في ظل اعتراف دولي غير مسبوق بدولة فلسطين

تحذيرات دولية للاحتلال من خطورة ضمّ الضفة الغربية

حذّر مسؤولون غربيون الكيان الصهيوني من المضي في خطوة ضم أجزاء من الضفة الغربية كردّ على إقدام دول غربية إعلانها رسمياً الاعتراف بدولة فلسطين.

في حين حذّرت السعودية من أن أي خطوة لضم أجزاء من الضفة الغربية، حتى لو اقتصرت على غور الأردن، ستؤدي إلى إغلاق الباب أمام أي مسار للتطبيع.

والأحد، أعلنت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، اعترافها بدولة فلسطين، ليرتفع عدد الدول التي اتخذت هذه الخطوة إلى 153 دولة، من أصل 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة.

بدورها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، رغم أهميته، لا يكتمل دون وقف فوري لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة. وفي اليوم الـ717 من حرب الإبادة على غزة، واصل جيش الاحتلال الصهيوني قصف المباني السكنية ومخيمات النازحين، وأكدت وزارة الصحة في بيان لها استقبال مستشفيات القطاع 61 شهيدا و220 مصابا خلال 24 ساعة.

 

*الرياض ترفض أي مشروع ضمّ في فلسطين

في التفاصيل، كشفت القناة 12 الصهيونية أن السعودية وجهت رسالة شديدة اللهجة إلى حكومة الاحتلال الصهيوني حذّرت فيها من أن أي خطوة لضم أجزاء من الضفة الغربية، حتى لو اقتصرت على غور الأردن، ستؤدي إلى إغلاق الباب أمام أي مسار للتطبيع، وتهدد بتقويض اتفاقيات “أبراهام”. التحذير جاء عشية التصويت المرتقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعلى المبادرة الفرنسية – السعودية المطروحة بهذا الخصوص.

وبحسب القناة، فقد نقل مسؤولون سعوديون رسائل واضحة تفيد أن الرياض ترفض تماماً أي مشروع ضم، معتبرة أن مثل هذه الخطوة ستكون لها “تداعيات كبيرة على جميع المستويات”. وأشارت المصادر إلى أن السعودية تملك أوراق ضغط متعددة، تشمل أدوات اقتصادية وأمنية، وحتى احتمال إغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات الصهيونية، وهو ما سينعكس مباشرة على كل صهيوني يسافر إلى الخارج.

 

*مسؤولون أوروبيون وأمريكيون يحذرون الكيان

وقالت القناة 12 الصهيونية: إن مسؤولين أوروبيين وجهوا رسالة تحذير حادة إلى مسؤولين في حكومة الاحتلال، على خلفية بحث الحكومة فرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية كرد على القرارات الدولية الأخيرة.

ووفق القناة، قال المسؤولون الأوروبيون للمسؤولين الصهاينة: إذا كان نتنياهو وحكومته يريدون تدمير ما بُني في الشرق الأوسط، فسيتحملون العواقب.

في السياق نفسه، أفادت القناة بأن دوائر قريبة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب حذّرت هي الأخرى من أن أي خطوة ضم ستضر بعلاقات واشنطن مع العواصم العربية. ووفق التقديرات في فلسطين المحتلة، فإن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو سيحدد موقفه النهائي بعد لقائه مع ترامب، ويرجّح أن يتجنب إعلان ضم، موجهاً ردّه السياسي نحو فرنسا والسلطة الفلسطينية.

وفي يوليو/ تموز الماضي، أيد الكنيست الصهيوني بالأغلبية إعلانا يدعم ضم الضفة، وسط دعوات من وزراء “الليكود” ورئيس الكنيست الصهيوني أمير أوحانا إلى تنفيذ الضم فورا.

 

*”حماس” تدعو لعزل الكيان المارق

من جهتها أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، رغم أهميته، لا يكتمل دون وقف فوري لما وصفته بحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة.

وفي بيان صحفي، دعت الحركة المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية لعزل الكيان المارق، ووقف كافة أشكال التعاون معه، بما في ذلك الدعم العسكري والسياسي، معتبرة أن استمرار العلاقات مع الاحتلال يمثل تواطؤاً مع جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

وشددت حماس على أن مقاومة الشعب الفلسطيني هي حق طبيعي كفلته القوانين والمواثيق الدولية، داعية العالم إلى دعم هذا الحق المشروع، وإسناد صمود الفلسطينيين في وجه العدوان المتواصل.

 

*الاحتلال يحاصر الفلسطينيين بالنار

واصل جيش الاحتلال الصهيوني -منذ فجر الاثنين- شن سلسلة غارات وهجمات عنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد وجرح العشرات بينهم أطفال ونساء، وسط استمرار عمليات القصف الجوي والمدفعي وتفجير العربات المفخخة، وتجديد الإنذارات الصهيونية بضرورة إخلاء مدينة غزة والتوجه جنوبا.

وقالت مصادر طبية فلسطينية إن 18مواطنا على الأقل استشهدوا منذ ساعات الفجر، بينهم 14 في مدينة غزة وحدها، كما أصيب العشرات بجراح متفاوتة.

وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين في قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الديري في حي الصبرة (جنوبي مدينة غزة) في حين استشهد طفل وأصيب آخرون في قصف استهدف مركبة مدنية شرق بلدة الزوايدة (وسط القطاع).

وبحسب المصادر ذاتها، لا يزال عدد من المدنيين محاصرين داخل أبراج حي تل الهوا في غزة، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي وعمليات تفجير ينفذها جيش الاحتلال الصهيوني منذ أيام.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن قوات الاحتلال حرب إبادة جماعية على قطاع غزة بدعم أميركي مطلق، مما أسفر عن استشهاد 65 ألفا و283 فلسطينيا، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة 166 ألفا و575 آخرين، بحسب وزارة الصحة في غزة. كما تسببت المجاعة المرتبطة بالحصار الصهيوني في وفاة 442 شخصا، بينهم 147 طفلًا.

 

*الاحتلال يقتحم جامعة بيرزيت في الضفة

في غضون ذلك اقتحم جيش الاحتلال الصهيوني، فجر الاثنين، جامعة بيرزيت شمال مدينة رام الله بالتوازي مع حملة اعتقالات واسعة في نابلس وجنين وطولكرم والخليل وبيت لحم في الضفة الغربية أسفرت عن إصابات وأعمال تدمير وحرق للمنازل.

ومنذ طوفان الأقصى، اسفرت هجمات جيش الاحتلال الصهيوني والمستوطنون الصهاينة في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن استشهاد 1042 فلسطينياً، وإصابة نحو 10 آلاف و160، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفا، بحسب معطيات فلسطينية رسمية.

واستولى مستوطنون، مساء الأحد، على منزل فلسطيني وسط حي سكني بمدينة الخليل جنوبي الضفة، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا”.

وفي تطور آخر، أحرق مستوطنون فجر الاثنين، مركبة فلسطينية وخطوا شعارات باللغة العبرية في حي النتش بمدينة الخليل، وذكر المواطن الفلسطيني إسحاق إدريس، أن مجموعة من المستوطنين هاجموا الحي وأحرقوا مركبة لعائلته.

المصدر: الوفاق/ وكالات