جرعة تفاؤل.. السعودية تستحضر انتصاراتها على إندونيسيا قبل الملحق الآسيوي

تعيش بعثة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم أجواءً حماسية في مدينة جدة، مع اقتراب موعد خوض الملحق الآسيوي الحاسم المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، وسط دعم جماهيري كبير وتفاؤل بقدرة "الأخضر" على مواصلة حضوره في المحافل العالمية.

ويستعد المنتخب السعودي لخوض مواجهتين قويتين في المجموعة الثانية من مرحلة الملحق، إذ يلتقي نظيره الإندونيسي مساء الأربعاء المقبل، قبل أن يصطدم بالمنتخب العراقي في 14 أكتوبر الجاري، في مواجهة قد تكون فاصلة لتحديد هوية المتأهل مباشرة إلى المونديال المرتقب في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

 

ويدخل الأخضر هذه المرحلة بطموحات كبيرة من أجل انتزاع بطاقة التأهل السابعة في تاريخه إلى كأس العالم، مدفوعًا بخبرة طويلة في التصفيات القارية وبتجربة المشاركة الأخيرة في مونديال قطر 2022.

 

تفوق تاريخي يمنح الأخضر الثقة

 

يدخل المنتخب السعودي مواجهة إندونيسيا متسلحًا بأفضلية تاريخية واضحة، بعدما التقى المنتخبان في 16 مواجهة سابقة بين رسمية وودية.

 

وخلال هذه المواجهات، حقق الأخضر 12 انتصارًا كاسحًا، مقابل 3 تعادلات فقط، بينما خسر مباراة واحدة، ما يعكس تفوقه شبه المطلق على خصمه الآسيوي.

 

هذا السجل التاريخي يمنح “الأخضر” جرعة معنوية كبيرة قبل المواجهة المرتقبة، حيث يسعى اللاعبون لتأكيد التفوق وإضافة انتصار جديد يضع الفريق على أعتاب التأهل.

 

وبحسب موقع المنتخب السعودي الرسمي، فقد سجل الأخضر في شباك نظيره الإندونيسي 45 هدفًا، بينما استقبلت شباكه 8 أهداف فقط، في فارق تهديفي هائل يعكس سيطرته على مجمل اللقاءات بين الطرفين.

 

البدايات من الثمانينيات.. وهيمنة سعودية كاملة

 

أقيم أول لقاء بين المنتخبين في ديسمبر/ كانون الثاني 1980 على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض، وانتهى بفوز سعودي كبير بنتيجة (8-0)، شهد تألق الأسطورة ماجد عبدالله الذي أحرز خمسة أهداف كاملة، إضافة إلى ثنائية شايع النفيسة وهدف من سيمسون إرمابسل بالخطأ في مرماه.

 

ومنذ ذلك اللقاء، استمر المنتخب السعودي في فرض سيطرته على المواجهات، حيث فاز في أربع مباريات متتالية، من بينها لقاء ضمن دورة الألعاب الآسيوية 1986 في سيول، والذي انتهى بثنائية نظيفة للأخضر.

 

واحتاج المنتخب الإندونيسي إلى 17 عامًا كاملة ليحقق أول تعادل أمام السعودية، وكان ذلك في لقاء ودي جمعهما في مارس/ آذار 1997 بسنغافورة وانتهى (1-1).

 

بعدها عاد “الصقور” ليفرضوا كلمتهم مجددًا بانتصارات متتالية بين عامي 2003 و2007، منها مواجهات في تصفيات كأس آسيا 2004 وتصفيات المونديال 2006، إضافة إلى مواجهة كأس آسيا 2007 التي أقيمت على الأراضي الإندونيسية وانتهت بفوز سعودي مقنع.

 

تعادلات متقطعة وخسارة مفاجئة

 

في 2011، عاد التعادل مجددًا بين المنتخبين في لقاء ودي أقيم في كوالالمبور وانتهى دون أهداف، قبل أن يحقق الأخضر انتصارين متتاليين في تصفيات آسيا 2015، ففاز في جاكرتا (2-1)، ثم في الدمام (1-0).

 

أما آخر ثلاثة لقاءات، فشهدت تقلبًا في النتائج؛ إذ تعادلا (1-1) في جدة ضمن تصفيات المونديال 2026 في سبتمبر الماضي، قبل أن يحقق المنتخب الإندونيسي أول فوز تاريخي له على السعودية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 بنتيجة (2-0)، وهي خسارة شكلت ناقوس خطر دفع الجهاز الفني السعودي إلى إعادة ترتيب أوراقه.

 

نجوم تركوا بصمتهم

 

الإحصائيات التاريخية تؤكد تفوق عدد من نجوم السعودية في مواجهاتهم أمام “الجار الآسيوي”، ففي صدارة أكثر اللاعبين مشاركة يأتي أحمد الدوخي بـ 6 مباريات (450 دقيقة)، يليه الراحل خميس العويران بـ 6 مباريات (437 دقيقة)، ثم ياسر القحطاني بـ 5 مباريات (410 دقائق).

 

كما شارك كل من سعود كريري بـ 346 دقيقة، وعبدالعزيز الجنوبي بـ 199 دقيقة في العدد نفسه من المباريات، إلى جانب محمد نور (310 دقائق)، وطلال المشعل (279 دقيقة)، وحسين عبدالغني (270 دقيقة)، وإبراهيم سويد (235 دقيقة)، وتيسير الجاسم (221 دقيقة).

 

أما في سجل الهدافين، فيتصدر الأسطورة ماجد عبدالله القائمة بـ 9 أهداف، يليه طلال المشعل بـ 6 أهداف، ثم كل من فهد المهلل وياسر القحطاني بـ 3 أهداف لكل منهما.

 

كما سجل كل من إبراهيم سويد وشايع النفيسة وعبدالله الجمعان وعبيد الدوسري ويسري الباشا ويوسف السالم هدفين، ما يعكس تنوع الأسماء التي ساهمت في كتابة التفوق التاريخي للأخضر.

 

تنوع فني في مدارس التدريب

 

على مدار العقود الماضية، تعاقب على تدريب المنتخب السعودي أمام نظيره الإندونيسي 10 مدربين من مدارس كروية مختلفة، جمعوا بين الخبرة الأوروبية والهوية اللاتينية والنكهة المحلية.

 

ويُعد الهولندي جيرهارد فاندرليم والبرتغالي نيلو فينجادا الأكثر قيادةً للأخضر أمام إندونيسيا بـ 3 مباريات لكل منهما، تلاهما البرازيلي روبنز مانيللي والإسباني لوبيز كارو بمباراتين.

 

كما قاد الأخضر في مواجهات محدودة كل من الفرنسي هيرفي رينارد، والبرازيليين خوسيه كاستيلو ودوس آنجوس، والإيطالي روبرتو مانشيني، والهولندي فرانك رايكارد، والمدرب الوطني ناصر الجوهر، حيث خاض كل منهم مواجهة واحدة فقط ضد المنتخب الإندونيسي.

 

موقعة فاصلة بروح التاريخ

 

 

مع اقتراب مواجهة الأربعاء، يسعى المنتخب السعودي لاستثمار سجله التاريخي الكبير، واستحضار روح الانتصارات السابقة لتكون دافعًا إضافيًا نحو خطف الانتصار قبل لقاء العراق المرتقب.

 

 

المصدر: الاخبار كووره