داعياً السعودية لفتح صفحة جديدة مع المقاومة

الشيخ قاسم: على جميع دول المنطقة مواجهة الخطر الصهيوني

حذّر الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، من أنّ "المنطقة بأسرها أمام منعطف سياسي خطير"، ووجّه دعوة مباشرة للسعودية، قائلاً: "ندعو إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة ضمن أسس واضحة، على أن يكون الحوار مبنياً على أن الكيان الصهيوني هو العدو وليست المقاومة، ويعالج الإشكالات ويؤمن المصالح".

ورأى الشيخ قاسم، مساء الجمعة، خلال كلمته في الذكرى السنوية الأولى للقائد الجهادي الكبير الشهيد الحاج إبراهيم عقيل ورفاقه، أنّ “إسرائيل” كيان توسعي احتلالي بدعم أميركي قد وصل إلى “ذروة الإجرام والتوحش وعدم التقيد بأي قاعدة إنسانية أو قانونية بمؤازرة أميركية”، مضيفاً أن وجودها التوسعي يهدف إلى أن تكون “قطعة من الغرب وأداة لأميركا وفزاعة للمنطقة تمنعها من الاستقلال”، وحالة توسعية تمنع المنطقة من استقلالها ومن خيارات أبنائها لتكون ملحقاً بالمشروع الغربي الاقتصادي والسياسي والثقافي، وأن من لا يقبل أن تكون هذه الفزاعة موجودة ومن يعصي عليهم تكون العصا جاهزة من أجل القتل والإبادة لكل من يعترض. مشدداً على أن الحرب الناعمة، والعقوبات، واتفاقيات مدريد، والاتفاقيات الإبراهيمية، لم تنفع في تحقيق الإنجاز السريع الذي تريده أميركا والكيان الصهيوني.

وأضاف الشيخ قاسم أن رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو أعلن بشكل واضح أنه يريد “إسرائيل الكبرى”، وتغيير خارطة الشرق الأوسط، وإنهاء المقاومة في كل المنطقة، وإبادة حركة حماس، وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه في غزة كمرحلة أولى، واحتلال الضفة الغربية.

 

*الإعتداء على قطر رسالة لكل دول المنطقة

وأشار إلى أن الضربة الصهيونية في قطر يجب أن تكون رسالة لها ولكل الدول الأخرى، مؤكداً أن ما قبل الضربة يختلف عما بعدها، وأن بعد الضربة انكشف كل شيء، وأصبح المشروع التوسعي الصهيوني لا مفر منه.

وأوضح أن بعد قطر، أصبح الاستهداف للمقاومة والأنظمة والشعوب وكل عائق جغرافي وسياسي أمام “إسرائيل الكبرى”، وأن الهدف النهائي يشمل فلسطين ولبنان ومصر والأردن والعراق وسوريا والسعودية واليمن وإيران، وكلها تعتبر خطوات مرحلية، ويأتي بعدها دور تركيا وبقية المنطقة حتى يتمكن الكيان الصهيوني من أن يصبح “إسرائيل العظمى”.

وشدد الشيخ قاسم على أن على الجميع مواجهة الخطر الصهيوني كدول وأنظمة وشعوب ومقاومة، وأن الطريق الوحيد لهذه المواجهة هو التوحد ضد العدو المشترك، مؤكداً أن الكيان الصهيوني هو الخطر وليس المقاومة، وأن خطره شامل على الجميع من العرب والمسلمين والمسيحيين والإنسانية جمعاء. وأضاف: إن الإجراءات الواجب اتخاذها هي لإيقاف العدو وليس لمساعدته على مشروعه التوسعي، وأنه إذا لم يتم التعامل مع الكيان الصهيوني على أنه العدو الأول والأوحد ومن خلفه أميركا، فلا يمكن أن ينجح أحد في منطقتنا.

 

*دعوة للسعودية

ودعا الشيخ قاسم المملكة العربية السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة ضمن أسس محددة، تشمل:

ـــــ حوار يعالج الإشكالات ويجيب عن المخاوف ويؤمن المصالح.

ـــــ الحوار مع السعودية يجب أن يبنى على أن الكيان الصهيوني هو العدو وليست المقاومة.

