ومع انخفاض الضغط النفسي مقارنة بالدوريات الأخرى، وتوافر أندية قوية مثل موناكو، ومارسيليا، وليل، يوفر ليغ 1 بيئة مثالية لللاعبين لاستعادة ثقتهم ولياقتهم.
وفي موسم 2025/2026، شهد الدوري هذه الظاهرة بوضوح من خلال أداء لاعبين مثل أنسو فاتي مع موناكو، وأوليفييه جيرو مع ليل، وميسون جرينوود مع أولمبيك مارسيليا.
وفي هذا التقرير، نستعرض أبرز 5 نجوم استعادوا بريقهم في الدوري الفرنسي.
أنسو فاتي: خليفة ميسي يستعيد البريق
كان أنسو فاتي، النجم الشاب الإسباني الذي أذهل العالم مع برشلونة في سن المراهقة، وصنف على أنه خليفة ميسي، يعاني من سلسلة إصابات أبعدته عن الملاعب لفترات طويلة، ما أدى إلى تراجع دوره في الفريق الكتالوني.
في صيف 2025، انتقل فاتي على سبيل الإعارة إلى موناكو، النادي الذي يُعرف بقدرته على تطوير المواهب الشابة.
ولم يخذل اللاعب، فريقه حيث سجل هدفين في أول مباراة له في الدوري الفرنسي، بعد دخوله كبديل بعد 38 ثانية فقط من البداية، ما ساعد موناكو على الفوز الكبير أمام ميتز.
وفي الأسابيع التالية، واصل تألقه بسجل 4 أهداف في آخر 3 مباريات، بما في ذلك هدف في خسارة موناكو أمام لوريان.
هذا الأداء أعاد فاتي إلى دائرة الضوء، وأشاد به مدرب موناكو قائلاً، إنه “مستعد للتألق مرة أخرى”.
الدوري الفرنسي، بمنافسته المتوازنة، سمح لفاتي باللعب بانتظام دون الضغط الإعلامي الشديد في إسبانيا، مما ساعده على استعادة سرعته وثقته.
جيرو: عودة أسطورة
أوليفييه جيرو، الهداف التاريخي للمنتخب الفرنسي برصيد 57 هدفًا، قضى عامًا في الدوري الأمريكي مع لوس أنجلوس إف سي، حيث حقق نجاحًا جيدًا لكنه افتقد المنافسة الأوروبية.
في صيف 2025، عاد جيرو إلى ليج 1 مع نادي ليل، الذي يبحث عن تعزيز خط هجومه.
وفي أول 4 مباريات، سجل جيرو هدفين، بما في ذلك أهداف حاسمة ساعدت ليل على الصعود في جدول الترتيب.
عودة جيرو، 38 عامًا، إلى فرنسا ليست مصادفة؛ فالدوري الفرنسي يوفر له الدعم الجماهيري والثقافي المألوف، بالإضافة إلى نظام لعب يعتمد على التمريرات الطويلة التي تتناسب مع أسلوبه كمهاجم هدف.
جيرو نفسه أعرب عن سعادته قائلاً إن “اللعب في ليغ 1 يعيد إليّ الشغف”.
جرينوود: الإنجليزي الذي وجد السلام في مارسيليا
ميسون جرينوود، اللاعب الإنجليزي الذي واجه تحديات شخصية ومهنية في مانشستر يونايتد، انتقل إلى أولمبيك مارسيليا في صيف 2024، واستمر تألقه في موسم 2025/2026.
سجل غرينوود 24 هدفًا في 40 مباراة منذ وصوله، بما في ذلك هاتريك في مباراة ودية، وهدفين في أول 7 مباريات رسمية هذا الموسم.
هذا الأداء جذب اهتمام أتلتيكو مدريد، لكنه يفضل البقاء في مارسيليا حيث وجد بيئة داعمة. الدوري الفرنسي، بعيدًا عن الأضواء السلبية في إنجلترا، سمح لجرينوود بالتركيز على كرة القدم، حيث أصبح أحد أبرز المهاجمين في الدوري، مساهمًا في صراع مارسيليا على الصدارة.
بوجبا: العودة للحياة
من الأسماء الإضافية، يبرز بول بوجبا، النجم الفرنسي الذي عانى من إصابات وإيقاف بسبب المنشطات، والذي انضم إلى موناكو في صيف 2025 بعد انتهاء حظره في مارس من العام نفسه.
في أول مبارياته، قدم بوجبا تمريرات حاسمة ساعدت فاتي على التألق، مما يشير إلى شراكة واعدة.
بوجبا، الذي كان يُعتبر من أفضل لاعبي الوسط في العالم، يرى في ليج 1 فرصة لإعادة بناء مسيرته قبل العودة إلى المنتخب الفرنسي.
فالكاو: ذئب كولومبي يعود للصيد
ويعد راداميل فالكاو، المهاجم الكولومبي، أحد أبرز من تألقوا في موناكو، فقد برز مع أتلتيكو مدريد وبورتو، لكنه عانى من إصابات في تشيلسي ومانشستر يونايتد.
في 2013، انتقل إلى موناكو حيث سجل 23 هدفًا في أول موسم، مما أعاد بريقه.
لماذا ليج 1 وجهة مثالية؟
تكمن جذور هذه الظاهرة في عدة عوامل. أولاً، المنافسة الأقل شدة مقارنة بالدوري الإنجليزي، حيث يسيطر باريس سان جيرمان، مما يتيح للاعبين فرصًا أكبر للعب والتألق دون ضغط الفوز في كل مباراة.
ثانيًا، الأندية الفرنسية مثل موناكو ومارسيليا تمتلك مرافق طبية متقدمة وبرامج تدريبية تركز على الوقاية من الإصابات، كما حدث مع فاتي.
ثالثًا، الدعم الجماهيري الحار، خاصة في مدن مثل مارسيليا، يعزز الثقة النفسية للاعبين مثل غرينوود. أخيرًا، الميزانيات الجذابة للأندية الفرنسية، مدعومة بقوانين الـ”فير بلاي المالي” الأكثر مرونة، تجعل الدوري جذابًا للإعارات والصفقات المنخفضة التكلفة.