كبري أميري
النخب هم أفراد يفكرون بطريقة خاصة أو يعملون بشكل فريد أو تكون قيمهم ومعاييرهم متميزة عن معايير الآخرين. مجالات التفكير والعمل والقيم هذه ليست مستقلة عن بعضها ويمكن أن تتسم النخب بجميع الصفات الثلاث: التفكير المتميز، العمل الفريد والقيمة الخاصة.
النخب والمتفوقون في أي بلد بما في ذلك إيران هم محفزون للنمو والتنمية، ولهذا السبب بذلت مؤسسات مجتمعية مختلفة جهوداً لبقاء النخب الشابة الإيرانية في البلاد ولعب دور في التنمية العلمية للبلاد.
وصف سماحة قائد الثورة الإسلامية النخب، خاصة الشباب النخبة، بهدايا ربّانية نفيسة، وقال: “ليست كل الدول لديها مثل هذه الهدايا، بهذا الحجم، بهذا المدى، بهذا العدد الكبير. هذه إحدى خصائص بلدنا التي توجد فيه مواهب بشرية بجودة جيدة وكمية كبيرة؛ هذه من بين الخصائص الفريدة لبلدنا؛ هذه هدية إلهية، هدية ثمينة وقيمة للغاية. النتيجة هي أن مسؤولي البلاد يجب أن يحترموا هذه الودائع ويحافظوا عليها، لأن هذه الهدية أمانة في أيدي المسؤولين”.
برز مجتمع النخب في البلاد كمحرك رئيسي للشركات القائمة على المعرفة في جميع المجالات خاصة العلم والتقدم، حيث بجهودهم وعزيمتهم تنتج البلاد اليوم أكثر من 90% من الأدوية المطلوبة محلياً ويتم الاستشهاد بمقالات العلماء والأطباء الإيرانيين في العالم بحيث تنتج إيران 5/2% من علم العالم وتقع في المرتبة الخامسة عشر في إنتاج العلم عالمياً؛ لذلك على الرغم من الطريق الطويل الذي قطعناه وجميع أوجه القصور والمشاكل القائمة، نحن ننمو بسرعة ونفخر بأنفسنا، حيث استطاع المتخصصون الإيرانيون الذين استفادوا من شروط النخبة للدراسة في جامعات عالمية مرموقة، من خلال توظيف علمهم في إطار شركات معرفية عالمية، أن يغيروا حدود العلم والتكنولوجيا وأن يصلوا إلى الإدارة العليا في أكبر شركات التكنولوجيا المتطورة في العالم.
قام مجموعة من الباحثين في جامعة ستانفورد باستخراج قائمة بأفضل 2% من علماء العالم بناء على بيانات قاعدة “سكوبس” العلمية. تمّ نشر أحدث تحديث “لقائمة جامعة ستانفورد” في أكتوبر 2023. حللت هذه القائمة الأداء الاستشهادي للمؤلفين مقابل مخرجاتهم البحثية المنشورة في الفترة من 1960 إلى 2022 في 174 مجالًا، وقدّمت المؤلفين والباحثين الأكثر استشهادًا والأفضل بين أفضل 2% في العالم.
في قائمة أكثر الباحثين استشهادًا في العالم، بناءً على الأداء الاستشهادي لعام واحد في عام 2022، يوجد 2138 باحثًا إيرانياً من بين 198/210 باحثًا دوليًا. ومن بين جامعات البلاد، تحتل جامعة طهران الصدارة بعدد 106 باحثين، ويحظى الطب السريري في قائمة الأداء السنوي والهندسة في قائمة الأداء خلال فترة الخدمة بأكبر عدد من الباحثين. أيضًا، يوجد 34 معهد أبحاث وجامعة ومؤسسة تعليم عالي ومركز أبحاث تابع لوزارة العلوم، لديهم باحث متميز واحد، ومن بين المؤسسات التابعة لوزارة الصحة أيضًا هناك 11 مركز لديه باحث متميز واحد.
