الموسيقار الإيراني «رضا مهدوي» يتحدث للوفاق

الفن العالمي ينتفض.. لا موسيقى للإبادة ولا سينما للإحتلال

خاص الوفاق: مهدوي: الموسيقى أداة مناسبة في مثل هذه اللحظات الحساسة والمصيرية على مستوى العالم، إنها لغة عالمية ومباشرة لنقل الرسائل غير المعلنة عبر قالب فني.

موناسادات خواسته

 

في لحظة تتقاطع فيها الجماليات مع الأخلاق، يعلو صوت الفن العالمي ليعلن رفضه للتواطؤ مع الجرائم ضد الإنسانية. من الموسيقى إلى السينما، تتشكل جبهة ثقافية واسعة ضد الاحتلال الصهيوني، حيث يختار الفنانون أن يكونوا صوتاً للعدالة لا خلفيةً للقنابل.

 

وفي الأشهر الأخيرة، شهدت دول عدة احتجاجات ثقافية وفنية ورياضية ضد الكيان الصهيوني بسبب استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة. ففي الثامن من سبتمبر، وقّع المئات من رموز السينما العالمية، من ممثلين ومخرجين ونشطاء في صناعة الأفلام، على تعهد دولي أعلنوا فيه رفضهم التعاون مع المؤسسات السينمائية الصهيونية التي «تتورط في الإبادة الجماعية ونظام الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني».

 

هذه المقالة ترصد صرخة الفنانين العالميين ضد الكيان الصهيوني، وثلاث محطات بارزة في هذا الحراك: حملة « الموسيقى ليست رفيقة الجريمة»، موقف الموسيقار الإيراني الأستاذ «رضا مهدوي»، والمقاطعة السينمائية التي تجاوزت 4 آلاف توقيع عالمي.

الموسيقى ليست رفيقة الجريمة 

شهدنا أخيراً صرخة الفنانين العالميين ضد الكيان الصهيوني، حيث أعلن أكثر من 400 فنان عالمي بارز انضمامهم إلى حملة ثقافية تطالب بحذف أعمالهم الموسيقية من منصات البث الرقمي الصهيونية.

وذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية أن هذه المبادرة جاءت رداً على الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وتحمل عنوان «لا موسيقى للإبادة الجماعية»، وقد إنضم إليها حتى الآن أكثر من 400 فنان عالمي عبر توقيع بيان رسمي.

من بين الموقعين على البيان، فرق موسيقية بارزة مثل الفرقة البريطانية «ماسيف أتاك»، والفرقة الأسكتلندية «برايمال سكريم»، والفرقة الأمريكية الكورية «جابانيز بريكفست»، إلى جانب أسماء فردية بارزة مثل «كارول كينغ»، و«رينا ساوایاما»، و«مو».

 

وبحسب بيان المنظمين، فإن الهدف من هذه الخطوة هو الضغط على شركات الإنتاج الموسيقي الكبرى مثل «سوني»، و«يونيفرسال»، و«وارنر»، كي تتخذ موقفاً مشابهاً لما فعلته سابقاً حين أوقفت توزيع الموسيقى في روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، وذلك بوقف توزيع الأعمال الموسيقية في الكيان المحتل.

 

وجاء في البيان: «الثقافة وحدها لا توقف القنابل، لكنها تستطيع أن تقف في وجه القمع السياسي، وتغيّر الرأي العام نحو العدالة، وتواجه تطبيع العلاقات مع الدول التي ترتكب جرائم ضد الإنسانية».
ويؤكد المنظمون أن هذه الحملة جزء من حركة عالمية واسعة تهدف إلى تقليص الدعم الدولي للكيان الصهيوني ومنع استمرار الحرب ضد غزة.

 

مهدوي: جرائم الصهاينة لا تستهدف الفلسطينيين فقط

 

 

 

وفي هذا السياق، أجرينا حواراً مع الموسيقار الإيراني وعازف السنطور الأستاذ «رضا مهدوي»، وسألناه عن رأيه حول مقاطعة الكيان الصهيوني في المجالات الفنية، وخاصة الموسيقى، فقال: هذه الخطوة الجديرة بالإحترام كان ينبغي أن تحدث منذ سنوات طويلة.

 

ومع ذلك، فقد بات واضحاً اليوم للعالم أن جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة لا تستهدف الفلسطينيين فحسب، بل تشمل مخططات ضد العالم الإسلامي بأسره، وتسعى إلى فرض سيطرتها الكاملة على المنطقة.

