وأعلن آرش محبوبي، عضو مجلس إدارة جمعية الصيادلة في طهران وعضو الهيئة العلمية في جامعة الشهيد بهشتي، عن توفير كبير في العملة الأجنبية ناجم عن هذا التحقيق الذاتي.
وأشار محبوبي، الخبير في صناعة الأدوية، حول كيفية وصول إيران إلى مرحلة التحقيق الذاتي في توفير الأدوية، إلى ماضي هذه الصناعة، وقال: في بداية الثورة الإسلامية، لم يكن لدينا أي شيء يُسمى بالصناعات الدوائية الوطنية، وكانت الغالبية العظمى من الأدوية المنتجة في البلاد إما بموجب ترخيص من شركات أجنبية أو يتم توفيرها عبر الاستيراد. وأضاف: لقد تغير هذا المسار تمامًا على مدى العقود القليلة الماضية بفضل جهود العلماء الشباب وخريجي تخصص الصيدلة، حيث تُعدّ الآن وفقًا للتقارير أكثر من 90% بل وتصل في بعض التقارير إلى 98 أو 99% من المنتجات الدوائية داخل البلاد.
* توفير في العملة الصعبة عبر الإنتاج المحلي للأدوية
وأشار عضو مجلس إدارة جمعية الصيادلة في طهران إلى نقطة مهمة تتعلق بالحصة المنخفضة للواردات الدوائية ذات التكلفة العالية بالعملة الصعبة، موضحًا: هذه الأدوية المستوردة التي تقل عن 10%، تستهلك ما بين 18 إلى 50% من العملة الصعبة، حيث خُصص حوالي 3.5 مليار دولار العام الماضي لمجال الأدوية والمعدات، ولولا نشاط صناعة الأدوية ومعداتنا، لكان هذا الرقم يمكن أن يصل إلى 10-15 مليار دولار، مما يمثل توفيرًا كبيرًا للبلاد.
كما أكد على جودة الأدوية المحلية، مصرحًا: نأمل، مع الحفاظ على المعايير العالمية تحت إشراف منظمة الغذاء والدواء، أن يتم توفير أدوية عالية الجودة للشعب، واليوم يحصل الناس بأمان وطمأنينة تحت إشراف الصيادلة على أدويتهم الموثوقة من الصيدليات.
* تصدير الأدوية؛ نقطة قوّة مستقبلية
وحول قدرات تصدير الأدوية لإيران، قال هذا الخبير: يمكن لتصدير الأدوية أن يكون نقطة قوة للبلاد، وقد حققت بعض الصناعات نجاحات جيدة في هذا المجال. واعتبر الالتزام بالمعايير الدولية والحصول على الشهادات العالمية من العوامل الأساسية للدخول إلى الأسواق العالمية، قائلاً: لتحقيق التصدير، يجب الاستثمار في مجال الجودة وأن تراقب المؤسسات الرقابية.
وأشار محبوبي إلى النجاحات في مجال الأدوية البيوتكنولوجية، مضيفًا: لحسن الحظ، تمكنت بعض الصناعات من التصدير إلى دول أوروبية وآسيوية وحققت عائدات كبيرة من العملة الصعبة، والقطاعات الأخرى في الصناعة تسير على هذا الطريق أيضًا؛ لكنها تحتاج إلى سيولة نقدية لتغطية تكاليف التصدير الأولية وإجراء التصدير بنجاح وبشكل قانوني.
* الدور المحوري للجامعات وضرورة تحديث القوانين الدوائية
وفي الختام، أشار محبوبي إلى دور الجامعات والباحثين في تطوير الأدوية المحلية، وقال: يتخرج الصيادلة بحملهم لأحدث المعارف من كليات الصيدلة، ومن المثير للاهتمام أن نعلم أن 1% من العلماء الإيرانيين في المجال الطبي هم من الصيادلة، وهو مصدر فخر كبير لهذا التخصص.