة شاب من ذوي الإعاقة بجروح جراء اعتداء مستوطنين عليه أمام منزله خلال هجوم على قرية يبرود شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
*تعرض” أسطول الصمود” لهجوم جديد
من جانب آخر أعلن أسطول الصمود الدولي، فجر الأربعاء، أنّ أكبر سفينة في الأسطول تعرضت لهجوم جديد، يُشتبه في أن يكون بمسيّرة حارقة، وأنّ حريقاً اندلع على متنها.
وأوضح الأسطول أن السفينة، وهي “ألما” الإسبانية التي ترفع علم بريطانيا، تعرّضت لهجوم بطائرة مسيرة أثناء رسوّها في ميناء سيدي بوسعيد في المياه التونسية.
وفي إثر الهجوم، اُصيبت السفينة بأضرار بالغة نتيجة حدوث حريق على سطحها العلوي، فيما أُفيد بأن جميع الركاب والطاقم بخير، بحسب إعلان الأسطول، لكن هذه الاعتداءات لم ترهب المشاركين في أسطول الصمود المغاربي الذي أكّد المضيّ في الإبحار إلى غزة.
من جانبها، عبّرت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي عن استيائها من “الهجوم الثاني على أسطول الصمود خلال يومين، فيما ما زال في المياه التونسية”.
وأشارت ألبانيزي إلى أن “الأدلة المصوّرة تشير إلى أن طائرة مسيّرة أسقطت جسماً أشعل حريقاً في سطح سفينة ألما”.
والثلاثاء، اتهمت إدارة “أسطول الصمود العالمي” الاحتلال الصهيوني بمهاجمة إحدى سفنه الرئيسية أثناء رسوّها في ميناء سيدي بوسعيد في تونس عبر طائرة مسيّرة.
*حماس تعلن فشل محاولة الاغتيال الصهيونية لقيادييها
بدورها أعلنت حركة المقاومة الإسلامية – حماس عن فشل محاولة الاحتلال الصهيوني الغادرة اغتيال القياديين في وفدها المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة، ونعت في الوقت نفسه 5 شهداء، أحدهم مدير مكتب رئيس مكتبها السياسي في غزة، خليل الحية.
وأكّدت حماس، في بيان، أنّ محاولة الاغتيال الصهيونية “جريمة بشعة وعدوان سافر، وانتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية”.
واضافت: “هذه الجريمة مثّلت عدوانًا على سيادة دولة قطر الشقيقة التي تضطلع مع الشقيقة مصر بدورٍ مهم ومسؤول في رعاية الوساطة والجهود الرامية إلى وقف العدوان والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ما يكشف مجددًا الطبيعة الإجرامية للاحتلال ورغبته في تقويض أي فرص للتوصل إلى اتفاق”.
وأكّدت استشهاد كلٍّ من: جهاد لبد؛ مدير مكتب الدكتور خليل الحية؛ رئيس المكتب السياسي لحماس، همام الحية؛ نجل الحية، عبد الله عبد الواحد ومؤمن حسونة وأحمد المملوك، وهم مرافقون للقياديين في الوفد.
وحمّلت حماس الإدارة الأميركية “المسؤولية المشتركة مع الاحتلال عن هذه الجريمة، بسبب دعمها الدائم للعدوان وجرائم الاحتلال” ضد الشعب الفلسطيني.
وختمت بالقول: إنَّ “هذه الجرائم الإرهابية لن تنال من عزيمة حركتنا وقيادتنا، ولن تحيد بنا عن التمسّك بحقوق شعبنا الوطنية، وعن مواصلة طريق المقاومة حتى زوال الاحتلال عن أرضنا، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.
*الجهاد الإسلامي: العدوان على الدوحة استهداف لقطر
من جهتها تقدّمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين من قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس بـ”أحرّ التعازي باستشهاد ثلّة من المجاهدين الأبطال من جراء الاستهداف الصهيوني لمساكن قياديين في الحركة في العاصمة القطرية الدوحة”.
وقدّمت التعازي لقطر، “قيادة وحكومة وشعباً، باستشهاد أحد منتسبي الأجهزة الأمنية لديها نتيجة هذا العدوان”.
وفي الوقت نفسه، باركت الحركة لقيادة حماس، في بيان، نجاة قيادييها من محاولة الاغتيال الغادرة، مؤكدة أنّها “سترتد وبالاً على العدو”.
وختمت الجهاد الإسلامي مؤكدة أنّ استهداف العاصمة القطرية “لم يكن ليتم لولا الضوء الأخضر الأميركي والغطاء الذي يؤمنه الرئيس دونالد ترامب لحكومة الكيان”.