ـــــ تجميد الخلافات التي مرت في الماضي على الأقل في هذه المرحلة الاستثنائية من أجل مواجهة ولجم الكيان الصهيوني.

ـــــ التأكيد على أن سلاح المقاومة موجه ضد العدو الصهيوني وليس لبنان ولا السعودية ولا أي جهة في العالم.

ـــــ أن الضغط على المقاومة يعني ربحاً صافياً للكيان الصهيوني، وأن غياب المقاومة يعني أن الدور سيأتي على الدول.

ـــــ أن المقاومة في فلسطين هي جزء من هذه المقاومة وتعتبر سداً منيعاً أمام التوسع الصهيوني.

 

*” المقاومة ستبقى مرفوعة الرأس”

وأشار الشيخ قاسم إلى أن لبنان ضمن دائرة خريطة “إسرائيل الكبرى”، وأن الحاجة قائمة لبناء البلد معاً، مستذكراً تجربة حزب الله في مواجهة العدو في معركة “أولي البأس”، والمشاركة في انتخاب الرئيس والحكومة، والتعاون مع من “نختلف معه سياسياً من أجل التشريعات وإدارة الدولة”، مؤكداً أن المسار الوطني يجب أن يكون مدعوماً بتفاهمات تمنع خدمة كيان العدو.

وأكد سماحته أن الكيان الصهيوني لم ولن يتمكن من إنهاء المقاومة، وأنها ستبقى مرفوعة الرأس، مؤكداً أن ثبات المقاومين سيؤدي في النهاية إلى هزيمة العدو، وأن الذلة ليست خياراً.

وتطرق إلى الدور الأميركي، مشدداً على أن الولايات المتحدة تعطي الجيش اللبناني فقط مقدار الأسلحة لإدارة الوضع الداخلي، وأنها تتصرف بعدائية تجاه لبنان وتمنع الإعمار كجزء من الضغط على المقاومة وبيئتها.

 

*توحيد الجهود لطرد العدو

ودعا إلى توحيد الجهود لطرد قوات الاحتلال الصهيوني وبناء لبنان، وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وإعطاء الأولوية للإعمار، وتسريع عجلة الإصلاح المالي والاقتصادي، ومكافحة الفساد، والحوار الإيجابي حول استراتيجية الأمن الوطني، مؤكداً أن الحوار والتفاهم يجب أن يكون من موقع الاقتدار والقوة.

وشدد على ثبات المقاومة في مواجهة المحتل الصهيوني، واستعدادها لأقصى التضحيات للحفاظ على كرامة لبنان وشعبه، مؤكداً أن جمهور المقاومة متمسك بالسلاح، وأن أي مواجهة للمشروع الصهيوني تمثل مواجهة وجودية للوطن، ومذكراً بأن حرب الإبادة الصهيونية في غزة تجري برعاية أميركية كاملة، وأن الاستهداف اليوم يشمل الجميع، وأن العدوان على الجنوب جرى على خمس قرى ومدن، عدا عن القتل والتدمير المستمر، وأن الحكومة مسؤولة عن مواجهة هذه الاعتداءات، ويمكنها القيام بذلك.

 

*موقف جيد من الرؤساء الثلاثة

وأضاف أن موقف الرؤساء الثلاثة في العدوان الأخير على الجنوب جيد ويحتاج إلى متابعة يومية، مع التأكيد على أن الأولوية لوقف العدوان، ومواجهة قوات العدو الصهيوني، وإخراج المحتل، وبدء الإعمار.

وأكد أن المقاومة مستعدة للقيام بواجبها إلى جانب الجيش اللبناني إذا كان هناك أي قرار بمواجهة العدو، وأن الأعظم ليس منع المساعدات ولا التهديد بالحرب، بل الأعظم هو إزالة القوة والقدرة وذبحنا على مذبح الاستسلام.

كما أشار الشيخ قاسم إلى أن الأميركيين كاذبون ولن يعطوا شيئاً، وأن أميركا والكيان الصهيوني يعتديان على العالم كله، وأن الظلم سيسقط عاجلاً أو آجلاً، وأن اللبنانيين لن يكونوا عبيداً، بل خلقهم الله أحرا

 

راً.

المصدر: وكالات