في الدورة الثانية والأربعين

مهرجان طهران الدولي للأفلام القصيرة يستضيف مشاركات من 55 دولة

مهرجان طهران الدولي للأفلام القصيرة لا يسعى فقط لتكريم الأعمال الفنية، بل لتقديم منصة حقيقية للحوار، والتعبير، والتوثيق، في زمن تتسارع فيه الصور وتُختزل فيه المعاني، ليبقى الفيلم القصير أداة حيوية لفهم الواقع واستشراف المستقبل.

في أجواء فنية نابضة بالحياة، أعلن بهروز شعيبي، أمين الدورة الثانية والأربعين لمهرجان طهران الدولي للأفلام القصيرة، عن انطلاق فعاليات المهرجان بمشاركة 94 فيلماً من 55 دولة، لتؤكد هذه الدورة مكانة المهرجان كمنصة عالمية معتمدة من أكاديمية الأوسكار، وذات تصنيف جودة من الدرجة «أ».

 

 

وتوزعت الأعمال المشاركة على عدة أقسام، أبرزها: 34 فيلماً قصصياً، 14 وثائقياً، 13 رسوماً متحركة، 11 تجريبياً، و15 فيلماً حول الذكاء الإصطناعي، إضافة إلى 7 أفلام ضمن قسم «آفاق ناشئة» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتصدرت الصين، إسبانيا، الهند، والولايات المتحدة قائمة الدول المشاركة، تليها فرنسا والبرازيل.

 

 

وأكد شعيبي أن المهرجان سيُقام على مدار خمسة أيام، ويتضمن ندوات تخصصية، عروضاً للمكفوفين بالتعاون مع مؤسسة «سوینا»، وأفلاماً تاريخية مُرمّمة من أرشيف السينما الإيرانية. كما سيتم عرض الأعمال الفائزة في حملة «الوطن كما أراه»، إلى جانب تخصيص قسم خاص للأفلام التي تتناول قضايا المقاومة، غزة، لبنان، والحرب الصهيونية المفروضة الأخيرة، في خطوة وصفها بأنها «اختيار نابع من الاحترام لجهود صانعي هذه الأعمال».

 

 

وفي إطار دعم المواهب الشابة، أعلن شعيبي عن برنامج خاص للتفاعل مع طلاب المدارس الفنية والسينمائية، حيث سيستضيف المهرجان يومياً مجموعة من طلاب إحدى المدارس من طهران، بالإضافة إلى مدارس من مدن أخرى، بهدف تعزيز التواصل بين الأجيال السينمائية.

 

 

 

وعن جودة الأعمال، أشار إلى أن المهرجان إضطر إلى تمديد مدة العروض من 800 دقيقة إلى 984 دقيقة، نظراً لكثافة المشاركات وقيمتها الفنية، مؤكداً أن اختيار الأعمال تم بدقة عالية، بعيداً عن السطحية، مع مراعاة التنوع الفكري في لجان التحكيم.

 

 

كما أشار إلى أن المهرجان لم يتلقَ دعماً خاصاً من أي جهة مؤسسية هذا العام، باستثناء جائزة تُمنح من قبل معاون شؤون المرأة والأسرة، السيدة بهروز آذر، بصفتها عضواً في مجلس أمناء الجمعية، والتي كانت داعمة للمهرجان بشكل كبير.

 

 

وفي ردّه على سؤال حول مدى جرأة الأعمال في تناول القضايا الاجتماعية، قال إن طرح هذه المواضيع يتطلب لغة درامية مناسبة، وإلا تحوّلت إلى تقارير سطحية. وأكد أن أعمال هذا العام وصلت إلى مستوى ناضج من التعبير، وأن المخرجين أظهروا جرأتهم من خلال جودة أعمالهم، وهو ما اعتبره شخصياً مثيراً للإعجاب.

 

 

واختُتم المؤتمر الصحفي بالتأكيد على أن مهرجان طهران الدولي للأفلام القصيرة لا يسعى فقط لتكريم الأعمال الفنية، بل لتقديم منصة حقيقية للحوار، والتعبير، والتوثيق، في زمن تتسارع فيه الصور وتُختزل فيه المعاني، ليبقى الفيلم القصير أداة حيوية لفهم الواقع واستشراف المستقبل.

 

 

المصدر: الوفاق+ ارنا