رغم العدوان الصهيوني والاستفزازات الخطيرة عليه

“أسطول الصمود العالمي” يواصل مساره نحو غزة

أعلن أسطول الصمود العالمي المتوجه إلى غزة، إنه دخل المنطقة العالية المخاطر التي تعرضت فيها أساطيل سابقة لهجوم صهيوني، وإن نشاط الطائرات المسيرة الصهيونية يزداد فوق سفن الأسطول.

وأفاد “أسطول الصمود العالمي”، في بيان، بقيام القوات البحرية الصهيونية بعدوان خطير تمثل بعمليات تهديد واستفزاز استهدفت الأسطول فجر الأربعاء.

 

*تعرّض سفينة “ألما” للمطاردة

في التفاصيل، تعرّضت سفينة “ألما” للمطاردة والمناورة العدائية من قبل بارجة حربية صهيونية لعدة دقائق، وقد جرى تعطيل أنظمة الاتصال على متن السفينة عن بُعد، بما في ذلك البث الداخلي المغلق. واقتربت البارجة إلى مسافة خطرة اضطر معها القبطان إلى تنفيذ مناورات حادة لتفادي تصادم مباشر، وفق بيان “أسطول الصمود العالمي”.

وأشار البيان، إلى أنّه بعد ذلك، تعرضت سفينة “سيريوس” لمناورات الاستفزاز المتكررة نفسها قبل أن تنسحب البارجة في وقت لاحق، مضيفاً: “هذه المناورات المتهوّرة عرّضت المشاركين لمخاطر جسيمة”. كما أكّد “أسطول الصمود العالمي” سلمية مهمته غير العنفية، بحيث إنّ الأسطول “يحمل مساعدات إنسانية ومدنيين من أكثر من أربعين دولة”. ولفت إلى أن “عرقلة مساره تُعد عملاً غير قانوني، وأي اعتداء أو اعتراض يشكّل جريمة حرب”.

كما ذكر البيان، أنّ الأسطول يواصل مساره رغم هذا العدوان، لافتاً إلى أنّه “تبقى مهمته واضحة: كسر الحصار المفروض على غزة، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وإيصال المساعدات إلى المدنيين المحاصرين الذين يواجهون مخاطر إنسانية جسيمة”.

 

*عودة الاتصال بكبرى سفن أسطول الصمود

في السياق، أفادت مصادر خبرية مرافقة للأسطول، بعودة الاتصال بالمشاركين في سفينة ألما، وهي السفينة الرئيسية التي تقود أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، بعد انقطاعه لفترة وجيزة إثر اقتراب سفينة تابعة للبحرية الصهيونية منها.

وذكرت المصادر أن سفينة صهيونية اقتربت مسافة 5 أقدام من السفينة ألما قائدة أسطول الصمود العالمي، ثم قامت بالتشويش على جميع أنظمة الاتصالات في عدد من سفن الأسطول وتسببت في تعطيل محرك إحداها، قبل أن تغادر ويستأنف الأسطول مساره نحو شواطئ قطاع غزة.

وبحسب المصادر، فقد ألقى معظم النشطاء على متن سفينة ألما هواتفهم في عرض البحر وفق البروتوكول المعمول به على مستوى الأسطول، والذي ينص على تنفيذ ذلك الإجراء عندما يتأكد اعتراض السفينة، حفاظا على بيانات المشاركين وخصوصياتهم.

ومن على متن السفينة “شيرين” في عرض البحر المتوسط، قالت المصادر، إنه رصد سفينة حربية ضخمة قرب مكان وجود سفن أسطول الصمود العالمي وسط حالة من التأهب القصوى.

وفي أثناء ذلك، أعلن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، العودة إلى حالة التأهب القصوى نتيجة اقتراب سفن مجهولة الهوية دون أنووار من سفن الأسطول.

وكانت المصادر الخبرية أفادت في وقت سابق بأن الأسطول -الذي يبعد الآن نحو 118 ميلا بحريا عن شواطئ غزة- قد خفض حالة التأهب بعد رفعها إلى الدرجة القصوى باقترابه من شواطئ القطاع.

