التحكم بدرجة حرارة الجسم بمساعدة ميكروبيومات الأمعاء

الوفاق/توصل باحثون إلى نتائج تكشف أهمية ميكروبيوم الأمعاء في التحكم بدرجة حرارة الجسم. ووفقًا لوكالات أنباء قد تختلف درجة حرارة الجسم الطبيعية من شخص لآخر.

2023-03-03

ومع ذلك ، انخفض متوسط ​​درجة حرارة جسم الإنسان بشكل غامض منذ ستينيات القرن التاسع عشر. في الآونة الأخيرة تم إجراء دراسة جديدة تركز على أهمية ميكروبيوم الأمعاء لتنظيم درجة حرارة الجسم في الصحة والمرض. وقد أجرى الدراسة فريق من باحثين في كلية الطب بجامعة ميشيغان. استخدمت الدراسة السجلات الصحية للمرضى في المستشفيات المصابين بعدوى في الدم ثم أجرت تجارب على الفئران لفحص العلاقة بين التركيب البكتيري للأمعاء والتغيرات في درجات الحرارة والنتائج الصحية الأخرى. ايضا أظهرت الدراسة أن ميكروبيوم الأمعاء يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تنظيم درجة حرارة الجسم عندما يكون الشخص بصحة جيدة وعندما يمرض.

الإنتان أو عدوى الدم مرض مميت للغاية يمكن أن يؤدي إلى تغيرات شديدة في درجة حرارة الجسم ويؤدي في النهاية إلى وفاة المريض. وقد أظهرت التجارب السابقة أن المرضى الذين يعانون من تعفن الدم قد عانوا من اختلافات كبيرة في درجة حرارة أجسامهم في الماضي ، وهذا الاختلاف في درجة حرارة الجسم يشير إلى احتمالية بقاء المريض على قيد الحياة ضد المرض.

قال المؤلف الرئيسي لهذه الدراسة: هناك بالتأكيد سبب لأهمية درجة الحرارة كإحدى العلامات الحيوية للجسم. يمكن قياس هذا العامل ويعطينا معلومات مهمة عن الحالة الالتهابية والتمثيل الغذائي في الجسم. على الرغم من أن سبب هذه الاختلافات في درجة حرارة الجسم لا يزال مجهولاً للأطباء والباحثين.

وأضاف: نعلم أن عامل درجة الحرارة مهم جدا في الإنتان ، لأن هذا العامل يمكن أن يشير إلى المريض الذي ينجو والذي لا يستطيع النجاة من هذا المرض. ومع ذلك، في الوقت الحالي لا نعرف أسباب الاختلاف في درجة حرارة جسم المريض ، وسؤالنا الرئيسي هو ما إذا كان يمكن تغيير عامل درجة الحرارة لمساعدة المرضى. في محاولة لفهم سبب الاختلاف في درجة الحرارة بين المرضى، فحص فريق البحث عينات معوية من 116 مريضًا في المستشفى. في هذه الدراسة ، كانت الجراثيم المعوية للمرضى مختلفة بشكل كبير ، ما قد يكون سببًا للاختلاف في درجة حرارة الجسم لدى المرضى. وفي الدراسة لوحظ أن المرضى لديهم تنوع في ميكروبيوم أمعائهم أكثر من الجينات الشائعة. ويمتلك كلا المريضين أكثر من 99٪ من نفس الجينوم ، في حين أنه قد لا يوجد شيء مشترك بينهما في بكتيريا الأمعاء.

وجد مؤلفو هذه الدراسة أن هذا الاختلاف في بكتيريا الأمعاء كان مرتبطًا بدرجة حرارة جسم المريض وأن بكتيريا   Firmicutes  ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بزيادة الحمى لدى المرضى. وإن وجود هذه البكتيريا شائع ومتغير بين المرضى وتعرف هذه البكتيريا بأنها مستقلبات مهمة تدخل مجرى الدم وتؤثر على استجابة الجسم المناعية والتمثيل الغذائي.

لتأكيد هذه النتائج في المختبر ، استخدم فريق البحث فئران معملية وقارنوا الفئران التي تفتقر إلى الميكروبيوم مع الفئران العادية.

في المختبر ، تسبب الإنتان في تغيرات جذرية في درجة حرارة الجسم في الفئران العادية ، ولكن كان له تأثير ضعيف على استجابة درجة الحرارة للفئران التي تعاني من نقص الميكروبيوم. بين الفئران التي لديها ميكروبيومات لوحظ نفس التباين في استجابة درجة الحرارة ونفس العائلة البكتيرية (Lachnospiraceae) كما هو موجود في البشر.

وفقًا لموقع (atsjournals.org) ، انه وفقًا للدراسات، فقد وجد أن درجة حرارة الفئران التي لا تحتوي على ميكروبيوم أقل من الفئران العادية، كما أن علاج الفئران العادية بالمضادات الحيوية يقلل أيضًا من درجة حرارة الجسم.

توضح هذه الدراسة الدور المهمل للميكروبيوم المعوي في درجة حرارة الجسم ويمكن أن تفسر الانخفاض في درجة حرارة جسم الإنسان في الـ 150 عامًا الماضية. وقال هذا الباحث: صحيح أننا لم نثبت بشكل قاطع أن التغيرات في الميكروبيوم تفسر الانخفاض في درجة حرارة جسم الإنسان ، لكننا نعتقد أن هذه فرضية منطقية وصحيحة. في الواقع ، لم تتغير الجينات البشرية كثيرًا في الـ 150 عامًا الماضية ، لكن التغييرات في النظام الغذائي والنظافة واستخدام المضادات الحيوية كان لها تأثيرات عميقة على بكتيريا الأمعاء. على أي حال ، نحن بحاجة إلى مزيد من الأبحاث والتجارب في المستقبل لتأكيد أو رفض فرضية دور التغيرات في الميكروبيوم في انخفاض درجة حرارة جسم الإنسان.