ووفقاً لصحيفة “آس” الإسبانية، تتابع إدارة النادي الملكي عن كثب وضع الثنائي الذي غادر في السنوات الماضية بحثاً عن دقائق لعب وتطور أكبر، وسط قناعة متزايدة داخل “سانتياجو برنابيو” بأن الوقت بات مناسباً لاستعادتهما.
يرى ريال مدريد في شيما أندريس، لاعب شتوتجارت الحالي، بديلاً مثالياً لتشواميني، في ظل غياب لاعب ارتكاز بديل حقيقي في الفريق، رغم قدرة كامافينجا وأردا جولر على شغل هذا المركز مؤقتاً.
أما نيكو باز، فقد تلقى وعداً من الإدارة بالعودة في صيف 2026، وهو ما دفعه إلى رفض عرض ضخم من توتنهام بلغ 70 مليون يورو هذا الصيف.
شيما أندريس.. أداء مبهر وسعر مغرٍ
يخطف أندريس (20 عاماً) الأنظار في الدوري الألماني مع شتوتجارت، حيث شارك في 8 من أصل 10 مباريات هذا الموسم، سجل هدفاً وحقق نسبة تمرير صحيحة بلغت 94% في آخر مباراة، إلى جانب ثلاث محاولات قطع ناجحة وعشر استعادة للكرة وستة صراعات فاز بها.
النادي الألماني يمتلك 50% من حقوقه بعد أن دفع 3 ملايين يورو، فيما يحتفظ ريال مدريد بالنصف الآخر، ما يجعل استعادته ممكنة مقابل نحو 10 ملايين يورو فقط، في صفقة تُعتبر منخفضة التكلفة مقارنة بقيمته المتصاعدة.
أندريس، الذي يبلغ طوله 1.90 متر، يتميز بقوة بدنية وصلابة دفاعية وقدرة عالية على تنظيم اللعب من الخلف، ما جعله يُقارن داخل “فالديبيباس” بتشواميني ورودريجو. وقد أصبح أحد أعمدة كاستيا سابقاً، وفرض نفسه سريعاً في ألمانيا بفضل موهبته وشخصيته القيادية.
نيكو باز.. موهبة أرجنتينية تنتظر العودة
أما نيكو باز، الذي يلعب حالياً مع نادي كومو الإيطالي، فقد تألق هذا الموسم بتسجيل 3 أهداف وصناعة 3 أخرى في 619 دقيقة فقط. كما سجل الموسم الماضي 6 أهداف وقدم 9 تمريرات حاسمة، مما فتح له أبواب المنتخب الأرجنتيني وأحيا حلمه بالمشاركة في كأس العالم المقبلة.
ريال مدريد يملك أحقية إعادة شرائه مقابل 9 ملايين يورو في 2026، أو 10 ملايين في 2027، بعد أن باع نصف بطاقته مقابل 6 ملايين يورو في 2024. ويُنظر إليه كخليفة محتمل لداني سيبايوس الذي ينتهي عقده في 2027، حيث تخطط الإدارة لمنحه دوراً أساسياً في تشكيلة المستقبل.
خطة التجديد البيضاء
المشروع واضح في ريال مدريد بأن النادي يحتاج بديلاً استراتيجياً لتشواميني ويضع نيكو باز ضمن خطط الموسم المقبل. وبينما يُعد شيما أندريس خياراً اقتصادياً ذكياً مقارنة بالإنجليزي وايت وارتون الذي تتجاوز قيمته 80 مليون يورو، فإن الإدارة ترى أن الثنائي يمثل “صفقتين سريتين” قادرتين على إحياء الروح المدريدية في منتصف الميدان.
ريال مدريد يُدير بهدوء “استراتيجية 2026” التي تهدف إلى تجديد الدماء وتعزيز خط الوسط بعناصر شابة واعدة. مشروع المستقبل الأبيض يعتمد على اسمين واعدين: شيما أندريس ونيكو باز.
استراتيجية الشباب
شهد ريال مدريد خلال السنوات الأخيرة تحولاً واضحاً في استراتيجيته بسوق الانتقالات، حيث بات يركز على التعاقد مع اللاعبين الشباب الواعدين بدلاً من الاعتماد على النجوم الجاهزين كما كان يحدث في حقبة “الجلاكتيكوس”. هذا التوجه الجديد يعكس رؤية اقتصادية ورياضية متكاملة تهدف إلى بناء مشروع طويل الأمد يضمن الاستقرار الفني والمالي للنادي.
وبدأ ريال مدريد في ضخ استثمارات كبيرة في المواهب الشابة من مختلف أنحاء العالم، مع التركيز على اللاعبين الذين يملكون إمكانيات فنية كبيرة وقدرة على التطور داخل بيئة النادي. فخلال السنوات الماضية، ضم النادي أسماء مثل فينيسيوس جونيور، ورودريجو جويس، وإندريك من البرازيل، إلى جانب كامافينجا وتشواميني من فرنسا، وكلهم باتوا اليوم من الركائز الأساسية في الفريق الأول.
إلى جانب هؤلاء، عمل ريال مدريد على تطوير لاعبيه القادمين من الأكاديمية، مع الاهتمام بمتابعة المعارين الذين يكتسبون الخبرة في الدوريات الأوروبية. هذا النموذج أثبت نجاحه في الجمع بين الأداء العالي والاستدامة الاقتصادية، إذ تمكن النادي من الحفاظ على ميزانيته دون إنفاق مبالغ ضخمة على النجوم الكبار.
كما يولي النادي اهتماماً كبيراً بالتناغم بين الأجيال، حيث يضع الجيل الحالي من الشباب تحت إشراف لاعبين ذوي خبرة مثل أنطونيو روديجر وكارفاخال، لضمان انتقال سلس للقيادة في المستقبل. بذلك، أصبح ريال مدريد لا يكتفي فقط بتحقيق البطولات، بل يسعى أيضاً لتأمين مستقبل الفريق لعقد قادم على الأقل، مع رؤية واضحة تقوم على اكتشاف وصناعة النجوم داخل “البيت الأبيض” نفسه.