 

*إنطلاق سفينة حربية صهيونية ومسيّرات

ونقلت المصادر الخبرية عن إدارة الأسطول تلقيها معلومات عن انطلاق سفينة حربية صهيونية من ميناء أسدود قد تصل إلى الأسطول قريبا.

ورصد المشاركين في الاسطول مسيرات استطلاع تحلق متزامنة على ارتفاعات متوسطة فوق سفن الأسطول.

وكانت ياسمين أجار عضو إدارة الأسطول، أكدت أن ثمة محاولات للتشويش عليهم، وأنها تتوقع أن يتعرض الأسطول لهجوم ولاعتراض سفينتهم خلال ساعات.

وقالت ياسمين، إن ما يعيشونه في الأسطول مشابه لما جرى في اعتراض سفينة مادلين.

يأتي ذلك بعد رفض إدارة أسطول الصمود طلباً جديداً للخارجية الإيطالية ورئيسة الوزراء، بالعدول عن الوصول إلى منطقة الخطر، وتسليم المساعدات لحملها إلى غزة.

كما وجهت سفينة حربية إيطالية تحذيراً ودعوةً لمن يود المغادرة على متنها، الأمر الذي اعتبرته إدارة الأسطول محاولة مرفوضة لتخريب حملتها الإنسانية.

وكانت إيطاليا وإسبانيا قد أرسلتا سفينتين الأسبوع الماضي لمرافقة الأسطول بعد تعرضه لهجمات بطائرات مسيّرة ألقت قنابل صوتية ومواد مثيرة للحكة قبالة سواحل اليونان.

ويضم “أسطول الصمود” اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة “صمود نوسانتارا” الماليزية، وعلى متنه أكثر من 500 ناشط من 40 دولة على متن 50 سفينة.

وتُعد هذه هي المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو قطاع غزة، الذي يقطنه نحو 2.2 مليون فلسطيني وتحاصره قوات الاحتلال الصهيوني منذ نحو 18 عاما.

وأكد ناشطون يونانيون مشاركون في الأسطول، أنهم عازمون على الوصول إلى قطاع غزة، وأنهم ليسوا خائفين من أي هجوم صهيوني محتمل.

 

*تظاهرات داعمة للأسطول

ومع اقتراب وصول أسطول الصمود العالمي إلى سواحل قطاع غزة، شهدت عدة عواصم ومدن حول العالم العربي والإسلامي وقفات احتجاجية وتظاهرات دعما للأسطول الذي يبحر حاملا مساعدات إنسانية، متحديا الحصار الصهيوني المستمر منذ 18 عاما على القطاع.

وتظاهر المئات -مساء الثلاثاء- أمام السفارة الأميركية في العاصمة الموريتانية نواكشوط، تلبية لدعوة من قافلة الصمود الموريتانية، وهي هيئة غير حكومية تضم ناشطين ينسقون المشاركة الموريتانية في الأسطول.

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، مرددين شعارات مناهضة للعدوان الصهيوني، مثل “الأسطول العالمي سيكسر الحصار عن غزة” و”أميركا شريكة في حرب الإبادة بغزة”.

وفي تونس، نظّم عشرات المواطنين -مساء الثلاثاء- وقفة أمام المسرح البلدي وسط العاصمة، بدعوة من جمعية أنصار فلسطين المستقلة.

أما في مدينة موغلا التركية، فشارك مئات المواطنين في وقفة بميدان الجمهورية دعما لأسطول الصمود، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والتركية، ورددوا هتافات مناصرة لغزة.

وبدوره، وصف الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أي هجوم محتمل على الأسطول بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية”، مؤكدا دعم بلاده للمهمة الإنسانية التي يحملها الأسطول.

كذلك، أعربت الحكومة الأسترالية عن قلقها على سلامة عدد من مواطنيها المشاركين في أسطول الصمود، وأكدت أنها قدمت احتجاجا رسميا إلى إسرائيل بشأن مخاوف من احتمال اعتقال أو استهداف الأستراليين ضمن الأسطول.

المصدر: الوفاق/ وكالات