بمناسبة يوم تكريمهم..

قادة شهداء خُلّدوا في صفحات الكتب

الوفاق: تكريم القادة الشهداء لا يقتصر على يوم في التقويم، بل هو فعل مستمر في الذاكرة الوطنية، وفي كل كتاب يسرد بطولاتهم، وفي كل قلب ينبض بالوفاء لتضحياتهم. لقد رسموا بدمائهم طريق النصر، وتركوا لنا إرثاً من العزة والكرامة.

في صفحات التاريخ، هناك أسماء لا تُمحى، وأرواح خُلّدت في ذاكرة الوطن. في 29 سبتمبر 1981م، إرتقى خمسة من كبار قادة الدفاع المقدس إلى مرتبة الشهادة، تاركين خلفهم إرثاً من البطولة والتضحية، هم الفريق الشهيد ولي‌الله فلاحي، الفريق الشهيد جواد فكوري، الفريق الشهيد موسى نامجو، الفريق الشهيد يوسف كلاهدوز، والفريق الشهيد محمد جهان‌آرا. وقد تم تسجيل هذا اليوم في التقويم الرسمي الإيراني باسم ”يوم تكريم القادة الشهداء في الدفاع المقدس”. منذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم مناسبة وطنية لتكريمهم، واستحضار سيرهم التي نُسجت في كتب ومؤلفات تروي قصصهم للأجيال. في هذا المقال، نستعرض بعض الكتب التي وثّقت حياة هؤلاء القادة.

 

 

يوم تكريم القادة الشهداء في الدفاع المقدس
في 17 أكتوبر 2014 م، وباقتراح من اللواء بهمن كاركر، رئيس مؤسسة حفظ آثار ونشر قيم الدفاع المقدس، تم اعتماد هذا اليوم رسمياً لتكريم هؤلاء القادة من الجيش والحرس الثوري الذين استشهدوا أثناء أداء واجبهم الوطني.
بعد نجاح عملية “ثامن الأئمة”، توجه القادة الخمسة لتقديم تقرير إلى الإمام الخميني (قدس) على متن طائرة C-130، برفقة أربعين راكباً، بينهم 27 جريحاً و32 شهيداً من العملية. لكن الطائرة تحطمت على بعد 30 كيلومتراً من مطار “مهرآباد”، واشتعلت فيها النيران، مما أدى إلى استشهاد 49 شخصاً، بينهم القادة الخمسة.

 

 

الشهيد “جواد فكوري”

 

– “بالاتر از برواز” أي “فوق الطيران”: سيرة حياة الفريق الشهيد جواد فكوري، من تأليف “أصغر فكور” ضمن سلسلة “قصص القادة”. يروي الكتاب قصة حياة أحد أبرز قادة القوات الجوية الإيرانية وهو اللواء الطيار جواد فكوري.

 

 

وُلد الشهيد فكوري في تبريز، وتخرّج من كلية الطيران التابعة لجامعة القوات الجوية في إيران وأمريكا. بعد انتصار الثورة الإسلامية عام 1979م، عاد إلى الخدمة في القوات الجوية للجيش الإيراني، وشارك في تصميم وتنفيذ عمليات جوية بارزة خلال الحرب المفروضة، منها عملية “كمان 99″، وعملية “H-3”.

 

– “وصف تو عاشقانه ‌ترين وصف عالم است” أي “أجمل وصف في العالم هو وصفك”: ذكريات من حياة الفريق الشهيد جواد فكوري، جمعه “عبد الرحيم سعيدي ‌راد” وتم نشره عام 2011 م، في دار كتاب مسافر.

 

 

الشهيد “ولي ‌الله فلاحي”

 

– “أم‍ی‍ر خ‍س‍ت‍كي ‌ن‍اب‍ذی‍ر” أي “الأمير الذي لا يعرف التعب”: سيرة الفريق الشهيد ولي‌الله فلاحي، تأليف “أحمد حسينيا” تم نشره عام 2001 في مركز وثائق الثورة الإسلامية. في هذا الكتاب، نقرأ سيرة حياة الفريق الشهيد “ولي‌الله فلاحي” استناداً إلى ذكريات رفاقه المقربين وأفراد أسرته، بالإضافة إلى مراسلاته وبعض الوثائق، وذلك في سبعة فصول: من طالقان إلى لويزان، العمليات غير النظامية في كردستان، هجوم صدام على إيران، المعراج الدموي، في رثاء الشهيد، من منظور الرفاق، الأبعاد الشخصية. وقد أُرفق في الكتاب عدد من رسائل الشهيد إلى أبنائه، إضافة إلى وصيته.

 

– “برواز از راه اندیشه” أي “الطيران عبر الفكر”: سيرة الفريق الشهيد ولي‌الله فلاحي، من تأليف “نادر عليزاده”، تم نشره 2014 م.

 

– “مردي براي تمام سال‌ها” أي “رجل لكل السنوات”: تأليف “ليلي جعفري”، تم نشره عام 2009 م، في دار نشر آجا.

 

 

الشهيد “موسى نامجو”

 

– “م‍ردي‌ ب‍ه رن‍ك‌ برت‍ق‍ال” أي “رجل بلون البرتقال”: سيرة روائية للفريق الشهيد سيد موسى نامجو، حيث يعرض المؤلف من خلالها حواراً بين الكاتب والراوي العليم. الكتاب من تأليف “عزت‌الله ألوندي”، وتم نشره عام 2006 م، في مؤسسة الشهيد وشؤون المضحين، و دار نشر شاهد.

