مخاوف إسرائيلية من مبادرة عسكرية مصرية لمواجهة تل أبيب

أثار تقرير إعلامي حول مقترح مصري بإنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة الهجمات الإسرائيلية، ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية الإسرائيلية.

هذا واعتبر زعيم المعارضة الاسرائيلية “يائير لابيد” أن هذه الخطوة تمثل “ضربة موجعة” لاتفاقيات السلام بين الكيان الصهيوني والدول العربية، محذرا من تداعياتها على مكانة كيان الإحتلال الدولية.

 

 

وفي تصريح نشره عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، قال لابيد “التقرير بشأن مقترح مصر إنشاء قوة عربية مشتركة للرد على الهجمات الإسرائيلية، هو ضربة موجعة لاتفاقيات السلام، بعد الضربة التي تلقتها اتفاقيات أبراهام، والتي سبقتها ضربة التصويت الأممي الكاسح لصالح إقامة دولة فلسطينية”. واتهم لابيد الحكومة الإسرائيلية الحالية بـ”تمزيق” صورة إسرائيل على الساحة الدولية، قائلا “مزيج قاتل من اللامسؤولية، الهواة، والغطرسة، يدمر مكانتنا عالميًا… يجب استبدال هذه الحكومة قبل فوات الأوان”.

 

 

يأتي هذا التصعيد في وقت أعادت فيه وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في مصر تداول تصريحات سابقة للرئيس عبد الفتاح السيسي تعود إلى عام 2015، دعا فيها إلى تشكيل قوة عربية موحدة لحماية الأمن القومي العربي. وكانت جامعة الدول العربية قد وافقت في 29 مارس 2015 على مقترح السيسي بإنشاء قوة عربية مشتركة، في ظل تصاعد التهديدات الأمنية الإقليمية، لكن المشروع لم يُفعّل فعليًا بسبب خلافات استراتيجية بين الدول العربية، إضافة إلى تعقيدات تتعلق بالتمويل والتنفيذ.

 

 

وتزامن الجدل حول التحرك المصري مع توتر إقليمي جديد، بعد تنفيذ كيان الإحتلال هجوما غير مسبوق على العاصمة القطرية الدوحة، استهدف اجتماعا لوفد من حركة “حماس”، إلا أن العملية باءت بالفشل، وأثارت موجة إدانة عربية ودولية واسعة.

 

 

التحركات المصرية، رغم أنها لا تزال في إطار التقارير والتصريحات، تشير إلى احتمال عودة فكرة تشكيل “ناتو عربي” لمواجهة التحديات الأمنية، خاصة في ظل اتساع نطاق التصعيد الإسرائيلي، وتآكل ثقة بعض الدول العربية في جدوى المسارات الدبلوماسية القائمة. ويرى مراقبون أن استعادة هذه المبادرة المصرية في هذا التوقيت تحمل رسائل سياسية واضحة للكيان الصهيوني، مفادها أن استمرار العدوان قد يواجه ردًا عربيًا منسقًا، وإن كان في طور التشكّل.

 

 

المصدر: العالم