الجهاز المصمم من قبل هذه المجموعة المبتكرة قادر على إنتاج لصقات الإبر الدقيقة في غضون 15 دقيقة وبشكل أحادي المرحلة، آلي ومستمر، بينما تتطلب الطرق التقليدية وقتًا طويلاً ومعدات باهظة الثمن.
ويعاني معظم الأشخاص من الألم والخوف المرتبط بالإبر عند حقن الأدوية أو اللقاحات، لسنوات، كان العلماء يبحثون عن طرق لتوصيل الأدوية دون ألم وبأقل قدر من التدخل الجراحي. وأحد الإنجازات المهمة في هذا المجال هو تقنية الإبر الدقيقة القابلة للتحلل؛ وهي إبر دقيقة للغاية وقابلة للتحلل الحيوي، تُوضع على لصقات صغيرة وتدخل الدواء ببطء إلى الجسم عبر الجلد، بالإضافة إلى التلقيح، تُستخدم هذه التقنية في علاج سرطانات الجلد وحتى في المنتجات التجميلية والصحية.
وعلى الرغم من هذه المزايا، واجه إنتاج الإبر الدقيقة دائمًا تحديات، حيث أن طرق التصنيع التقليدية متعددة المراحل وتستغرق وقتًا طويلاً، وتتطلب معدات باهظة الثمن، وتفرض قيودًا على اختيار المواد الخام. ولكن الآن، تمكن فريق من الباحثين الإيرانيين من خلال تصميم جهاز مبتكر يعتمد على طريقة DAB، من التغلب على العديد من هذه المشاكل.
وتُميّز الميزات الفريدة لهذا الجهاز عن الطرق الأخرى المتاحة، وتشمل مزايا هذه التكنولوجيا تقليل مراحل التصنيع، وسهولة الاستخدام، وإمكانية التوسع الكبير، وخفض تكاليف الإنتاج بنسبة تصل إلى 50٪.
ويعمل الفريق التقني لهذا المشروع حاليًا على تطوير نموذج أولي للجهاز MVP بمقياس مكتبي، وسيتم لاحقًا تطوير نموذج صناعي قابل للتصدير. ويُظهر هذا المسار أن التكنولوجيا المقدمة ليست مجدية على المستوى المخبري فحسب، بل أيضًا على النطاق الصناعي، ولها قدرة عالية على دخول السوق.
ويُتابع هذا المشروع بدعم من معاونية العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد القائم على المعرفة برئاسة الجمهورية، وكذلك لجنة تطوير تكنولوجيات النانو والمايكرو. وتعكس مثل هذه الدعم الأهمية الاستراتيجية لهذه التكنولوجيا في البلاد وقدرتها العالية على التسويق والوجود في السوق العالمية.
ووفقًا لخبراء، يمكن للإبر الدقيقة القابلة للتحلل أن تشكل مستقبلاً مختلفًا لإيصال الأدوية والتلقيح، وتقليل الألم، وسهولة الاستخدام، وسرعة الإنتاج العالية، والتكلفة المنخفضة، تجعل هذه التكنولوجيا خيارًا جذابًا للمرضى والأطباء وصناعة الأدوية.