 

يضم الكتاب 15 قصة قصيرة مستقلة، تحمل عناوين: «مثل الصمت»، «بلون البرتقال»، «البحث عن الأمنية»، «سر الوردة الحمراء»، «رحلة إلى المستقبل»، «ضابط وضابط»، «تسلق الجبال»، «إحساس غريب»، «رحلة غامضة»، «ليل مظلم، ليل يقظ»، «أفكار مسمومة»، «ثياب دامية»، «كتبت المطر، فهطل المطر»، «إلى أين تذهبون؟»، و«المرفقات»؛ حيث تروي كل قصة جانباً من حياة الشهيد نامجو.كل واحدة من هذه القصص تمثل حياةً كاملة بذاتها؛ حياة لا نهائية، تمتد بالشهادة إلى آفاق لا حد لها.

 

– “سه فصل از دیوان عشق” أي “ثلاثة فصول من ديوان العشق”: تم جمعه وتنسيقه من قبل “أحمد حسينيا”، وتم نشره عام 2006 م في دار نشر آجا. يتضمن هذا الكتاب سيرة ثلاثة شهداء: “علي صیاد شیرازي”، “موسی نامجو”، و”ولي فلاحي”، من خلال روايات أصدقائهم وعائلاتهم.

 

 

الشهيد “يوسف كلاهدوز”

 

– “تیك تاك، زندكي” أي “تيك تاك، الحياة”: سيرة الفريق الشهيد يوسف كلاهدوز، من تأليف “غلستان جعفريان”، تم نشره عام 2006 م، في دار نشر سوره مهر. يتناول الكتاب حياة الشهيد من الطفولة إلى الشباب، مروره بكلية الضباط، انضمامه إلى الحرس الملكي البائد، وحتى استشهاده في حادث سقوط الطائرة. كان كلاهدوز شخصية متعددة الأبعاد، يجمع بين العسكرية والفن، وكان يحب السينما والرسم، وقال لزوجته مراراً: “لو أتيحت لي الفرصة، لكنت درست السينما في الجامعة”.

 

– “خدا هم مجذوب آن دلاور بود” أي “حتى الله أُعجب بذلك البطل”: ذكريات عن الفريق الشهيد يوسف كلاهدوز، تم جمع وإعادة صياغته على يد “حسين زكريائي‌عزيزي”، تحت إشراف “عبد الرحيم سعيدي‌راد”، و تم نشره عام 2009 في دار كتاب مسافر.

 

– “آبي، مثل آسمان” أي “أزرق، مثل السماء”: ذكريات من فترة شباب الفريق الشهيد يوسف كلاهدوز، من تأليف “علي آقاغفار”، و تحرير “محمدباقر شمسي ‌بور”، ورسوم “محمدحسن كاركر شريف”، تم نشره عام 1997 م.

 

 

الشهيد “محمد جهان‌آرا”

 

– “خرمشهر، كو جهان آرا؟” أي “خرمشهر، أين جهان‌آرا؟”: حوار مع السيدة “صغرى أكبرنجاد”، عقيلة الشهيد محمد جهان‌آرا، من إعداد “مرتضى سرهنكي”، تم نشره عام 2002 م في دار نشر سوره مهر، ودار نشر كمان.  الكتاب هو الجزء الخامس من سلسلة “سيدة القمر”، يتضمن مقابلة مع عقيلة الشهيد جهان آرا، التي تروي تفاصيل حياتهما، نشاطاته قبل الثورة، تجربته في السجن، شخصيته، اهتماماته، مشاركته في الجبهات، واستشهاده. الكتاب يتميز بأسلوبه الحواري البسيط والعاطفي، ويعرض حياة الشهيد من منظور شخصي حميم، مما يجعله مؤثراً وقريباً من القارئ.

 

– “فرمانده شهر” أي “قائد المدينة”: سيرة الشهيد محمد جهان‌آرا، من تأليف “داود بختياري ‌دانشور”، تم نشره عام 2005 م في دار نشر سوره مهر، ودار نشر شاهد. يسرد حياة الشهيد محمد جهان‌آرا منذ ولادته، انضمامه إلى مجموعة “حزب الله خرمشهر”، قيادته للمقاومة خلال الحرب المفروضة، دوره في كسر حصار آبادان وتحرير خرمشهر، واستشهاده أثناء توجهه إلى طهران لتقديم تقرير إلى الإمام الخميني(رض).

 

-“آواز نخلستان” أي “أنشودة بساتين النخيل”: قصص قصيرة من حياة الشهيد محمد جهان‌آرا (للناشئة)، من تأليف “علي‌الله سليمي”، وتحرير “مزكان بهمنش”، تم نشره عام 2011م، في دار نشر هزاره ققنوس.

 

 

الذاكرة الوطنية

 

إن تكريم القادة الشهداء لا يقتصر على يوم في التقويم، بل هو فعل مستمر في الذاكرة الوطنية، وفي كل كتاب يسرد بطولاتهم، وفي كل قلب ينبض بالوفاء لتضحياتهم. لقد رسموا بدمائهم طريق النصر، وتركوا لنا إرثاً من العزة والكرامة. فلتكن سيرهم منارة تهدي الأجيال، ولتبقَ ذكراهم حية في وجدان الأمة.

 

المصدر: الوفاق