وقّع المساعد السياحية لوزير التراث الثقافي والسياحة في الحرف اليدوية والمدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية للجمهورية الإسلامية الإيرانية «إيران إير» مذكرة تفاهم بهدف تطوير التعاون المشترك في مجال الدعاية الدولية والتعريف بالمقاصد السياحية للبلاد.
تم توقيع هذه المذكرة يوم 28سبتمبر، بالتزامن مع اليوم الثاني من أسبوع السياحة، بين أنوشيروان محسني بندبي والكابتن حسين خانلري.
وأكد محسني بندبي خلال هذا الحفل على أهمية التكامل بين مختلف قطاعات صناعة السياحة والنقل الجوي، قائلاً: «تتمتع «إيران إير» بتاريخ مشرق ورأس مال بشري ثمين في مجال الطيران، ويمكن أن تكون شريكنا الاستراتيجي في التعريف بالقدرات التاريخية والثقافية السياحية لإيران على مستوى العالم».
وأضاف محسني بندبي: «إيران، بحضارتها العريقة وتراثها التاريخي القيم وقدراتها مثل السياحة العلاجية، تعتبر وجهة جذابة للسياح العالميين. وأهم أداة لجذب السياح هي الإعلام والدعاية الفعالة، وفي هذا المسار، يلعب إنتاج محتوى متعدد اللغات والاستفادة من إمكانيات رحلات «إيران إير» دوراً محورياً».
مستعدون لنكون ذراع تطوير السياحة
وأعلن المدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية للجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيران إير) عن استعداد الشركة للمشاركة الفاعلة في برامج تطوير السياحة في البلاد، وقال: إذا كان هناك المزيد من التآزر بين الجهات المعنية بمجال السياحة، فإن مستقبل هذه الصناعة في إيران سيكون مشرقًا. وتعتبر إيران إير، ذات الخبرة الناجحة في نقل الركاب، نفسها ملتزمة بأداء دورها في هذا المسار.
وأشار خانلري إلى مفاوضات إيران إير مع سفراء الدول المختلفة لتوسيع التعاون السياحي، وأضاف: لقد خططنا لتوسيع رحلاتنا إلى وجهات جديدة، خاصة في أوروبا. ويمكن أن يكون تشكيل فريق عمل مشترك بين إيران إير ومعاون السياحة خطوة عملية لزيادة جذب السياح وتعزيز مكانة إيران في السوق العالمية.
وأكد أن تعزيز صناعة السياحة لا يؤدي فقط إلى زيادة الدخل وتوفير العملة الأجنبية، بل له دور مباشر في نمو الناتج المحلي الإجمالي، وإيران إير بكل إمكانياتها في خدمة تحقيق هذا الهدف الوطني.
العالم في أحضان إيران
وبهذه المناسبة كتب محسني بندبي مذكرة ذكر فيها بان اسبوع السياحة، ليس مجرد تاريخ في التقويم، بل هو نقطة مضيئة في مسار ربط الشعوب، وحوار الحضارات، وصناعة مستقبل أكثر إشراقاً للبشرية. السياحة اليوم لا تعني فقط انتقال البشر بين جغرافيات مختلفة؛ بل هي رحلة بين القلوب والأفكار والثقافات. العالم الذي يتقدم بسرعة مذهلة في مجال التكنولوجيا بحاجة إلى العودة إلى الجذور الإنسانية، والسياحة جسر موثوق لهذه العودة.
إيران العزيزة، أرض عريقة ذات تاريخ وحضارة تمتد لآلاف السنين، ليست متفرجة في هذا المجال فحسب، بل هي لاعب نشط ومؤثر. أرض كل شبر من ترابها يحكي قصة من عظمة التاريخ والفن؛ من هدير تخت جمشيد إلى همسات أبراج الرياح في يزد، من أصداء موسيقى خراسان إلى ألوان سوق تبريز، من صحارى كرمان الذهبية إلى غابات هيركاني الخضراء الدائمة.
في إيران، نحن نعلم جيداً أن هذه الصناعة يمكن أن تلعب دوراً رائداً في التنمية الوطنية. تظهر الإحصائيات أن حصة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، إذا تم إزالة التحديات والعقبات الحالية، يمكن أن تساهم بشكل كبير في اقتصاد إيران. ولكن، ما يميز السياحة الإيرانية، بعيداً عن الأرقام والإحصائيات، هو التنوع الفريد في إمكانياتها: من السياحة العلاجية التي تجذب العديد من المرضى إلى إيران، إلى السياحة الدينية في مدينتي مشهد وقم المقدستين، والسياحة المغامراتية في جبال البرز وزاغروس، وسياحة الطعام التي تحول المائدة الإيرانية إلى رحلة لا نهاية لها. إن تحول حماية البيئة وكوكبنا اليوم إلى إحدى أولويات الناس، هو من الإنجازات الأخرى لتطوير السياحة في إيران.
النقطة التي يجب التأكيد عليها بفخر هي الدور الذي تلعبه السياحة في الدبلوماسية الثقافية الإيرانية. كل سائح أجنبي يأتي إلى إيران هو سفير غير مقصود لكنه مؤثر. فهو يحمل معه صورة جديدة عن إيران؛ صورة تختلف عن الصور النمطية الإعلامية، صورة لشعب مضياف، وثقافة غنية، وحضارة عريقة. كل رحلة إلى إيران هي خطوة نحو حوار حقيقي بين الشعوب.
يوم السياحة العالمي هو يوم للتأمل وتجديد العهد. إنه يوم يذكرنا بأن السياحة ليست مجرد صناعة، بل فن للحياة الأفضل، وللفهم الأعمق للعالم، ولصنع مستقبل أكثر اخضراراً. إيران، بتراثها العالمي المصنف في اليونسكو، وبفصولها الأربعة المتألقة، وبثقافتها وحضارتها الفريدة، لها مساهمة ثمينة في هذا المستقبل.
نأمل، بجهود الجميع، أن تصبح إيران ليس فقط وجهة آمنة وجذابة للسياح من جميع أنحاء العالم، بل أيضاً نموذجاً للسياحة المستدامة والإنسانية لجميع الدول.