وتحت وقع الغارات الصهيونية العنيفة المتصاعدة على مدينة غزة، ينزح عشرات الفلسطينيين سيرا على الأقدام نحو جنوب قطاع غزة بعد استهداف منازلهم وخيامهم ومراكز إيواء النازحين، من دون وجود أمكنة آمنة يمكن أن يتوجهوا إليها.
في حين انطلقت جميع سفن أسطول الصمود العالمي -فجر الاثنين- من ميناء بنزرت (شمالي تونس) باتجاه غزة، في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه حكومة الاحتلال الصهيوني على القطاع الفلسطيني منذ 18 عاما.
*غارات دامية
في التفاصيل، شنت الطائرات الصهيونية – الاثنين- غارات دامية على مدينة غزة أوقعت 20 شهيدا، وفي الوقت نفسه واصلت قوات الاحتلال حملة التدمير الواسعة للمباني السكنية عبر قصفها أو نسفها في إطار خطة لتهجير السكان.
وقالت مصادر طبية إن 25 استشهدوا جراء الغارات الصهيونية على القطاع منذ فجر الإثنين، بينهم 20 في مدينة غزة.
وتركز القصف الإثنين مجددا على أحياء مدينة غزة بعد أن شهد استهدافا أبراجا ومباني أخرى كانت تؤوي مئات النازحين.
وتستمر الغارات العنيفة وسط توغل لقوات الاحتلال في أطراف بعض الأحياء على غرار الزيتون (جنوب شرق) والشيخ رضوان (شمال) في إطار ما يزعم جيش الاحتلال إنه تمهيد لبدء عملية “عربات جدعون 2” لاحتلال المدينة.
وفي أحدث التطورات، أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ باستشهاد 4 في قصف صهيوني على منطقة الكرامة شمالي مدينة غزة.
*نسف الإبراج السكنية بينها برجا الجندي المجهول والكوثر
وفجر الإثنين، استشهد 10 فلسطينيين في غارات على منزلين في شارع الجلاء بمدينة غزة.
كما استشهد 6، بينهم أطفال، في قصف صهيوني على خيمة نازحين بحي الرمال غربي المدينة.
وبالتوازي مع الغارات الجوية، قصفت مدفعية الاحتلال عدة مناطق بينها منطقة الكرامة شمالي المدينة وحي الشجاعية شرقيها.
كما استهدفت آليات الاحتلال أبراج تل الهوا جنوبي مدينة غزة.
وبالتوازي مع القصف الجوي والمدفعي نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف واسعة للمباني في تل الهوا وفي حي الشيخ رضوان الذي يقع إلى الشمال من قلب مدينة غزة.
وكانت وسائل إعلام تحدثت عن تدمير 16 مبنى بينها 4 أبراج سكنية في مدينة غزة يوم الأحد.
وبين المباني المرتفعة التي تم استهدافها وتدميرها برجا الجندي المجهول والكوثر في حي الرمال الجنوبي، وبرج مهنا وعمارة الربيع في تل الهوا.
وفي وسط القطاع، أفاد مصدر طبي بمستشفى العودة باستشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في منطقة المغراقة، وأصيب آخرون بالرصاص قرب ما يعرف بمحور نتساريم الذي يفصل جنوب القطاع عن شماله.
وتعرضت دير البلح القريبة لغارات جوية، في حين استهدفت المدفعية شمال مخيم النصيرات.
وفي جنوب القطاع، أفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد 4 أشخاص -بينهم سيدة من ذوي الإعاقة- برصاص قوات الاحتلال في منطقة المواصي جنوب غرب خان يونس.
وتعرضت خان يونس في وقت مبكر اليوم لقصف جوي ومدفعي، كما استهدفت غارة شرق أبراج حمد بالتزامن مع إطلاق قنابل إنارة في سماء المنطقة.
*نزوح من غزة
في غضون ذلك، تستمر حركة النزوح من مدينة غزة على وقع القصف الصهيوني المكثف للأبراج والمباني واشتداد وتيرة العمليات العسكرية الصهيونية.
ويشهد شارع الرشيد حركة نزوح جماعي لمئات العائلات الفلسطينية نحو مناطق وسط وجنوب قطاع غزة التي يزعم الاحتلال الصهيوني أنها آمنة.
وفي مشهد تكرر مرات منذ بدء العدوان الصهيوني على القطاع، يجد الفلسطينيون أنفسهم مجددا في مواجهة المجهول في ظل ظروف معيشية بالغة القسوة.
وادعى جيش الاحتلال الأحد عن نزوح 250 ألف فلسطيني من مدينة غزة، لكن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أعلن أن 68 ألف فقط نزحوا نحو وسط وجنوب القطاع، في حين عاد 20 ألفا إلى المدينة، مؤكدا أن 1.3 مليون فلسطيني متواجدون في مدينة غزة وشمالها ويرفضون النزوح.
*الاحتلال يواصل جرائمه في الضفة الغربية
بالتزامن شهدت الضفة الغربية والقدس المحتلة، الإثنين، سلسلة من الانتهاكات الواسعة النطاق نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني، شملت عمليات قتل واعتقال واقتحامات لمناطق سكنية، إضافة إلى إجراءات مشددة استهدفت الحياة اليومية للفلسطينيين.
واستهلت الأحداث باستشهاد الشاب سند ناجح حنتولي (25 عاماً) من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار عليه قرب جدار الفصل العنصري في بلدة الرام شمال مدينة القدس المحتلة.
بالتوازي، واصلت قوات الاحتلال حملات اقتحامها في عدة مدن وبلدات بالضفة. ففي مدينة طوباس، اقتحمت دوريات عسكرية صهيونية انطلقت من حاجز تياسير شرقي المدينة، وانتشرت في أحياء مختلفة. وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها في المنطقة الشرقية.
في القدس المحتلة، عرقلت قوات الاحتلال تنقل طلاب المدارس في مخيم شعفاط شمال شرق المدينة، حيث منعت حافلات تقل طلبة من مغادرة المخيم واحتجزت عشرات منهم بمحاذاة الحاجز العسكري المقام عند مدخله.
من جانب آخر، أغلقت قوات الاحتلال صباح الإثنين البوابة الحديدية عند المدخل الرئيسي لبلدة ترمسعيا شمال رام الله، ما أعاق حركة المواطنين في قرى وبلدات شمال شرق المحافظة.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان جيش الاحتلال عن تنفيذ مناورات عسكرية في مناطق متفرقة بالضفة الغربية منذ ساعات الصباح وحتى ما بعد الظهر، في خطوة يرى مراقبون أنها تسهم في زيادة التضييق على المواطنين، عبر تكثيف الوجود العسكري ونشر الحواجز.
*أسطول الصمود يبحر من تونس إلى غزة
من جهة اخرى أعلنت إدارة حملة أسطول الصمود، التي تأتي ضمن مبادرة دولية لكسر الحصار عن غزة، أن العدد الإجمالي للسفن المبحرة تخطى 40 سفينة، بما فيها السفن المنطلقة من إيطاليا.
ويُنتظر أن يرتفع عدد السفن مع انضمام مزيد منها من تونس واليونان وإسبانيا، وتقل سفن الأسطول مئات الناشطين من 40 دولة.
ومن المرتقب أن يتمكن الأسطول المحمل بعشرات الأطنان من المساعدات من الوصول إلى المياه الإقليمية الفلسطينية قبالة سواحل غزة في غضون 10 أيام.