تحليل صهيوني: عزلة “إسرائيل” الدبلوماسية بدأت

رأى المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إيتمار آينخر أن تصريح رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو حول "دخول "إسرائيل" في عزلة دبلوماسية" أصبح اليوم حقيقة. لكن العزلة الدبلوماسية التي يتحدث عنها نتنياهو لا تقتصر على المجال السياسي فقط؛ فهي تنتشر كالنار في الهشيم لتطال مجالات عدة: الاقتصاد، الثقافة، العلوم، الأكاديميا، الرياضة، السياحة، وأكثر من ذلك.

وأضاف “في السنوات القادمة، حتّى بعد انتهاء الحرب في غزّة، ستحاول العديد من الأطراف حول العالم محو أو إلغاء اسم العلامة التجارية المسماة “إسرائيل”. سيحدث هذا ليس فقط لأن الكثيرين يعارضون أفعال “إسرائيل” في غزّة، بل أيضًا لأنهم يخشون الظهور مرتبطين بعلامة “إسرائيل” التي تحوّلت في الأشهر الأخيرة إلى “علامة سامّة”. هذا الخوف ينبع أيضًا من خشية الرأي العام، الذي لا يريد رؤية “إسرائيل” كجزء من العالم الغربي المتحضّر”.

وتابع “حتّى الآن، يتمتّع “الإسرائيليون” بالإعفاء من التأشيرة في العديد من دول العالم. وتفاقم العلاقات مع دول أخرى قد يؤدي إلى إلغاء اتفاقيات الإعفاء من التأشيرة القائمة، بحجة التأكد من أن طالبي التأشيرة غير متورطين في “إبادة جماعية” أو “جرائم” أخرى”.

 

وبحسب ايتمار آيخنر، دول أميركا الجنوبية، الوجهة المفضّلة لعسكريين سابقين، قد تقيّد دخول “الإسرائيليين” بشكل عام، والجنود خصوصًا. حتّى اليوم، هناك مقاتلون تم الكشف عن أسمائهم وخلفيتهم العسكرية على وسائل التواصل الاجتماعي، أحيانًا من قبل المنظمة المؤيدة للفلسطينيين “هند رجب” التي تعمل على “صيد الجنود”، مما دفع بعضهم لمغادرة الدول التي زاروها سرًا خوفًا من الاعتقال.

 

وأردف “مثالٌ آخر على تبعات العزلة المحتملة هو تراجع المنح البحثية التي كانت تُمنح سابقًا للباحثين والمؤسسات “الإسرائيلية”. فالعلماء “الإسرائيليون” يشيرون بالفعل إلى صعوبات في التعاون مع مؤسسات أكاديمية حول العالم. وقد يزداد الحظر الصامت، الذي يتمثل في عدم الرد على طلبات التعاون أو عدم دعوة الباحثين “الإسرائيليين”، حدةً في المستقبل. في المجال الثقافي، “إسرائيل” عميقة بالفعل داخل الحظر الثقافي: فقد وقع 4,000 من العاملين في صناعة السينما عريضة ضدّ أي تعاون مع “إسرائيل”، ولا تُدعى الفرق “الإسرائيلية” إلى مهرجانات دولية، وهذه مجرد أمثلة جزئية. أما السياحة، فلا مجال للحديث عنها؛ “إسرائيل”، التي كانت قبل الحرب وجهة سياحية جذابة للجماهير الأوروبية وغيرها، خرجت من خريطة السياحة العالمية. وكلما طال أمد الحرب، زادت مسافة “إسرائيل” عن وعي السياح المحتملين.

 

وأشار إلى أن ثلاثة مجالات تعتبر الأكثر إيلامًا لـ”إسرائيل”: المجال الاقتصادي، وما يسميه نتنياهو التكيف مع “اقتصاد اكتفائي، لتكون أثينا وسوبر – اسبارطة”، إذ من المتوقع أن تتأثر الصادرات “الإسرائيلية”، ليس فقط العسكرية، وأن تُسحب المنتجات “الإسرائيلية” من رفوف الأسواق العالمية خوفًا من حظر المستهلكين.

 

وأوضح أنه في المجال الرياضي، هناك محاولات حاليًّا لمنع الفرق “الإسرائيلية” من المشاركة في البطولات الدولية. الاحتجاجات غير المسبوقة في إسبانيا ضدّ مشاركة فريق الدراجات “إسرائيل بريميير – تك”، وهو فريق خاص، قد تكون مجرد مقدمة. وقد تصل الأزمة إلى استبعاد “إسرائيل” من الألعاب الأولمبية كما حدث مع روسيا.

 

ايتمار آيخنر قال “حتّى الآن، تعوّض “إسرائيل” بالدعم الأميركي، لكن هذا قد يتغيّر، وفي كلّ الأحوال لا يكفي وحده. قال نتنياهو في خطاب له في وزارة الخارجية: “الولايات المتحدة معنا ومعنا أيضًا الكثير من الدول الأخرى، لكن لدينا مشكلة محدّدة حاليًّا في غرب أوروبا، ونعمل وسنواصل العمل لإزالة هذا الحصار. كما نجحنا مع الحصار العسكري، سننجح أيضًا مع الحصار الدبلوماسي”.

 

وفي الختام، استشهد ايتمار آيخنر بكلام للمستشار الإستراتيجي آفي بنياهو جاء فيه أن “نتنياهو بأفعاله وتقصيراته وتصريحاته الغريبة يدفع “إسرائيل” إلى هاوية لم تعرفها من قبل، وهو يهدّد “السلام” مع مصر والأردن، واتفاقيات “أبراهام”، والاقتصاد “الإسرائيلي””.

 

المصدر: العهد

الاخبار ذات الصلة