وکتب “رضا صالحي اميري” في مذكرة بمناسبة أسبوع السياحة: اليوم العالمي للسياحة، ليس مجرد احتفال رمزي، بل هو فرصة لإعادة النظر في العلاقة بين البشر والثقافة والطبيعة، وللتأمل في كيفية جعل هذه الصناعة محركا للتحول المستدام وکیفیة جعلها بمثابة هندسة المستقبل المشترك للبشرية.
شعار هذا العام، “السياحة والتحول المستدام”، ليس مجرد رسالة ترويجية، بل هو بيان عالمي يؤكد مسؤولية الجميع تجاه التراث الطبيعي والثقافي وتجاه الأجيال القادمة.
وقال إن إيران تحظى بمكانة خاصة في هذا المنظور العالمي. إن إيران ليست مجرد بلد ذي تاريخ عريق؛ بل هي نظام حضاري وأرض مليئة بالأسرار حیث يتشابك فيها التاريخ والطبيعة، والثقافة والمعنویة، والتنوع المناخي والبشري.
وأضاف: من الصحاري الصامتة إلى غابات هيركاني، ومن شواطئ الخليج الفارسي الزرقاء إلى قمم جبال البرز البيضاء، ومن الطقوس القديمة إلى مواقع التراث العالمي المسجلة مثل برسبوليس ونقش جهان، فإن إيران ليست مجرد وجهة، بل تجربة حضارية للإنسانية؛ تجربة تظهر كيف يمكن إقامة صلة إبداعية بين الماضي والمستقبل، والتقاليد والابتكار، والثقافة المحلية والعالمية.
وتابع قائلا: من هذا المنظور، لا تعد السياحة بالنسبة لإيران مجرد نشاط اقتصادي، بل هي استراتيجية وطنية ومسؤولية عالمية. وتهدف سياساتنا في الحكومة الرابعة عشرة إلى تحويل السياحة إلى محرك للتنويع الاقتصادي، وأداة للدبلوماسية الثقافية، ومركز للتماسك الاجتماعي ونحن نؤمن بأن يجب أن تكون السياحة الإيرانية جسرا للحوار بين الأمم، وليس مجرد طريق للتبادل الاقتصادي.
وقال وزير التراث الثقافي إن السياحة الذكية التي تعتمد على التقنيات الحديثة من شأنها أن تجعل تجربة السفر إلى إيران أكثر كفاءة وجاذبية وفي هذا الإطار، تعد المهرجانات والطقوس الثقافية تراثا حيا ونابضا بالحياة، يُمكّن من تقديم إيران كمركز للحيوية الاجتماعية والدبلوماسية الثقافية.
وأکد أن تراث إيران العالمي یعد رصيدا استراتيجيا يجب تقديمه دوليا، ليس فقط كمعالم تاريخية، بل أيضا كرسائل حضارية من إيران إلى العالم.
وقال “رضا صالحي اميري” إن إيران تقدم اليوم نموذجا عالميا يجمع بين الإصلاحات المؤسسية والدعم المالي والدبلوماسية الثقافية الذكية. هذا النموذج یدل علی أن السياحة يمكن أن تصبح محركا للتنمية المستدامة، وأداة لتعزيز المكانة الدولية، وقناة للحوار الحضاري.
وأضاف أن دبلوماسية السياحة، وخاصة من خلال التعاون الإقليمي مع دول الخليج الفارسي والقوقاز وآسيا الوسطى والعالم الإسلامي، لقد منحت بعدا جديدا لمكانة إيران ولا يقتصر هذا التعاون على التبادل السياحي فحسب، بل يشمل أيضا بناء شبكة ثقافية واقتصادية تسهم في السلام والصداقة والتكامل الإقليمي.
وأکد أن إيران مستعدة لبدء فصل جديد من ازدهارها الثقافي والاقتصادي والحضاري؛ فصل لن تكون فيه صورة إيران في أذهان شعوب العالم مجرد وجهة سياحية، بل ستکون تجربة حضارية ورؤية استراتيجية لمستقبل البشرية.