كلنا نعلم أن فترة الدفاع المقدس مهمة جداً بالنسبة لإيران، ولهذا السبب تم إنتاج أنواع مختلفة من المتاحف والأفلام والمسرحيات حول هذا الموضوع، حتى يتمكن الجميع من التعرف جيداً على تفاصيل الحرب. كما أن هذه المتاحف يمكن أن تذكرنا بالجهود والصعوبات التي تحملها الشعب الايراني من أجل حماية إيران، ويجب علينا أن نحافظ على قداستها.
متحف الدفاع المقدس في طهران هو واحد من أكبر وأكمل المتاحف في طهران، حيث يعرض جميع تفاصيل فترة الدفاع المقدس بشكل كامل. يقع هذا المتحف في حديقة الماء والنار «آب وآتش»، كذلك يعرض متحف الدفاع المقدس أسماء الشهداء الكاملة وأنواع الحروب والقاعات المختلفة، ويقدم هذا المتحف، من خلال الاستفادة من رؤية الفنانين الممزوجة بالفن، صورًا من مقاومة خرمشهر (من لحظة الاحتلال، الدفاع والتحرير) أمام زوار المتحف.
يتكون متحف حديقة الثورة الإسلامية والدفاع المقدس من عدة قاعات وقسم نهائي (نصب الدفاع المقدس التذكاري)، وفيما يلي قاعات المتحف:
– قاعة الفراشات: من بين القاعات المختلفة في هذا المتحف، هي قاعة الفراشات، وهي وحدها تحمل طابعاً متحفياً. تم تخصيص هذه القاعة للتعريف بقادة فترة الدفاع المقدس. أما القاعات الأخرى فذات طابع حدثي، حيث يمكن مشاهدة جميع أحداث فترة الدفاع المقدس بشكل حي وفي نفس الأجواء. سميت هذه القاعة بالفراشات تخليداً لذكرى شهداء حرب السنوات الثماني المقدسة، وكذلك للتعريف بالقادة الشهداء.
– قاعة العتبة: ذات الجدران العالية واللون الأبيض مُغطاة بالصور والأفلام المتعلقة بفترة الثلاثينيات إلى الستينيات في إيران حتى انتصار الثورة الاسلامية، والتي تُعرض في شاشات صغيرة مدمجة في الجدران. وتعرض الأيام الأولى للحرب المفروضة في هذه القاعة. وتشمل أجزاء أخرى من هذه القاعة جدار كتابة الشعارات الذي يُعرض رقمياً مع مؤثرات صوتية وعبوات رش ملونة، وتُعرض صور المناضلين البارزين في تلك الفترة مثل السيد محمد طباطبائي، ستارخان، باقرخان وغيرهم. كما تعرض في هذه القاعة أفلام لمظاهرات عام 1978م. هناك أيضاً واحد وعشرون بندقية أو سلاحاً للجيش مطلية باللون الذهبي، وُضعت زهرة القرنفل في فوهة كل واحدة منها، وهي محفوظة داخل صندوق زجاجي وترمز إلى يوم 21 بهمن عندما انضم الجيش إلى الثورة، وفقاً لقول الإمام الخميني(قدس) الذي قال: «لا تتقاتلوا مع الجيش وبدلاً من ذلك قدموا لهم الزهور»، نتجه قليلاً إلى الأمام، تم تجسيد حادثة هبوط المروحية الامريكية في طبس، وأحد محركات هذه المروحية عُرض مع تشبيه هذا الهبوط بقصة أصحاب الفيل في القرآن الكريم. في نهاية هذا القسم، وفي نهاية الجدار الأبيض، نشاهد صورة الإمام الخميني(قدس) أثناء خروجه من الطائرة القادمة من فرنسا.
– قاعة الدهشة والواقع: تعرض مقاومة الشعب الإيراني في الحرب الصدامية المفروضة. ففي الأيام التي كان فيها الشعب يحتفل بانتصار الثورة الاسلامية وهي في طور التشكّل، باغت الهجوم الصدامي على إيران بدعم من أمريكا. وقد أثبت الشعب الإيراني خلال دفاعه عن أرضه في الحرب المفروضة حقه في الدفاع عن القيم أمام العالم، وهو الحق الذي يتم تجسيده في هذه القاعة.
– قاعة الدفاع: تعرض قاعة الدفاع البنية الدفاعية للبلاد، من الجيش والتعبئة وصولاً إلى القوات الشعبية؛ أولئك الذين بذلوا الجهود في الدفاع عن الأرض ووحدة الأراضي الوطنية. ويُعرض هذا الدفاع إلى جانب استخدام المعدات الحربية.
