وفي نقاش حول عملية صياغة وأهداف ومعوقات القرار الإيراني بشأن “حظر الهجمات على المنشآت النووية”، أشار سفير ومندوب الجمهورية الاسلامية الايرانية الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا “رضا نجفي”، إلى أن المشاورات مع الدول بدأت فور صياغة هذه الخطة، قائلا: لا يملك الأمريكان أي مبرر لمعارضتهم لهذا القرار، فهذا القرار له سابقة في تاريخ مؤتمرات الوكالة الدولية للطاقة النووية، وقد طُرح واعتمد سابقا بنفس العنوان والسياق.
وأضاف : أنه وبعد هجوم الكيان الصهيوني على مفاعل نووي قيد الإنشاء في العراق، أصدرت الأمم المتحدة ومجلس الأمن، الذي تعد الولايات المتحدة عضوا فيه، بالإجماع القرار رقم 487، الذي أدان هذا العمل وأكد على أنه لا ينبغي أن يتكرر.
واعتبر نجفي أن مناقشة حظر الهجوم على المنشآت النووية قضية مسجلة في تاريخ الوكالة الدولية للطاقة النووية وهي الموقف المبدئي للدول، وقد أثيرت هذه القضية حتى في مؤتمرات مراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.
الضغوط السياسية حالت دون دعم المزيد من الدول للقرار الإيراني المقترح
ولفت سفير ومندوب الجمهورية الاسلامية الايرانية الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، إلى أن الإجراء رقم 64 في مؤتمر مراجعة معاهدة NPT لعام 2010 – وهو وثيقة إجماعية- يشير إلى قرار اعتمد في المؤتمر العام للوكالة للطاقة النووية، موضوعه منع الهجوم على المنشآت النووية الخاضعة للضمانات. ولهذا، فإن نص وموضوع القرار مبدئيان، ومعظم الدول توافق عليهما.
وتابع : لكن وللأسف، بسبب الضغوط السياسية، أفاد بعض السفراء الذين تحدثتُ معهم بأنه رغم توصيتهم لعواصمهم بدعم القرار أو حتى الانضمام إلى قائمة الداعمين، فإن خمس دول فقط الى جانب إيران دعمت هذا القرار حتى الآن. كنا نأمل في انضمام دول أكثر، لكن بسبب تلك الضغوط السياسية، امتنعت بعض الدول عن الانضمام.
وأوضح نجفي قائلا: “من المرجح أن يُطرح هذا القرار للتصويت يوم الخميس؛ وقد يُعقد الاجتماع مساء الخميس أو حتى يوم الجمعة، وذلك حسب طول المناقشات. تشير تقييماتنا، بناء على تصريحات السفراء والمشاورات التي أجريناها، إلى وجود دعم.
وأشار أنه وفي هذا الصدد، التقى سفراء الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مختلف العواصم بوزراء خارجية الدول، وطلبوا منهم دعم القرار. وفي طهران، عقدت وزارة الخارجية أيضا اجتماعات مع سفراء مختلف الدول، ونقلت إليهم هذه المسألة.
وشدد قائلا: مع ذلك، لا يمكن الجزم إلى أي مدى أدت الضغوط الأمريكية إلى تغيير موقف الدول أو دفعها للتصويت بالرفض. النتيجة النهائية لن تتضح إلا وقت التصويت، ولا يمكن التنبؤ بها بشكل قاطع في الوقت الحالي.
وأردف أن إيران تأمل هو أن يتم الموافقة على القرار. ولكن حتى لو لم يتم الموافقة عليه فإن أهميته تظل قائمة لأن موضوعه، أي حظر الهجمات على المنشآت النووية، يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة، والنظام الأساسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومعاهدة منع الانتشار النووي.
نحن نأمل في اعتماد القرار، لكن حتى لو لم يُعتمد، فإن أهميته تبقى قائمة؛ لأن موضوعه – أي منع الهجوم على المنشآت النووية – يخالف ميثاق الأمم المتحدة، ويخالف نظام الوكالة الدولية للطاقة النووية، ويخالف معاهدة منع الانتشار النووي.
للأسف، العقل السليم لا يسود دائما في العلاقات الدولية
وضمن اشارته إلى أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية قد أكد أيضا-وإن كان بإيجاز غير كافٍ- في بيانه أنه لا ينبغي تحت أي ظرف من الظروف شن أي هجوم على مثل هذه المنشآت، قال مندوب إيران الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا: إن مهاجمة المنشآت النووية -خاصة إذا كانت تحتوي على مواد نووية-سيؤدي إلى آثار بيئية مدمرة وعواقب وخيمة على صحة السكان، والعقل السليم يقتضي أن تدعم الدول القرار الايراني. لكن للأسف، العقل السليم لا يسود دائما في العلاقات الدولية.
وأضاف نجفي أنه ومنذ عامين والعالم يشهد جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، وكان غالبية الضحايا من النساء والأطفال، ولكن لم يُتخذ أي إجراء جاد. عازيا السبب في ذلك الى ان هيكل المنظمات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية صُمم بحيث بطريقة تجعل الجزء الأكبر من القوة في أيدي مجموعة معينة وتتمتع بعض البلدان أيضا بحقوق استثنائية. فمثلا، في مجلس الأمن، تمنع الولايات المتحدة اعتماد العديد من القرارات، حتى قرار وقف إطلاق النار البسيط.
وأشار إلى أنه “إذا لم يُعتمد قرارنا، فلا مفاجأة في ذلك، لكننا سنواصل جهودنا، فقد تحدثت اليوم مجددا مع بعض السفراء في قاعة المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة النووية، وهذه الجهود ستستمر حتى اللحظة الأخيرة. معربا عن أمله في أن يُعتمد هذا القرار، لكن حتى لو لم يحدث ذلك، فلن يتم خسارة شيء ما.