موناسادات خواسته
في قلب لحظة تاريخية من الحزن والوفاء، وقف الفنّان الإيراني “مسعود نجابتي” أمام تحدٍّ فني وروحي استثنائي: تصميم حجر مزار الشهيد السيد حسن نصرالله. لم يكن المشروع مجرد مهمة معمارية، بل كان فعلاً مقاوماً، يحمل في تفاصيله روح الشهادة، ويمتزج فيه الخط بالرمزية البصرية، ليصبح شاهداً على مسيرة رجل تجاوزت تأثيراته حدود الجغرافيا والسياسة. وبهذه المناسبة، أجرينا حواراً مع الأستاذ نجابتي مصمم وخطاط حجر مزار الشهيد نصرالله، ونكتشف كيف يتحول الفن إلى سلاح ناعم في جبهة المقاومة، وكيف تُكتب الرواية بالصورة قبل الكلمة. وفيما يلي نص الحوار:

– قلة التكلفة: مقارنةً بالسينما أو المسرح، يمكن إنتاجه بموارد بسيطة.
– اللغة العالمية: الصورة لا تحتاج إلى ترجمة، وهي مفهومة للجميع.
ويضيف: لدينا فنانون من عشرات الدول، من أميركا اللاتينية إلى شرق آسيا، نتواصل معهم عبر الصورة فقط. في آخر فعالية عن “الهولوكوست الصهيوني” تحت عنوان “هولوسايد”، شاركت 75 دولة دون أن نعرف لغاتهم، لكن الصورة كانت كافية.
ويضيف: هناك بعض الأعمال التي، بصرف النظر عن موضوعها، تكون جميلة ومؤثرة لدرجة أنها تُرى كعمل فني مستقل، ويمكن أن تُعرض عالمياً ويتداولها الناس. لكن هناك أيضاً أعمال تُنتج بناءً على أهمية الموضوع أو الشخصية المرتبطة بها، وهذا أمر بالغ الأهمية.
على سبيل المثال، عندما نتحدث عن شخصية مثل السيد حسن نصر الله، أو شخصية مثل الشهيد الحاج قاسم سليماني، أو الشهيد السنوار أو محمد الضيف، أو أحداث كبيرة مثل “طوفان الأقصى”، أو حرب الـ33 يوماً في لبنان، أو في إيران، الدفاع المقدس، أو شخصيات بارزة وعمليات كبيرة مثل كربلاء 5 وبيت المقدس، فإن هذه الأحداث تمنح العمل الفني قيمة ومكانة، وتجعله يُرى ويُقدّر، ويُكرّم الفنان الذي أنجزه.
وأنا شخصياً ربما أكون من أولئك الذين نالوا هذا التوفيق، حيث أن معظم أعمالي التي أُنتجت في جبهة المقاومة، نالت الاهتمام والتقدير بفضل أهمية الموضوع أو الشخصية التي تناولتها.
وكذلك الأمر بالنسبة لخبر استشهاد السيد حسن نصرالله، أو مراسم تشييعه، التي ترافقت مع شعار “إنّا على العهد”، فكل هذه العناصر استمدت قيمتها من عظمة شخصية الشهيد السيد حسن نصر الله.
إن عظمتهم جعلت أعمالي تبدو عظيمة في أعين الآخرين، وقد نلت بفضل عملي لهؤلاء الكبار شيئاً من المكانة والإحترام.
ويختم بالقول: كنا يوماً صوتاً واحداً، واليوم أصبحنا تياراً عالمياً. صحيح أننا لا نملك الصواريخ، لكننا نملك الرواية، والفن هو سلاحنا. كما قال أحد الكبار: ما يهزم الكفر العالمي ليس السلاح، بل الفن الذي يحمل رسالة الحق.