 

الحملات الفنية تعكس وعياً عالمياً

أما عن الإجراءات المؤثرة التي يمكن أن تتخذها الحملات الفنية في مواجهة الكيان الصهيوني، قال الأستاذ مهدوي: تلعب الحملات دوراً محدداً في تحديد المواقف السلبية والإيجابية، بحيث إذا كان بعض شعوب العالم لا يزالون مترددين في تصديق خبث الصهيونية وسلوكيات نتنياهو اللاإنسانية، فإن هذه الحملات، من خلال عرض الحقائق وتنظيم فعاليات حقوقية ومطالب منطقية ومعقولة ضد الصهيونية، يمكن أن تساهم في إحداث تغييرات فعالة نحو إنهاء الحرب، وتحقيق السلام المستقر، وعودة الحياة الطبيعية لشعوب غزة وسوريا ولبنان. وجود هذه الحملات يعكس وعياً عالياً لدى مختلف شرائح المجتمع، باستخدام أدوات الفن والموسيقى التي يمكن أن توفر توعية مؤثرة.

 

الموسيقى أداة مناسبة في اللحظات الحساسة والمصيرية

وفيما يتعلق بكيفية مساهمة الفن في الدفاع عن غزة ومواجهة جرائم الكيان الصهيوني، قال الأستاذ مهدوي: الفن، وخاصة فن الموسيقى، لطالما لعب دوراً مؤثراً في تحفيز الناس وتهيئة الأرضية لمقاومة أكثر فاعلية، وهو عنصر أساسي في بناء السلام والصداقة بين الشعوب.

 

الموسيقى أداة مناسبة في مثل هذه اللحظات الحساسة والمصيرية على مستوى العالم. إنها لغة عالمية ومباشرة لنقل الرسائل غير المعلنة عبر قالب فني. وقد يكون تأثير ضغط الفنانين العالميين أكثر حسماً من ضغط الحروب العسكرية.

 

فكلما توسعت إنتاجات الثقافة السمعية والبصرية وانتشرت في وسائل الإعلام الجماهيرية المعروفة عالمياً، زاد الضغط على الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأخيراً نسأل الله النصر لجيش الإسلام على قوى الكفر، وظهور الإمام المهدي المنتظر(عج).

 

مقاطعة السينما الصهيونية

من جهة أخرى قاطع أكثر من 4 آلاف فنان عالمي السينما الصهيونية استجابة لنداء السينمائيين الفلسطينيين، حيث وقّع أكثر من 4 آلاف فنان عالمي على رسالة مفتوحة أعلنوا فيها مقاطعة السينما الصهيونية، احتجاجاً على استمرار قوات الاحتلال في حربها المدمرة ضد قطاع غزة منذ عامين.

 

وجاء في مقدمة الرسالة: «نتعهد بعدم عرض أفلام أو المشاركة فيها أو التعاون مع مؤسسات السينما الصهيونية، بما في ذلك مهرجانات القدس، وحيفا، ودوكافيف للأفلام الوثائقية، ودور العرض ومحطات البث وشركات الإنتاج المتورطة في الإبادة الجماعية والفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني».

 

وأضافت الرسالة: «في هذه اللحظة الحرجة من الأزمة، حيث تواصل حكومات عديدة دعم المجازر في غزة، علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لمواجهة التواطؤ في هذا الرعب المستمر».

 

وقد بدأت التواقيع بأسماء بارزة مثل خواكين فينيكس، إيما دارسي، لينا هايدي، روني مارا، إريك أندريه، إليوت بيج، وغي بيرس، ثم انضم إليهم المئات من بينهم: جوش أوكونور، تيلدا سوينتون، خافيير بارديم، برايان كوكس، أوليفيا كولمان، مارك روفالو، إيما ستون، آندرو غارفيلد، وجوناثان غليزر.

 

الفن كجبهة مقاومة

تتشكل اليوم جبهة ثقافية عالمية مقاومة من الموسيقى إلى السينما، ترفض التواطؤ مع الاحتلال، وتعيد تعريف دور الفنان كصوت للعدالة لا مجرد صانع للمتعة. هذه الحركات لا تكتفي بالاحتجاج، بل تسعى لتغيير الواقع، عبر أدوات الفن التي تتجاوز الحدود وتخاطب الضمير الإنساني مباشرة.

 

المصدر: الوفاق/ خاص