في حفل إزاحة الستار عن موسوعة " معرفة الاستعمار "؛

قاليباف: نواجه اليوم استعماراً فكرياً محدّثاً وجديداً

رأى رئيس مجلس الشورى الإسلامي، محمد باقر قاليباف، أن العالم اليوم يواجه استعمارا فكريا محدّثا وجديدا ، قائلا: "ما زال المستعمرون والمتغطرسون يتربصون بنا شرا، ولذلك فإن معرفة العدو تعد من الأدوات الجادة في هذا المجال لمواجهة الاستعمار وانهائه.

وخلال حفل توقيع موسوعة “معرفة الاستعمار” الذي أقيم في قاعة المؤتمرات ببرج ميلاد في طهران، قال قاليباف: “لم يكن الاستعمار يوما بشكل ظاهري أو رسمي أو تقليدي كما نفهمه في بلادنا، لكننا جميعا في أرجاء إيران العزيزة، وفي أجيال مختلفة من شعبنا، رأينا وتجرعنا طعم السيطرة والاستعمار والخيانة للوطن والشعب في أزمنة مختلفة.”

 

 

وأضاف: “إن هذا الواقع المرير تجسد بالمعاهدات المهينة، وتقسيم البلاد، وضياع أجزاء من أراضينا، والاحتلالات المتعددة لأرضنا، والحروب المفروضة، والانقلابات الخارجية.”

 

 

وفي هذا السياق، رأى قاليباف أن الدرس الذي يمكن تعمله من هذه التجارب هو أن امتلاك القوة مهم، لكنه ليس الأداة الوحيدة لمحاربة الهيمنة والاستعمار، وان ما هو أساسي وجوهري هو القرار والإرادة الواعية للشعوب في مواجهة الهيمنة والاستعمار.”

 

 

و أكد قاليباف: كلما اتخذ الشعب الإيراني في القرون الماضية قرارا واعيا ومخلصا، وبلغ وعيه وادراكه، ونزل الى الميدان، استطاع دحر الهيمنة والاستعمار. سواء في حركة مقاطعة التبغ، أو في حركة النفط الوطنية، وبلغت ذروتها في الثورة الإسلامية، والدفاع المقدس، وحرب الأيام الاثني عشريوما .

 

 

وتابع: “علينا اليوم أيضا أن ننظر نحو المستقبل.وهو ما ينطبق أيضا على سياق الاستعمار، وفي حرب المعرفة، وفي حرب السرديات، وفي مجال التكنولوجيا، وفي أبعاد مختلفة، ونحن بحاجة إلى الوعي الذاتي والإيمان بهذا المسار”.

 

 

الارتباط بين الجامعة والميدان ؛ احد العوامل المهمة لتعزيز الوعي الوطني 

 

 

ونوّه قاليباف بجهود الباحثين والأساتذة الايرانيين التي أثمرت عن تأليف هذه المجموعة القيّمة من 30 مجلدا تحت عنوان ” معرفة الاستعمار”، والتي توفر مرجعا موحدا للأجيال الجديدة، وتمثل رادارا لمعرفة الاستعمار ومعرفة العدو.مضيفا انها مهمة لمعرفة من هو العدو الذي نواجه وبأي أساليب يعمل، لأن المتكبرين والمستعمرين ما زالوا يتربصون بنا شرا.

 

 

وبالإشارة إلى أن هذه المجموعة تعالج بعض نقاط الضعف التي نعاني منها اليوم في مجالات مختلفة،أكد قاليباف على أن هذا العمل يربط بين البحث والسياسة، وهو نقطة بالغة الأهمية لصانعي السياسة اليوم، قائلا : من المهم جدا إقامة ارتباط وتواصل بين الجامعة والميدان، فهذا الربط أحد أهم العوامل التي تعزز الوعي الوطني وتقوي تماسك المجتمع.

 

 

ومضى يقول : هنا نتعلم جميعا أن موضوع الهيمنة والاستعمار ليس مجرد ذكرى نحكيها، بل هو واقع مرير حي ومتجدد يوما بعد يوم.

 

 

لا شك أننا اليوم نواجه استعمارا محدّثا وجديدا

 

 

كما أكد قاليباف على أن معرفة العدو تعد من الادوات الجادة التي يجب أن نوليها اهتماما، لأن عدو اليوم لا يسعى فقط لاحتلال الأرض، بل إن تحقيق الاستعمار المحّدث يتطلب أيضا التوسع الإقليمي؛ فالعلاقة بين الإنسان والمكان علاقة مهمة للمستعمرين. موضحا ان أكثر ما يمارسه العدو حاليا والضغط به على المجتمعات اليوم، هو الاستعمار الفكري.

 

 

وبيّن أيضا أن اليوم لا ينبغي النظر فقط الى محاولات الاعداء لفصل جزء من أرضنا، بل إنهم اليوم يسعون لاحتلال عقول الأفراد واحدا تلو الآخر، فهذا هو شكل السيطرة الحقيقي على الشعب والمجتمع.مضيفا انه إذا تمكنوا اليوم من احتلال عقل شخص واحد من شعبنا، فهذا يعني أنهم فصلوا واحدا من بين 90 مليون إنسان، ويجب أن ننظر الى هذا الخطر بهذه الطريقة.

 

 

الإمام الخميني (رض) أدرك الاستعمار مبكرا ونبه للخطر

 

 

وذكّر قاليباف أنه وبعد تأسيس الكيان الصهيوني، قال الإمام الخميني (رض) في شهر محرم الحرام من العام 1963 ميلادي للشاه: “نحن نقاتلكم لأنكم عبيد للكيان الاسرائيلي”.

 

 

وتابع قاليباف أن هذا يدل على أن الإمام الخميني (رض) قد أدرك الاستعمار منذ ذلك الحين، ووجه العقول والقلوب منذ ذلك الوقت نحو معرفة العدو المتمثل في الكيان الصهيوني .

 

 

وأشار رئيس مجلس الشورى الاسلامي إلى أن مفجر الثورة الاسلامية وبتأسيسه النظام الإسلامي، أزال الهيمنة عن البلاد، وأرسى نظاما سياسيا ومدنيا مبنيا على العقلانية الدينية في إيران.

 

 

الثورة الإسلامية هي حارسة ومنقذة إيران

 

 

واعتبر قاليباف أن الإمام الخميني (رض) كان رائدا في تحرير الشعوب و إنهاء الاستعمار، ليس في ايران فحسب، بل أيضا في جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا، وبين المسلمين أجمعين. ومنذ بداية تأسيس الكيان الصهيوني، لم يُفتح هذا القدر من النار بقدر ما وُجه إليه في عمليات الوعد الصادق ١ و٢ و٣، والتي دفعن بترامب ونتنياهو لبدء محاولاتهم لإيقاف النيران.، مؤكدا على أن الثورة الإسلامية هي حارسة ومنقذة إيران.

 

 

وأشاد قاليباف بالثقافة والمبادىء الأصيلة الإيرانية، التي مكّنت الشعب الايراني اليوم من الصمود أمام العدو وواجه بكل قوة وثبات الاستعمار والظلم مؤكدا على أن النصر حليف هذا الشعب الباسل.

 

 

المصدر: ارنا