وفي اليوم الـ714 من حرب الإبادة على قطاع غزة، استشهد 21 فلسطينياً في غارات للاحتلال الصهيوني على مناطق عدة بالقطاع منذ فجر الجمعة. بالتزامن، شنّ جيش الاحتلال 5 غارات على القطاع وفجّر 10 عربات مفخخة في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة. في المقابل، حذّرت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) سلطات الاحتلال من أن أسراه يتوزعون داخل أحياء غزة ولن تكون حريصة على حياتهم طالما قرر رئيس حكومة العدو الصهيوني قتلهم باستمرار عملية احتلال المدينة.
*استمرار الاحتلال في نسف مباني مدينة غزة
في التفاصيل، استشهد 21 فلسطينياً في الغارات المتواصلة على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر الجمعة، بحسب ما أفادت مصادر في مستشفيات غزة، وذلك وسط غارات عنيفة وأحزمة نارية تستهدف حي تل الهوا (جنوب مدينة غزة).
وسبق أن أعلن عن استشهاد 45 فلسطينياً في قطاع غزة منذ فجر الخميس، بينهم 37 بمدينة غزة، وسط استمرار تنفيذ جيش الاحتلال عمليات نسف منازل بالمدينة وقصف لأحيائها. فقد استشهد فلسطيني وأصيب آخرون فجر الجمعة في قصف صهيوني استهدف تجمعا لمواطنين وسط مدينة دير البلح (وسط قطاع غزة). كما استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في غارة صهيونية على مواطنين في مخيم النصيرات وسط القطاع أيضا، بحسب ما أفاد مستشفى العودة.
من جهته، أفاد مستشفى ناصر باستشهاد طفلين في غارة صهيونية على خيمة تؤوي نازحين غرب خان يونس (جنوب القطاع).
وفي وقت سابق، ركز جيش الاحتلال القصف على المحور الشمالي الغربي لمدينة غزة، خصوصاً حي الشيخ رضوان، حيث شنت الطائرات الحربية الصهيونية سلسلة غارات استهدفت منازل ومنشآت في المنطقة، كما استهدفت إحدى الغارات منطقة الميناء غربي مدينة غزة.
*شهداء سوء التغذية
على الصعيد ذاته، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة ارتفاع إجمالي عدد المتوفين بسوء التغذية إلى 435 شهيدا، بينهم 147 طفلاً. يأتي ذلك بعد تسجيل 4 وفيات جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، بينها طفل واحد. وقد سُجلت 157 وفاة بسوء التغذية منذ إعلان الأمم المتحدة المجاعة في قطاع غزة.
كما أعلنت وزارة الصحة أن عددا كبيرا من المرضى والجرحى يتكدسون داخل أروقة المستشفيات في القطاع. وأضافت أنها غير قادرة على توفير أسرّة أو فرصة للعلاج المناسب لحالاتهم.
وواصل جيش الاحتلال الصهيوني نسف منازل وبنايات سكنية باستخدام عربات مفخخة وروبوتات شمال غرب مدينة غزة، تزامنا مع القصف المدفعي والغارات جوية على المنطقة. وقد فجّرت قوات الاحتلال فجر الجمعة مجنزرتين مفخختين محملتين بأطنان من المتفجرات لتدمير منازل المواطنين جنوبي حي تل الهوى (جنوب غربي مدينة غزة) وفق ما أكدت وسائل إعلام.
على صعيد آخر، أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية أنها أعادت خدمات الإنترنت الثابت والاتصالات الأرضية لشمال قطاع غزة التي تشهد عمليات عسكرية صهيونية.
وأوضحت الشركة، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أن طواقمها تمكنت من استعادة خدمات الإنترنت الثابت والاتصالات الأرضية في محافظتي غزة وشمال غزة، بالرغم من خطورة الظروف الميدانية.
وتعمد العدو، على مدى نحو عامين من حرب الإبادة المتواصلة التي تشنها على قطاع غزة، قطع شبكة الاتصالات والإنترنت كليا وفي تكرار ولأوقات طويلة، في خطوة الهدف منها استخباري وعسكري ونفسي وإعلامي.
*الغزّيون يرفضون النزوح
من جهة أخرى، قال الناطق باسم الدفاع المدني في مدينة غزة: إن الاحتلال الصهيوني يضغط بالنار على المواطنين في مدينة غزة لدفعهم للنزوح، رغم أنهم يرفضون ذلك. وأضاف محمود بصل: إن الاحتلال يستخدم أحزمة نارية مرعبة ومخيفة جدا لإجبار المواطنين على الخروج من مدينة غزة، مؤكدا أنهم صامدون رغم ظروفهم القاسية جدا.
ولفت الناطق باسم الدفاع المدني إلى أنه شاهد بعينه عائلات تعود من المنطقة الوسطى إلى داخل مدينة غزة، لأنها لم تعثر على مكان وعلى مقومات العيش، فلا بنية تحتية ولا مستشفيات.
ونفى مزاعم الاحتلال بأن المنطقة الجنوبية من القطاع هي منطقة إنسانية، فهي لا تختلف عن المنطقة الشمالية من القطاع، وقال بصل إن المواطن الغزي في الجنوب يعيش في ظروف قاسية جدا.
وكان جيش الاحتلال الصهيوني بدأ في 11 أغسطس/ آب هجومه على مدينة غزة انطلاقاً من حي الزيتون، في عملية أطلق عليها اسم “عربات جدعون 2″، وشملت نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصفا مدفعيا، وإطلاق نار عشوائيا، ضمن سياسة تهدف لإخلاء المدينة من السكان عبر إجبارهم على النزوح جنوبا.
*عملية إطلاق نار عند الحدود مع الأردن
في سياق آخر، أعلن “الإسعاف” الصهيوني، مساء الخميس، عن مقتل جنديين صهيونيين عند الحدود الأردنية-الفلسطينية المحتلّة، وتحدثت إذاعة “جيش” الاحتلال الصهيوني عن عملية إطلاق نار عند معبر “اللنبي” عند الحدود مع الأردن.
وأفادت الإذاعة الصهيونية، إنّ “منفذ العملية جندي أردني متقاعد كان يقود شاحنة ونفذ إطلاق النار من مسافة صفر وطعناً”. كما أعلنت هيئة البث الصهيونية إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اتهم الأردن بالمسؤولية عن عملية معبر جسر اللنبي (الكرامة) في جلسة للمجلس الوزاري المصغر، وأعلن عن إجراءات جديدة لعبور شاحنات المساعدات الإنسانية القادمة من الأردن.
في سياقٍ منفصل، أفادت وسائل إعلام صهيونية، الخميس، بوقوع 4 قتلى و8 جرحى بين الجنود الصهاينة من جراء انفجار عبوة ناسفة بآلية من نوع “هامر”، خلال معارك قطاع غزة. ووصف الإعلام الصهيوني، الحدث في غزة، بأنه “قاسٍ جداً”، مضيفةً أن المنطقة التي وقع فيها الانفجار “يُفترض أن تكون آمنة لجيش الاحتلال الصهيوني”.
يُذكر أنّه في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، نفّذ سائق شاحنة أردني عملية إطلاق نار عند معبر الكرامة (اللنبي)، ما أسفر عن مقتل 3 جنود صهاينة.