أشهر العلماء الإيرانيين
ويوجد هناك علماء إيرانيين لعبوا دورًا فعالاً في تغيير حدود العلم والتكنولوجيا في العالم منهم البروفيسور مجيد سميعي الجراح ومتخصص أمراض الدماغ والأعصاب والرئيس الفخري للاتحاد العالمي لجراحي الدماغ والأعصاب، كما يشغل منصب رئيس مستشفى هانوفر الخاص للعلوم العصبية في ألمانيا.
وحسين اسلامبولجي مبدع ومخترع وكاتب من أصول إيرانية مقيم في الولايات المتحدة الامريكية، كان المدير الأول لتكنولوجيا المعلومات في شركة AT&T حتى عام 2005، وهو مدرج في قائمة أفضل 100 خريج في تاريخ جامعة كاليفورنيا ويمتلك أكثر من 1145 براءة اختراع.
وتوفيق موسيوند مهندس الطب الإيراني، وأستاذ الجراحة في كلية الطب في أوتاوا ومخترع أول قلب اصطناعي في العالم داخل جسم الانسان. فهو أول مَن نجح في انتاج مضخة قلب اصطناعية قادرة على ضخ الدم وتوفير إمكانية التنفس للمريض خلال جراحة القلب. وكان أيضاً عضواً فخرياً في الأكاديمية الإيرانية للعلوم الطبية.
والبروفيسور لطفي عالي عسكرزادي الأستاذ المتقاعد من جامعة بيركلي في كاليفورنيا ومبتكر نظرية المنطق الضبابي والحاسوب الذكي ومؤسس الجيل الثالث من الحواسيب في العالم. ابتكاراته مكّنت من ظهور نموذج جديد في الذكاء الاصطناعي وحددت معالمه الرئيسية.
وعلي جوان الفيزيائي والمخترع الإيراني وهو صانع أول ليزر غاز الهيليوم-نيون في العالم. كان أستاذاً متقاعداً في كلية الفيزياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. تمّ اختياره كالعبقري الثاني عشر على قيد الحياة من قبل صحيفة “ديلي تلغراف”.
عودة 3700 نخبة من أفضل الجامعات العالمية
وفي هذا السياق، أعرب نائب تطوير العلاقات العلمية في مركز التفاعلات الدولية التابع للمعاونية العلمية والتكنولوجيا التابع لرئاسة الجمهورية، عن رأي إيجابي فيما يخص عودة النخب من الجامعات العالمية الرائدة وتزايد التفاعل مع النخب خارج البلاد، مشيرًا إلى أن “منصة كانكت وبلاس اليوم إلى حالة من الاستقرار ونستقبل ما بين خمس إلى ست طلبات تعاون يوميًا، وهذا الرقم تضاعف مقارنة بالعام الماضي. ومن خلال الجمعيات التخصصية في أوروبا أيضًا، نسعى لتقديم برنامجنا. لدينا شبكات في سويسرا وألمانيا والنمسا وبريطانيا وكندا وأمريكا، كما أعددنا قاعدة بيانات محددة، وبشكل عام هناك 12 ألف شخص خارج البلاد يتفاعلون معنا. كان لدينا خلال السنوات القليلة الماضية حوالي 9000 تعاون؛ ولكن كان لدينا 3700 حالة استقطاب وعودة للنخب”.
وحول العلاقة بين الصناعة والنخب خارج البلاد، أوضح علي حسيني: من برامجنا الأخرى في كانكتب وبلاس اليوم إنشاء صلة بين المتخصصين الإيرانيين في الخارج وهيكل الصناعة. في هذا الإطار، أبرمنا اتفاقيات مع عدة شركات تضع خطط البحث والتطوير ضمن أولوياتها، مثل شركات بويندكان، وفناب، وبارسا بوليمر، وسيناجن، لنقل العديد من هؤلاء المتخصصين إلى هذه الشركات، وقد أطلقنا على هذا المشروع اسم ‘إيمبكت'”.
وقال حسيني: مع الأخذ بعين الاعتبار القدرات العلمية للنخب الإيرانية في الجامعات والشركات العلمية العالمية البارزة، يمكننا استخدام الكفاءات الأكاديمية للمتخصصين من أصل إيراني حول العالم في سبيل تطوير تكنولوجيا البلاد وتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج القطع الصناعية.