في أجواء مفعمة بالوفاء والمقاومة، احتضنت قاعة مهر التابعة لـ “حوز هنري” مساء الأحد 28 سبتمبر 2025م، أمسية شعرية بعنوان «القمر اللبناني» بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لإستشهاد سيد شهداء المقاومة، الشهيد السيد حسن نصرالله. شارك في الأمسية نخبة من شعراء إيران ودول محور المقاومة، مقدّمين قصائدهم بلغات متعددة، جسّدت الحزن والفخر والولاء.
الشهيد نصرالله تجسيد الجمال والأخلاق
افتتحت الإعلامية فاطمة أفشاريان البرنامج بكلمة لحجة الإسلام محمد حسن رحيميان، أمين جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني، الذي وصف الشهيد نصرالله بأنه “قصيدة الجهاد، وبيت الجمال في الظاهر والباطن”، وأضاف: “كان الشهيد نصرالله مثالاً للخير، تجسيداً لقول الله تعالى: “أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ”، وكان رمزاً للإيمان بالله، وعشقه للولاية والإمام الخميني(قدس) لا نظير له”. مشيراً إلى علاقته الطويلة به منذ أيام الإمام الخميني(قدس)، ودوره المحوري في ترسيخ ثقافة الشهادة والمقاومة.
” أنت سرٌّ مكتومٌ”
الشاعر عليرضا قزوه، مدير مكتب صون اللغة الفارسية في هيئة الإذاعة والتلفزيون، قدّم جزءاً من قصيدته الجديدة المؤلفة من 110 أبيات، والتي كتبها خصيصاً للشهيد نصرالله، وقرأ منها: “أنت سرٌّ مكتومٌ، وأنت السرُّ الخفي.. واليوم أيضاً، أنت السيد، وأنت الكبير في العالم من الشرق إلى الغرب.. العالم تحت اسمك والشمس الخجولة، أنت مأواها العالي.. صيدا وصور امتلأتا بصوتك.. وبيروت، أنت حارسها الأوحد..”.
مشاركات شعرية دولية
شهدت الأمسية مشاركة واسعة من شعراء دول المقاومة، منهم محمود أكرامي فر، وهيلانا عطاءالله الشاعرة السورية المسيحية، وحسين أسرافیلي، ومصطفى محدثي خراساني، وعلي محمد مؤدب، وكبری حسیني بلخي من أفغانستان، ورضا إسماعيلي، ومحمود حبیبي کسبي، ومسعود علويتبار، وأحمد شهریار وسيدة شریعت رضوي من باكستان، الذين قدّموا قصائد بالفارسية والعربية والأردية، عبّرت عن الحزن العميق والإعتزاز بمسيرة الشهيد.
توثيق مسيرة الشهيد في صفحات خالدة
في ختام الأمسية، تحدث میثم نیلي، أمين اتحاد ناشري الثورة الإسلامية، عن الجهود المبذولة لنشر معارف الشهيد نصرالله، مشيراً إلى إصدار نحو 40 كتاباً عنه في عامي 2022 و2023، منها كتاب «روح الأمين» من تأليف إلهه آخرتي.
وأضاف: يجب أن نُعرّف بهذه الكتب بشكل أفضل، لأننا اليوم بحاجة إلى نشر معارف السيد حسن نصرالله، لا مجرد تكريم اسمه. علينا أن نعرف مقامه وطريقه، فالترويج لهذه الكتب هو امتداد لطريق الشهداء.
ثم تحدثت إلهه آخرتي، مؤلفة كتاب “روح الأمين”، قائلة: “أنا أقل من أن أتحدث عن السيد حسن نصرالله. هذا الكتاب جُمع من 170 ساعة من مقابلاته وخطاباته، وكل كلمة فيه من لسانه، من أول حرف إلى آخره. أرجو أن يكون هذا العمل مرضياً لله وللسيد حسن نصرالله”.
كما تم عرض مجموعة من الكتب الجديدة، منها: كتاب «الضاحية المقدسة» الذي مختارات شعرية، «سيد المقاومة»، «روح الأمين»، «أمين القلب»، «بابا هادي»، «بطل العالم العربي»، «النجم الذي صار قمراً» الذي سيرة الشهيد، «الضاحية» الذي قصة من حياة الشهيد، «لقاء مع الأمين العام».
وقد نُظّمت هذه الأمسية بالتعاون بين جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني، مكتب صون اللغة الفارسية في هيئة الإذاعة والتلفزيون، و”حوزه هنري”، لتكون منصة ثقافية تخلّد الشهيد بالكلمة، وتواصل طريقه عبر الأدب والمقاومة.
