وزار وفد عراقي برئاسة محافظ ميسان، يوم الخميس، معبر جيلات عبر الحدود نفسها، والتقى بمحافظ إيلام والمسؤولين المحليين لبحث سبل تسريع افتتاح هذا المعبر الحدودي رسمياً.
وأكد الطرفان على ضرورة الإسراع في إنجاز البنية التحتية الحيوية للمعبر، مثل المياه الصالحة للشرب، والكهرباء، والغاز، وإنشاء محطات لنقل البضائع والمسافرين، على أن تُنجز جميعها قبل مراسم زيارة الأربعين الحسيني العام المقبل.
وقال رئيس هيئة المنافذ الحدودية العراقية عمر الوائلي: إن تطوير منفذ جيلات الحدودي سيعزز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين إيران والعراق.
من جانبه، أكد محافظ ميسان حبيب زاهر الفرطوسي، خلال لقائه نظيره محافظ إيلام أحمد كرمي، على أهمية هذا المشروع، مشيراً إلى أن منفذ جيلات الحدودي سيوفر العديد من فرص العمل وتحسين معيشة المواطنين في المناطق الحدودية.
بدوره، أشار محافظ إيلام إلى أنه قد تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة بين إيلام وميسان لمتابعة تنفيذ المشاريع الضرورية وتسريع افتتاح المعبر، في إطار دعم حكومتي البلدين، وخصوصاً تركيز الحكومة الإيرانية الرابعة عشرة على “الدبلوماسية الحدودية النشطة”.
أما سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى العراق، فاعتبر عزم حكومتي البلدين على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية جديًا، وقال: إن الهدف المنشود لإيصال حجم التبادل التجاري بين إيران والعراق إلى 30 مليار دولار قابل للتحقيق.
وأشار السفير محمد كاظم آل صادق، خلال الاجتماع، إلى عقد اجتماعات تمهيدية بين مسؤولي البلدين على مستوى الدولة والمحافظات، وأعلن عن الموافقة المبدئية على إعادة تدشين هذا المعبر الحدودي، وأضاف: إن هذا المشروع يأتي في إطار الاستراتيجية الشاملة للبلدين لتعميق العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادلات بين المحافظات.
وأكد السفير الإيراني في بغداد أن معبر جيلات يمكن أن يحوّل محافظة إيلام إلى مركز للتبادلات الاقتصادية، وقال: إذا أُدير هذا المشروع بشكل صحيح، فلن يؤدي فقط إلى الازدهار الاقتصادي وخلق فرص العمل، بل سيُحدث أيضًا، من خلال تطوير البنية التحتية، تأثيرًا مباشرًا وملموسًا على تحسين مستوى معيشة سكان الحدود على الجانبين.
وفي إشارة إلى الإمكانات الاقتصادية للبلدين، اعتبر السفير آل صادق هذا المعبر عاملًا في تمهيد الطريق لتحقيق حجم التبادل المستهدف، وأضاف: يمكن أن يصبح هذا الممر الحدودي نموذجًا ناجحًا للتعاون المشترك بين إيران والعراق. واعتبر هذا الإجراء خطوة نحو زيادة حصة المنطقة من التجارة الدولية وتلبية احتياجات سكان الحدود بين البلدين.
موقع جغرافي استراتيجي
ومن المتوقع أن يخفف افتتاح هذا المعبر الضغط الهائل على معبر مهران خلال مواسم الزيارة، خاصة في أيام الأربعين، عبر توزيع حركة الزوار بشكل متوازن، ما يحسّن جودة الخدمات في كلا المعبرين.
ويتمتع معبر جيلات بموقع جغرافي استراتيجي، إذ يقع قرب مدينة علي الغربي في محافظة ميسان العراقية، ويمكن أن يصبح مركزاً رئيسياً للتبادل التجاري والثقافي، خاصة مع قربه من العمارة (مركز محافظة ميسان). كما أن مدينة دهلران الإيرانية، التي يقع فيها المعبر، تُعدّ مركزاً زراعياً ونفطياً مهماً في إيلام، إذ تمتلك 123 ألف هكتار من الأراضي الخصبة، وتحتل المرتبة الثانية على مستوى إيران في إنتاج بذور اللفت الزيتية.
وتمتلك إيلام أطول حدود مشتركة مع العراق (430 كم)، منها 220 كم في منطقة دهلران وحدها، ما يعزز الأهمية الاستراتيجية لمعبر جيلات كبوابة تجارية رئيسية بين البلدين.
يذكر أن محافظي إيلام وميسان، قاما برفقة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بغداد، وممثل الدائرة الجنوبية لمحافظة إيلام في مجلس الشورى الإسلامي، وعدد آخر من المسؤولين في البلدين، بزيارة معبر جيلات في مدينة دهلران يوم الخميس للاطلاع على آخر مراحل الافتتاح الرسمي لهذا المعبر الحدودي وتقييمها.
وخلال الزيارة، ناقش محافظ إيلام أحمد كرمي، ومحافظ ميسان حبيب ظاهر الفرطوسي، آخر التنسيقات بين مسؤولي البلدين للافتتاح الرسمي لهذا السوق الحدودي.