إذا أردنا أن نفعل دور المسجد في الواقع المعاصر للمسلمين فلابدّ أن نعمل على أمور عدة:
– أولاً: يجب الاهتمام بالمسجد بوصفه منشأة لها مكانتها ودورها الفاعل في المجتمع، وليست فقط مكانا للصلاة، بل المسجد هو ملتقى المصلين في اليوم والليلة وفي الجمع والأعياد وغيرها من المناسبات؛ لذا ينبغي الاعتناء بتوفير المستلزمات الخاصة في تفعيل دور المسجد الشرعي والمجتمعي، فيجب أن تكون هناك أماكن لحفظ القرآن للفئات العمرية المختلفة، وأماكن للدروس الشرعية العامة والمتخصصة، وأماكن للاعتكاف، وأماكن لعقود النكاح والديوانية الخاصة برواد المسجد والمكتبة الورقية والالكترونية.
– ثانياً: اختيار المؤذين والأئمة وفق معايير محددة من الفهم والعلم، وأن يكون لديهم القدرة على إدارة مرفق المسجد بمكوناته. وقد يحتاج هذا تنمية مهاراتهم عن طريق التدريب والدراسة المتواصلة، وإحاطتهم بما يدور حولهم في المجتمع من متغيرات عن طريق المراكز البحثية التي تولي اهتمامها بدراسة المجتمع؛ بغية تغيير الواقع إلى ما هو أفضل؛ حتى نصل إلى الواقع المنشود، كما أن توفير الإمكانات اللازمة لهم لهذه المهمة العظيمة تجعلهم يؤدون رسالتهم بفاعلية.
– ثالثاً: تنظيم ممارسة العمل الاجتماعي داخل المساجد لتفعيل هذا الدور وعودة المسجد إلى ما كان عليه، في حث الشباب والأطفال على الصلاة في المسجد، وحضور دروس التحفيظ والمحاضرات والدورات الشرعية، وتفعيل الدروس المنهجية والعلمية واستدعاء العلماء والمشايخ ولا سيما في شهر رمضان.
– رابعاً: تفعيل الدور الاقتصادي للمسجد، ويتمثل هذا الدور في رعاية الفقير، وكفالة اليتيم، والسعي على المسلمين بجهد تطوعي، وما كان الوقف إلا صورة من الصور المضيئة لهذا الدِّين؛ حيث يقتطع إنسان جزءاً من ماله يدوم نفعه للمسلمين زماناً طويلاً؛ فيؤجر في كل لحظة تمر عليه.
– كلّ هذا يأتي في إطار الضوابط الأخلاقية والتنظيمية لمؤسسات الدولة، التي تجعل المسجد في صورة مميزة بوصفه مرفقا حيويا في المجتمع.