وفي كلمة له في الجلسة العلنية لمجلس الشورى الإسلامي،اليوم الاحد، قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي: “تعتبر الجمهورية الإسلامية الايرانية آلية “سناب باك” (Snapback) وإعادة تفعيل قرارات العقوبات الصادرة عن الأمم المتحدة إجراء غير قانوني، وبما أن روسيا والصين، كعضوين دائمين في مجلس الأمن، صرحتا بشكل رسمي وعلني على عدم قانونية هذا الإجراء، فلا يوجد أي التزام على أي دولة بالامتثال لهذه القرارات.”
وأضاف رئيس مجلس الشورى الإسلامي: “لا ترى إيران نفسها ملزمة بالامتثال لهذه القرارات غير القانونية، ومنها تعليق تخصيب اليورانيوم، ونؤكد أن حقنا في التخصيب لا يزال مدعوما بموجب القوانين الدولية”.
ومضى بالقول انه سبق أن تم الاشارة الى أن العقوبات المنصوص عليها في هذه القرارات لا تُعد ذات أهمية تُذكر مقارنة بالعقوبات الأمريكية.كما أن تفعيل هذه القرارات العقابية في الأمم المتحدة يواجه عقبات قانونية جوهرية، نظرا لعدم قانونية استخدام آلية الزِناد (سناب باك) ولعدم اعتراف روسيا والصين، كعضوين دائمين في مجلس الأمن، بشرعيتها.
وأكد رئيس السلطة التشريعية: “نعلن في الوقت نفسه أنه إذا ما حاول أي بلد اتخاذ إجراء ضد إيران استنادا الى هذه القرارات غير القانونية، فسيواجه برد مماثل وحازم من إيران، وستشهد الترويكا الاوروبية التي تقف وراء هذا الإجراء غير القانوني ردّنا الصارم ايضا”.
إيران استخدمت جميع السُبُل للتوصل إلى اتفاق مع الطرف المقابل
وتابع قالیباف مخاطبا الشعب الإيراني: “لقد استخدمت إيران جميع الوسائل الدبلوماسية، في إطار الحفاظ على المصالح الوطنية، سعيا لحل هذه المسألة أو تأجيلها، وكان اتفاق القاهرة مجرد واحدة من تلك الوسائل. وأطلب من أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي ووزارة الخارجية أن يوضحوا للشعب تفاصيل الجهود المبذولة، والاتفاقيات المبرمة، وخيانات الطرف المقابل.”
ولفت الى ان الإصرار على تفعيل آلية الزناد (سناب باك) بشكل غير قانوني، رغم المرونة التي أبدتها إيران، يؤكد عدة نقاط جوهرية:” أولا، بالنسبة للغرب، فإن التفاوض يعني في واقعه خداع وضغط بهدف نزع السلاح الصاروخي الإيراني. وثانيا، فقد اعلنوا ان الشرط الوحيد لتمديد آلية “سناب باك” لستة أشهر فقط،هو التفاوض مع الولايات المتحدة وتمكين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول الكامل، كما أعلنت الولايات المتحدة أحد شروطها المسبقة للتفاوض مع إيران للحد من مدى صواريخها. أليس هذا مجرد تقسيم عمل مُخطط له بكلمات جميلة لتقليص قوة إيران الصاروخية؟”
العامل الأساسي لحماية المصالح والأمن الوطني الإيراني هو القوة فقط
وصرّح رئيس مجلس الشورى الإسلامي قائلا: “الأمر الثالث الذي تأكد مجددا هو أن العامل الوحيد لحماية المصالح والأمن الوطني الإيراني هو القوة، فقط القوة. لم يُغلَق باب الدبلوماسية كوسيلة للدفاع عن الحقوق الوطنية في نظام الجمهورية الإسلامية ولن يُغلَق أبدا، لكنه اليوم أصبح واضحا لكل مراقبٍ منصف أن الدبلوماسية دون تعزيز عناصر القوة ليست سوى أداة للضغط”.
وأكد رئيس السلطة التشريعية: “يسعى البعض إلى تصوير تفعيل آلية سناب باك على أنه مقدمة للحرب، متجاهلين الحقائق البديهية. لقد رأى شعبنا أن الكيان الصهيوني والرئيس الأمريكي غير المحترم لا يحتاجان إلى ذرائع قانونية لأعمالهما العدوانية؛ فلم يكترثا بالمنطق القانوني لا حين هاجما إيران وسط المفاوضات، ولا حين استهدفا سورية وقطر ولبنان”.
