صرّح أمير سعيد إيرواني، سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، لأعضاء مجلس الأمن الدولي: ستواصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية دعم الشعب السوري وجهوده الرامية إلى استعادة السلام والاستقرار وإعادة الإعمار والمصالحة الوطنية، بما يتماشى تمامًا مع إرادة هذا الشعب.
وقال ايرواني مساء الخميس ، خلال اجتماع مجلس الأمن حول سوريا، بشأن الوضع الإنساني فيها: “الوضع الإنساني في سوريا كارثي ويستمر في التدهور. وقد هدد النقص الحاد في الموارد المالية عمليات الإغاثة الحيوية وعرّض ملايين السوريين للأذى”.
وأكد كبير الدبلوماسيين الايرانيين لدى الأمم المتحدة: “نشيد بالجهود الدؤوبة التي يبذلها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ووكالات الأمم المتحدة، والشركاء في المجال الإنساني، لتقديم المساعدات في ظل ظروف بالغة الصعوبة. إن وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن وسريع ودون عوائق إلى جميع المجتمعات المتضررة، وفقًا لمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلال، أمرٌ ضروري”.
وأضاف: “إلى جانب الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية، لا تزال سوريا تواجه تحديات اقتصادية عميقة وأزمة غذائية متفاقمة. يهدد التضخم، وتدمير البنية التحتية، وتعطل سلاسل الإمداد، ونقص الطاقة، والجفاف المتكرر، بقاء ملايين الأشخاص. هذه المشاكل هي نتيجة مباشرة لسنوات من الإجراءات القسرية أحادية الجانب ضد سوريا؛ وهي إجراءات غير قانونية وغير شرعية، وتنتهك ميثاق الأمم المتحدة بشكل واضح. هذه الإجراءات غير القانونية تعرقل بشدة عملية التعافي، وتعيق إعادة الإعمار، وتزيد من معاناة الشعب السوري”.
وأضاف إيرواني: “يجب رفع هذه الإجراءات بشكل كامل ودون أي شروط مسبقة، حتى تتمكن سوريا من إعادة بناء اقتصادها، واستعادة سبل عيش شعبها، وتمكين العودة الآمنة والكريمة للاجئين والنازحين داخليًا. لا ينبغي أبدًا استخدام العقوبات كأداة لممارسة الضغط السياسي أو التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا”.
وفيما يتعلق بالوضع الأمني في سوريا، قال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة: “لا تزال ترتيبات وقف إطلاق النار هشة، ويستمر انعدام الأمن في السويداء ومناطق أخرى. تواصل الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة والمقاتلين الإرهابيين الأجانب التابعين لهما زعزعة استقرار سوريا والمنطقة ككل، مما يقوض بشكل خطير السلام والأمن الإقليمي والدولي”.
وأكد الممثل الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة: “ينبغي ألا يتجاهل مجلس الأمن الأعمال العدوانية والمزعزعة للاستقرار للكيان الإسرائيلي في سوريا. وتؤكد إيران على ضرورة إنهاء الاحتلال الأجنبي بشكل كامل. إن الأعمال العدوانية للكيان الإسرائيلي، بما في ذلك الغارات الجوية المتكررة على الأراضي السورية، تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وينبغي ألا يظل مجلس الأمن صامتًا في وجه هذه الانتهاكات”.
وفيما يتعلق بالعملية السياسية، صرّح أيضًا: لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار الدائمين في سوريا إلا من خلال عملية سياسية شاملة، يقودها السوريون ويمتلكونها بالكامل، وتكون خالية من أي تدخل أو إكراه خارجي. يجب أن تشمل هذه العملية جميع الطوائف والشرائح بشكل حقيقي وفعال. إن إقصاء أو تجاهل المجموعات الرئيسية لن يؤدي إلا إلى تعميق الانقسامات، وتقويض الشرعية، وزيادة خطر عدم الاستقرار في الوضع الراهن الهش للغاية.
وقال إيرواني: يجب أن تدعم هذه العملية الحقوق والتطلعات المشروعة لجميع السوريين، مع الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها ومؤسساتها الوطنية. وفي هذا السياق، ندعم الجهود الدبلوماسية الأخيرة للمبعوث الخاص للأمم المتحدة مع السلطات السورية في دمشق بشأن انتقال سياسي شامل.
وفيما يتعلق بالموقف المبدئي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أكد السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة مجددًا: يجب احترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها احترامًا كاملًا. وأي محاولة لفرض أجندات خارجية أو تفكيك البلاد أمر غير مقبول. ونعرب عن قلقنا إزاء الأجندات أو المطالب التي تؤدي إلى الفيدرالية أو الحكم الذاتي.
وأضاف: “إذا أُسيءَ التعامل مع هذه المطالب، فقد تُفضي إلى التفكك وتجدد الصراعات؛ ولكن إذا طُبِّقت بمسؤولية في إطار حوار وطني شامل برعاية الأمم المتحدة، فإنها تُسهم في المصالحة الوطنية والاستقرار. وستواصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية دعم الشعب السوري وجهوده الرامية إلى استعادة السلام والاستقرار وإعادة الإعمار والمصالحة الوطنية، بما يتماشى تمامًا مع إرادة الشعب السوري نفسه.