– قاعة الهدوء: قاعة الهدوء تروي أيام الحرب والدفاع عن ارض الوطن؛ أيام كانت رغم صعوبتها ومشاقها مصحوبة بهدوء للدفاع عن قيم الثورة.
– قاعة الشهادة: تقسم قاعة الشهادة إلى سبع مراحل. في هذه القاعة تُصوَّر الشهادة من النية إلى العروج. العظمة والقيمة والمكانة والقرب للشهيد والشهادة تتجلى بشكل ملموس في هذه القاعة.
– قاعة النهاية: قاعة النهاية هي القاعة الأخيرة في متحف الحديقة. تتميز هذه القاعة بجو مختلف عما قيل حتى الآن عن الحرب. بعد مرور الزوار بالمراحل السابقة، يصلون إلى أعلى نقطة في متحف الحديقة حيث يواجهون النصب التذكاري، الصور، التماثيل وبقايا الحرب المفروضة ويقدمون لها الاحترام.
– قاعة النصر وشارع باسم ایران: تعرض هذه القاعة انتصارات الإيرانيين خلال فترة الحرب المفروضة. من معالم هذه القاعة يمكن الإشارة إلى ما يلي: أحداث نهاية الحرب التي تُعرض مع صور من أجواء الأيام الأخيرة للحرب. عمل فني مصنوع من الحبال يرمز إلى مصير صدام وعقوبة الإعدام التي نالها، كما يُبث مقطع «هذا النصر المبارك» الذي يخص فتح خرمشهر، ويوجد هنا شارع يسمى شارع إيران. في هذا الشارع فيه إحصائيات شهداء كل محافظة من محافظات إيران، واسم كل شهيد يظهر على لافتة زرقاء.
– مسجد جامع خرمشهر: يُعد أحد أهم المساجد التي كانت خلال فترة الدفاع المقدس محورًا لملحمة المقاومة، وهو مسجد جامع خرمشهر، وإذا لم يكن موجودًا، لما كانت هناك مقاومة. في الواقع، أقدس نقطة في خرمشهر، مركز الثقل وركيزة الدفاع البطولي لهذه المدينة، هو مسجد جامع، كان المسجد نقطة أمل للمقاتلين في السيطرة وتطهير المدينة، وأصبح خالدًا بعملية بيت المقدس. المسجد يذكر دائمًا بالذكريات التي يمكنها أن تحكي كل شيء عن فترة الدفاع المقدس التي استمرت ثماني سنوات.
– قاعة الدفاع والخنادق: أهم جزء في هذه القاعة هو إعادة بناء خنادق خلف الجبهة. أكياس التراب المكدسة فوق بعضها لتشكيل جدار توجهنا إلى داخل الخندق. تماثيل لبعض الشخصيات السياسية نراها أيضاً في هذه الخنادق. وحتى هنا توجد خنادق ما يسمى بالباردة والساخنة «نقاط المناطق الحارة والباردة في البلاد خلال فترة الحرب». في نهاية الخندق، يُفتح باب غرفة وندخل إلى الخندق الساخن. هنا نشعر بحرارة شديدة في وجهنا تجعلنا نرغب في الخروج بسرعة، وعندما نفتح باب الخروج نصل إلى الخندق البارد الذي من شدة البرد نرغب في الخروج بسرعة. داخل الخنادق يجلس بعض المقاتلين ويصلون أو يستريحون. بعضهم يرتدي ملابس دافئة والبعض الآخر ملابس باردة، بعد الخروج من الخندق، هذا الصالون يعرض الهيكل الدفاعي للبلاد، من الجيش والتعبئة إلى القوى الشعبية..
– قاعة عاشوراء: من الخارج، تبدو هذه القاعة مكانًا جذابًا عند النظر إلى المدخل. ستائر خضراء اللون على جانبي المدخل مفتوحة تدعو للدخول، وممر واسع يقودنا إلى القاعة، وعلى السقف مرايا تشبه الثريات، تهدف إلى استحضار رمز «الشهداء يرونكم مثل المرآة». في نهاية الممر، یوجد تشبيه لضريحين، على اليمين تشبيه لضريح أبي عبد الله الحسين(ع) وعلى اليسار تشبيه لضريح أبي الفضل العباس(ع) في محاكاة دقيقة. وعلى الجانب الآخر توجد قبور تعرض صورًا لمناطق كربلاء المقدسة وبعض قبور الشهداء. وهذا المكان يرمز إلى أن الشهداء هم من يكملون مسيرة الإمام الحسين(ع).
في الفضاء الخارجي لهذا المتحف، تم وضع سيارات داخل صناديق زجاجية، وهذه السيارات تعود لبعض شهداء الطاقة النووية مثل الشهيد شهرياري وغيرهم. بعض هذه السيارات كانت تستخدم أيضاً لنقل المقاتلين في جبهة المقاومة.