ونوّه إلى ان السبب الحقيقي الذي منع الصهاينة من مهاجمة ايران حتى اليوم ليس هو عدم تفعيل آلية سناب باك، بل لأنهم يدركون أن أي هجوم جديد عليهم سيؤدي الى هزيمة أقسى من سابقاتها.معتبرا ان السبيل الوحيد لردع العدو عن مهاجمة إيران هو تعزيز عناصر القوة، خصوصا القدرات الدفاعية والتماسك الوطني.
الحفاظ على التماسك الوطني في مواجهة العدو ضرورة وطنية اليوم
و حول كيفية مواجهة الظروف الراهنة، اوضح قاليباف: “لدينا نحن المسؤولين واجبات عديدة في هذا الصدد، لكن يبدو أن التركيز على أمرَين، اللذين سبق التأكيد عليهما مرارا، يكتسب أهمية بالغة: أولا، حل المشكلات المعيشية وتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب، وثانيا، الحفاظ على التماسك الوطني في مواجهة العدو”.
إرث الشهيد نصر الله هو الشباب المخلصون لقضية تحرير فلسطين وغزة في جميع أنحاء العالم
وفي جزء آخر من كلمته، قدّم قالیباف التعازي والمواساة إلى مجاهدي حزب الله، والشعب اللبناني، والأمة الإسلامية بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد المجاهد الكبير والراية الخالدة للمقاومة، الشهيد السيد حسن نصر الله، قائلا: “لقد كرّس سيدنا العزيز حياته المباركة والفعّالة لرفع شأن المسلمين، وتحرير فلسطين، وبخاصة لتأمين الراحة والأمن لشعب لبنان. ووقف شجاعا في وجه الكيان الصهيوني المعتدي الوحشي، الذي لا هدف له سوى تدمير لبنان وتمهيد الطريق لإقامة ما يدّعيه “إسرائيل الكبرى”. وباعتماد الشهيد نصرالله على العقيدة الإلهية، وإيمانه بقوة الشعب، واستخدامه للعقل والتدبير والشجاعة الفريدة في العالم الإسلامي، دحر العدو وحمى أبناء لبنان”.
وأضاف: “الأساس الذي وضعه الشهيد نصر الله في لبنان له اليوم أتباعٌ في جميع أنحاء العالم، كل منهم ينبوع فوّار للمقاومة والاستعداد للتضحية بالنفس. لقد استهدفوا جسده، لكن فكره اجتاح العالم، واستولى على قلوب الشباب الواعي والحرّ في كل مكان، وأذلّ عدوه إلى الأبد. إن إرث نصر الله الحقيقي هو هؤلاء الشباب المخلصون لقضية تحرير فلسطين وغزة في جميع أنحاء العالم، والذين سيكتبون التاريخ بعكس إرادة المستكبرين، متّبعين توجيهات معلّميهم”.
8 اعوام من الدفاع المقدس كشفت عن قمة القدرات الإنسانية لشعب هذه الأرض المقدسة
وفي بداية كلمته، أشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي إلى أسبوع الدفاع المقدس، الذي يُذكّر بأمجاد الشعب الإيراني الخالدة في مواجهة عدوان الأعداء، وقال: “نتذكر كيف كشفت تضحيات ثمانية أعوام من الدفاع المقدس (الحرب الايرانية-العراقية المفروضة/1980-1988) عن قمة القدرات الإنسانية لشعب هذه الأرض المقدسة، وعزّزت النظام الإسلامي على أساس الإيمان، والديمقراطية الدينية، وولاية الفقيه، كما قال سماحة قائد الثورة الإسلامية: الشهداء هم النجوم المرشِدة، والشهادة هي مكافأة المجاهدة”.
واستطرد قاليباف قائلا:”اليوم، دروس تلك الحقبة، كالإصرار على طريق الله والوحدة حول محور الولاية، تساعدنا في اختبارات اليوم، مثل الدفاع المقدس الذي استمر 12 يوما ضد عدوان الصهاينة المجرمين، وتثبت أن مواجهة الشعب للعدو والقائمة على القيم الإلهية، بين الحق والباطل، دائما منتصرة. نحيي ذكرى الشهداء والمجاهدين، ونلتزم بمواصلة طريقهم في خدمة الشعب ورفع شأن إيران الإسلامية”.